مفتي فلسطين يؤيد إقامة القصاص على الزهار
الدين يدخل في لعبة السياسية الفلسطينية
أسامة العيسة من القدس:
تحول الدين، إلى عامل رئيس، في الصراع بين حركتي فتح وحماس، وتبادلت الحركتان، الاتهامات، بما وصفتاه تدنيس المساجد.
وفيما يعتبر، تحركًا من حركة فتح لإشراك علماء الدين المسلمين، المقربين منها، في الصراع مع حركة حماس التي يوجد فيها الكثير من الشيوخ، أعلن الشيخ محمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، تأييده لإقامة القصاص على الدكتور محمود الزهار، القيادي في حركة حماس، وقادة الحركة الآخرين بعد محاكمتهم وفقًا للقانون.
وكان حسين، يتحدث خلال برنامج ديني بثه مباشرة تلفزيون فلسطين، وتطرق فيه إلى الأحداث التي شهدها قطاع غزة.
وقال حسين، الذي كان يرد على أسئلة المشاهدين التي تتعلق بمزاعم حول أفعال منسوبة للزهار، وقادة حركة حماس الآخرين في قطاع غزة quot;الزهار ليس حجة على الإسلام، وإنما الأحكام الشرعية، هي حجة عليه وعلى غيرهquot;.
وأشار حسين، إلى انه ضد quot;اخذ القانون باليدquot; محذرًا من اخذ تصريحاته وفتاويه على هذا النحو، قائلاً: quot;ولكن متى ثبتت الإدانة، فإنه حتى المسلمين يحاسبون على جرائمهم وفق القانون، وإذا أدينوا فوفق القانونquot;.
وحاول حسين التنبيه إلى انه لا يتحدث عن حركة حماس فقط، بعد أن تلقى اتصالات نقدية من مشاهدين، قائلاً: quot;ليست القضية قضية فصيل معينquot;.
وردًا على سؤال إذا كان يؤيد إقامة القصاص على الزهار قال حسين quot;عندما نتحدث عن ما جرى في قطاع غزة منذ الحسم العسكري حتى اليوم، نتحدث عن جرائم وقعت ضد أفراد، وضد أجهزة أمنية، وضد اسر، هؤلاء الذين تورطوا في كل ذلك، يجب أن يقدموا إلى محاكم عادلة، وإذا أدينوا فانهم يستحقون القصاص على جرائمهمquot;.
ووجه أحد المشاهدين نقدًا لحسين، لأنه تحدث عن قادة حماس بهذه الصورة، وقال له quot;أنت كمفتي للقدس والديار الفلسطينية، يجب أن يرى فيك المشاهد، صورة الإسلام والمسلمين وصورة القدس، التي نعشقها، وليس صورة الذي يهاجم هنية أو الزهار، إذا أردت أن تتكلم فتكلم عن أحكام شرعيةquot;.
ورد المفتي قائلاً: quot;نحن لا نتكلم عن أشخاص، ولكنني أرد على أسئلة السائلين التي تتضمن أسماء أشخاص معينين، ووظيفتي تبيان الحكم الشرعيquot;.
ونفى حسين، أن يكون قد أفتى بقتل أو تكفير أحد، وقال quot;نحن لا نطلق الأحكام على الأسماء، ولكننا نقول إن كل إنسان مهما كان موقعه، إذا ارتكب جريمة، يحاسب عليها وفق القانون، بعد أن تثبت إدانتهquot;.
ودافع حسين عن موقف محمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، من حركة حماس، قائلا quot;أبو مازن يعتبر حماس جزء من الشعب الفلسطيني، ولكنه يطالبها بان تعود عن انقلابها، كل أبناء الشعب الفلسطيني، أبناء شعب واحد، ويجب عليهم أن يحتكموا إلى دينهم فيحقنوا دمائهم، نحن مع من يحقن الدماء، مع من يحرم سفك هذه الدماء، لأن الله هو من حرمه، نحن مع وحدة الصف والكلمة، والشعبquot;.
وأكد حسين، أمام سيل الانتقادات التي وجهت له quot;نحن والحمد لله لا نفتي لاهوائنا ولا نفتي لرغباتنا، ولكننا نفتي وفقًا للأحكام الشرعيةquot;.
واتهم الشيخ جمال بواطنة وزير الأوقاف والشؤون الدينية في حكومة الدكتور سلام فياض، ما اسماها ميليشيا حماس في محافظات قطاع غزة باقتحام المساجد في والاعتداء على المصلين، مشددًا على ان المساجد هي بيوت للعبادة quot;وملاذًا آمنًا لكل من دخلها للعبادة والاحتماء من بطش وعبث الطائشين الذين لم يراعوا أبسط القواعد والأخلاق الإسلاميةquot;.
وقال بواطنة إن حماس اعتقلت عددا من علماء الدين المسلمين، مثل مدير أوقاف دير البلح الشيخ جمال علي المغاري، وعضو لجنة زكاة الزوايدة الشيخ أحمد محمد أبو زايد، وأوقفت عددًا آخر عن الخطابة أبرزهم وزير الأوقاف الأسبق الدكتور يوسف جمعة سلامة، واخرين مثل: صبري محمد أبو زياد، وعبد القادر خليل الشطلي، وإيهاب عبد الرحمن البيومي، ود. محمد نايف اللحام، وإبراهيم محمود أبو جلمبو، وعادل إبراهيم أحمد، سعيد عبد الرحمن البيومي، وأحمد إسماعيل الكرد، وغيرهم.
ودعا خطباء من شيوخ حركة فتح في المسيرات التي شهدتها الضفة الغربية، احتجاجًا على مقتل الأبرياء في قطاع غزة، اول من أمس الاثنين، حركة حماس، بالعودة إلى ما أسموه رشدها.
أما حركة حماس، فاتهمت حركة فتح وأجهزة السلطة الفلسطينية، باعتقال المزيد من عناصرها ومن بينهم علماء دين، واقتحام المساجد وتدنيسها.
وقالت مصادر في حركة حماس، إن ما أسمتها ميليشيات حماس وأجهزة السلطة الأمنية، اقتحمت عدة مساجد في الضفة الغربية مثلما حدث، في قريتي باقة الشرقية، ودير الغضون، شمال الضفة الغربية، ومسجد مدينة بيت امر، جنوب الضفة.
وحسب هذه المصادر، فإن مسلحي فتح والأجهزة الأمنية، اقتحموا هذه المساجد وأزالوا الأعلام الخضراء الخاصة بحركة حماس، ورفع اعلام صفراء بدلا منها، تحمل شعارات حركة فتح.
أما في ما يخص مسجد بيت امر، فأعلن العميد سميح الصيفي، قائد منطقة الخليل، بان الأجهزة الأمنية التي اقتحمت المسجد صادرت مواد تحريضية وأسلحة، تم تخبئتها في غرفة داخل المسجد، تعود لأفراد من حركة حماس تم اعتقالهم.
واشار الصيفي، إلى انه من بين المضبوطات أسلحة، وخناجر، وسيوف وبلطات، وبزات عسكرية مموهة وأخرى عادية، وأحزمة بنادق، وهراوات، ومواد ويافطات ونماذج تدريبية لأحزمة ناسفة، ونقالات إسعاف، وأسلحة بيضاء، وسلاسل حديدية، وأقنعة سوداء.
ولكن حركة حماس اعتبرت ما فعلته القوات التي تأتمر بأوامر الصيفي quot;تدنيسًا للمسجدquot;، واستنكرت الاعتقالات التي طالت عددا من أفرادها.