لندن: سمحت محكمة في لندن الخميس للحكومة بتسليم الإمام السابق المتطرف أبو حمزة إلى الولايات المتحدة حيث هو متهم بالإرتباط بتنظيم القاعدة والمشاركة في مخططات إرهابية. ويعود القرار النهائي بالتسليم من عدمه الى وزارة الداخلية البريطانية. ويمضي ابو حمزة وهو بريطاني من اصل مصري حاليًا عقوبة بالسجن سبع سنوات في سجن بريطاني. وقد حكم عليه في شباط/فبراير 2006 بعد ادانته بتهمة التحريض على القتل والحقد.

وابو حمزة معروف بخطبه المعادية لليهود والغرب. وتتهمه الولايات المتحدة بالارتباط بتنظيم القاعدة والمشاركة في مخططات ارهابية في الولايات المتحدة ودول غربية. ويشتبه خصوصًا في انه شارك في خطف سياح اجانب في اليمن وسهل اقامة معسكر تدريبي ارهابي في الولايات المتحدة وساعد في تمويل اشخاص يرغبون في التوجه الى الشرق الاوسط للحصول على تدريب على اعمال ارهابية للمشاركة في quot;الجهادquot;.

وفي حال قررت الداخلية البريطانية تسليمه فانه سيحاكم في الولايات المتحدة قبل العودة الى بريطانيا لقضاء ما يتبقى من مدة حكمه في بريطانيا. وينقل بعد ذلك مرة اخرى الى الولايات المتحدة لتمضية ما قد يقرره القضاء الاميركي من عقوبة سجن محتملة بحقه. وكان ابو حمزة المصري وصل الى بريطانيا في 1980 واصفا اياها بانها quot;جنة يمكننا فيها القيام بما نريدquot;.

وتزوج من بريطانية في 1984 وحصل بذلك على الجنسية البريطانية. ومارس في البداية حياة ابعد ما تكون عن الزهد والتشدد الذي تبناه لاحقا، حيث عمل حارسا في قاعة تأجير افلام اباحية في حي سوهو حي الاثارة في لندن. غير انه تبنى اثر ذلك الطروحات الاسلامية والتحق بالمجاهدين الذين حاربوا السوفيات في افغانستان. وفي ميدان المعركة في 1993 فقد احدى عينيه واحدى يديه حين سار على لغم، بحسب اقواله.

وعاد اثر ذلك الى بريطانيا واصبح امام مسجد فينزبوري بارك شمال لندن حيث كان يلقي خطبا مؤيدة لزعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ووصف اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة بانها تندرج في اطار الدفاع الشرعي عن النفس. وكثيرا ما وجهت الى المسجد الذي يلقي فيه المصري خطبه اثر اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر اصابع الاتهام بنشر افكار ارهابية. وكان من بين المترددين على هذا المسجد البريطاني ريتشارد ريد الذي حاول في كانون الاول/ديسمبر 2001 تفجير طائرة بوينغ تابعة للخطوط الاميركية quot;اميركان ايرلاينزquot; بحذاء مفخخ. وينفي ابو حمزة باستمرار علاقته بالارهاب.

اعدام؟

وقالت هيئة الدفاع عن أبي حمزة، إنها لم تتمكن من توكيل محامين في الولايات المتحدة للدفاع عن موكلهم لأن الرئيس الاميركي جورج بوش كان قد صنفه كإرهابي مشتبه فيه منذ سنتين، مما يضع قيودًا على اولئك الذين يستطيعون مساعدته. على صعيد آخر، سبق للولايات المتحدة ان حذرت من ان ابو حمزة قد يواجه عقوبة الاعدام إذا ادين في الولايات المتحدة. لكن من المتوقع أن تطالب الحكومة البريطانية بالحصول على ضمانات بعدم اللجوء الى عقوبة الإعدام قبل ترحيل المتهم الذي يحمل الجنسية البريطانية منذ اكثر من عشرين عامًا.