اعتدال سلامه من برلين: لعبت المانيا ادوارا مختلفة وبارزة في منطقة الشرق الاوسط ظلت لسنوات تقودها من وراء الكواليس، لكنها اليوم تخطت هذا بالمشاركة العسكرية العلنية ولها الان جنود يرابطون في مياه البحر الاحمر يشاركون في خطة Enduring Freedom مع البحرية الاميركية وكذلك قطع حربية في البحر الابيض المتوسط لمنع تهريب الاسلحة الى حزب الله.
كما انها تعتبر وسيطا في قضية معقدة جدا بين حزب الله واسرائيل والمقصود بها تبادل الاسرى بين الطرفين. اذ لا ننسى ان برلين لها علاقة جيدة مع اسرائيل وعلاقة مازالت تعتبر هادئة مع ايران الحليف القوي لحزب الله، وهذا جعلها تكون عرابة تبادل اسرى للحزب ورفات جنود اسرائيليين ، كان اخرها قبل اقل من شهر. لكن هل يسمح لها ذلك بممارسة دور سياسي دون تخطي ماضيها النازي في ما يتعلق باسرائيل، اي عدم تخطي الخط الاحمر الذي وضع لها عقب الحرب العالمية الثانية وهزيمة النازية؟
موضوع تناولته ايلاف في حوار اجرته مع الدكتورة اولريكه فرايتاغ مديرة مركز الدراسات الحديثة للشرق الاوسط في برلين، وهي من الشخصيات المعروفة باطلاعها الواسع على الوضع الراهن في الشرق الاوسط .
فركزت في الحديث على الاتفاقيات السابقة بين اسرائيل والفلسطينيين خاصة الاتفاق الذي وقع في جنيف نهاية عام 2003 واتى بعده ما يسمى بخارطة الطريق. فمن وجهة نظرها ان المشكلة الاساسية تكمن في ان هذا الاتفاق وقع من قبل اطراف فلسطينية واسرائيلية غير رسمية، لذا فانه ورغم مضمونه المهم لم يعتبر خطوة سياسية رسمية لها تأثير ومفعول.
ورغم كل الجهود الاوروبية المبذولة فمن وجهة نظر الخبيرة السياسية فان المجموعة الاوروبية لن تقدم على اي عمل لعدم وجود سياسة خارجية موحدة لديها وهذا مؤسف. فلو كانت لها سياسة خارجية واحدة وموحدة لكانت ساهمت في انجاح الاتفاقيات التي برزت على الساحة من اتفاقية اوسلو وحتى خارطة الطريق.
وعن العلاقات الحساسة بين اسرائيل والمانيا قالت ان شعور الالمان بالذنب تجاه الدولة العبرية بسبب الماضي النازي سيدوم فترة طويلة ما يجعل سلوك بعض السياسيين الالمان سياسة متوازنة من الامور الاكثر صعوبة، اذ عليهم وفي كل مناسبة الاشارة مثلا الى اهمية امن اسرائيل والحفاظ على كيانها ، لكن في الوقت نفسه لدى السياسيين بشكل عام الحرية التامة عند مناقشتهم قضية اقامة دولة فلسطين باعتبارها امرا لا بد منه.
و تضيف انه بالطبع ستبقى الحساسية حيال الدولة العبرية قائمة لكن باتجاه العداء للسامية وليس في ما يتعلق بسياسة الشرق الاوسط، اي ان للسياسيين حرية مساندة الدولة الفلسطينية القادمة من دون الاتهام بالعداء للسامية ، بالطبع يمكن لالمانيا اعلان مواقف سياسية اكثر لكن عليها التحدث عن ذلك ضمن صيغ معينة والا سوف تتهم باللاسامية.
وعن العلاقات بين برلين وواشنطن في ما يتعلق بالشرق الاوسط قالت فرايتاغ ان المشكلة تكمن بانها تنعكس على سياسة برلين الشرق اوسطية وموقفها من الصراع العربي الاسرائيلي، فهي بلا شك تتعمد تبني سياسة لا تزعج الاميركيين وهذا لا يعني انها تسلك دائما هذا الخط ، والدليل على ذلك موقفها من الحرب في العراق ورفضها للمشاركة العسكرية فيها.
التعليقات