انقرة: قال جنرال تركي كبير يوم الخميس ان تركيا تنفذ عملية عبر الحدود ضد المتمردين الأكراد الذين يستخدمون شمال العراق قاعدة لشن هجمات. لكن مراسلين لرويترز في المنطقة قالوا انه لم تكن هناك مساء الخميس علامات فورية على زيادة في النشاط العسكري على امتداد الحدود الجبلية لتركيا مع العراق.

وقال الجنرال ايلكار باسبوج قائد القوات البرية للصحفيين في حفل استقبال دبلوماسي في العاصمة التركية quot;ننفذ عملية عبر الحدود.quot; والجنرال باسبوج ثاني أقوى رجل في القوات المسلحة التركية.ولم يحدد باسبوج ماذا يعني بتنفيذ عملية لكن الجيش يعزز منذ أسابيع وجوده على امتداد الحدود.

وكان البرلمان التركي وافق الشهر الماضي على طلب الحكومة القيام بعمليات عبر الحدود في شمال العراق. ونقلت وكالة انباء الاناضول الرسمية عن باسبوج قوله quot;متى وكيف يتم تنفيذ هذا التحرك (لعملية عبر الحدود) هو مسألة أخرى.quot;

وحشدت تركيا نحو مئة ألف جندي تدعمهم الطائرات الحربية وطائرات الهليكوبتر والدبابات تحسبا لتوغل محتمل عبر الحدود لاجتثاث مقاتلي حزب العمال الكردستاني الذي تلقي أنقرة باللوم عليه في شن هجمات على أفراد قواتها الأمنية.

وقال ضابط رفيع في حرس الحدود العراقي انه لا علامات على ان تركيا بدأت عملية عبر الحدود في العراق. وأضاف quot;لم يحدث توغل تركي في العراق مع ان قوات تركية كبيرة حشدت على الجانب التركي من الحدود.quot;

ويقول محللون أيضا ان السلطات زادت من حدة تصريحاتها للضغط على السلطات الاميركية والعراقية للتحرك ضد المتمردين.

وقال مراسل لرويترز في بلدة زاخو العراقية الشمالية القريبة من الحدود مع تركيا انه لم يمكنه سماع دوي انفجارات او ازيز طائرات تحلق. وقال ان الوضع في البلدة يبدو طبيعيا.

من جهته، قال مسؤول كبير بالجيش الاميركي في بغداد انه ليست لديه على الفور اي معلومات بشان تحرك تركي. ولم يتسن الوصول الى مسؤولين في الحكومة العراقية للتعليق.

ويوم الثلاثاء قالت مصادر امنية ان تركيا ارسلت المئات من افراد القوات الخاصة الى الحدود لدعم قواتها هناك. وحثت واشنطن انقرة على تفادي القيام بتوغل واسع النطاق خشية زعزعة استقرار أكثر مناطق العراق سلما وهدوءا واثارة ازمة اقليمية أكبر.

وجاءت تصريحات باسبوج بعد تأكيد الحكومة هذا الاسبوع ان تركيا مستعدة لشن هجوم على نحو ثلاثة آلاف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني يتخذون من الجبال في شمال العراق مقرا لهم.وحمل حزب العمال الكردستاني السلاح عام 1984 بهدف اقامة وطن قومي للاكراد في جنوب شرق تركيا. وقتل نحو 40 الفا في الصراع.

وشنت تركيا عضو حلف شمال الاطلسي في الشهر الماضي غارات محدودة عبر الحدود الجبلية ضد المتمردين. وردا على انتقادات بشأن فعالية هجمات سابقة في شمال العراق قال باسبوج quot;القوات المسلحة التركية تقوم بعمليات عبر الحدود منذ سنوات وكانت ناجحة حتى الان.quot;

وقال انه لو ان هذه العمليات لم تنفذ لكان هناك عشرة آلاف متمرد بدلا من ما يقدر بخمسة الاف مقاتل في شمال العراق وتركيا. وقال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان هذا الاسبوع ان عملية عسكرية لا تزال مطروحة رغم صعوبات عمليات الامداد والتموين مع اقتراب فصل الشتاء في المنطقة الجبلية الوعرة. وحث أردوغان الاسبوع الماضي الرئيس الامريكي جورج بوش في واشنطن على شن حملة على المسلحين.

وتعهد العراق بملاحقة واعتقال زعماء حزب العمال الكردستاني. لكن نفوذ بغداد في منطقة اقليم كردستان التي تتمتع بحكم شبه ذاتي في شمال البلاد محدود وسيتوقف نجاح أي إجراءات ضد حزب العمال الكردستاني على تعاون السلطات الكردية