مقديشو: أعلنت مفوضية الأمم المتحدة العليا للاجئين أن نحو مليون صومالي أي ما يعادل عشر تعداد السكان إضطروا لمغادرة ديارهم بسبب الصراع هناك. وأكدت المفوضية في بيان لها أنه منذ فبراير/شباط الماضي فر نحو 600 ألف شخص من العاصمة مقديشو بسبب المعارك المستمرة بين القوات الحكومية المدعومة بالجيش الإثيوبي والمسلحين الإسلاميين. وأوضح البيان أن أحياء بأكملها في مقديشو خلت من السكان وبلغ عدد الفارين منها خلال الاسابيع الماضية نحو مائتي ألف.

وانضم هؤلاء إلى 400 ألف مشرد نتيجة الصراع المستمر في البلاد منذ 13 عاما ليصل إجمالي العدد إلى مليون يعيشون في ظروف مأساوية حيث يواجهون خطر المجاعات والأوبئة. واضطر معظم هؤلاء إلى الإقامة في معسكرات مؤقتة تفتقد الخدمات الصحية الأساسية ، حيث أقيمت احيانا خيام وأكواخ عشوائيا و استخدم هؤلاء متعلقات شخصية أحيانا مثل حقائب البلاستيك.

وتنتشر هذه المعسكرات العشوائية على طول الطريق من مقديشو إلى بلدة أفجوي على بعد 30 كيلو مترا غربي العاصمة الصومالية. وتقوم وكالات الإغاثة بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المشردين في افجوي وتقول إن القتال العنيف في مقديشو يمنعها من الوصول للمدنيين هناك.

وليس هذا فحسب بل أن المساعدات احيانا قد لاتصل لمستحقيها، فداخل المعسكرات يفرض البعض سيطرته على الوضع بحجة تامين المتواجدين ما يجبر هؤلاء النازحين على منحهم جزءا من نصيبهم في المساعدات. وبحسب تقديرات إحدى وكالات الاغاثة يعاني 45 ألف طفل صومالي على الأقل من سوء التغذية يحتاج 8500 منهم إلى رعاية صحية خاصة. وترى الامم المتحدة ان الأزمة الصومالية أصبحت بذلك الأسوأ في قارة أفريقيا التي طالما عانت شعوبها من كوراث الصراعات المسلحة.