كوبنهاغن: حكمت محكمة في كوبنهاغن الجمعة على ثلاثة ناشطين اسلاميين بالسجن لفترات تتراوح بين اربع سنوات و11 سنة لادانتهم بالتخطيط لاعتداءات بالمتفجرات في الدنمارك، وفق ما افاد مصدر قضائي. وصدرت اشد عقوبتين بحق احمد خلداهي وهو جزار كردي عراقي (22 عاما) ومحمد زاهر (34 عاما) وهو دنماركي من اصل فلسطيني.
كذلك قررت المحكمة طرد خلداهي من الدنمارك مدى الحياة بعد اتمامه عقوبته. وحكم على عبد الله اندرسن (32 عاما) وهو عاطل عن العمل دنماركي اعتنق الاسلام بالسجن اربع سنوات. وكان الثلاثة ضمن مجموعة من اربعة رجال وجهت اليهم الاتهامات رسميا في اذار/مارس وقد صدرت الاحكام بحقهم بعدما ادانتهم هيئة محلفين مؤلفة من 12 عضوا.
وكان المتهمون الذين يمثلون امام المحكمة منذ 5 ايلول/سبتمبر عقوبة السجن المؤبد بموجب المادة 114، الاشد في قانون مكافحة الارهاب الدنماركي.واوضح المتهمون خلال محاكمتهم انهم استاؤوا من رسوم النبي محمد التي نشرتها صحيفة ييلاندز بوستن الدنماركية، كما عبروا عن غضبهم لارسال الدنمارك قوات الى العراق وافغانستان.
وكانت المدعية العامة شارلوت السينغ يول صرحت الجمعة quot;كل المؤشرات تفيد على ما يبدو بان المجموعة ناقشت عمليا وجديا ثلاثة اهداف محتملة في كوبنغاغن هي ساحة قصر البلدية والبرلمان و(مواقع عقد) الاجتماعامات السياسيةquot;. وطالبت بانزال عقوبة بالسجن 14 عاما بحق خلداهي وزاهر وعشر الى 12 سنة بحق اندرسن. وتمت تبرئة معتقل رابع هو رياض انور دعبس (19 عاما) وهو طالب دنماركي من اصل فلسطيني.
واعتقل الرجال الاربعة في ايلول/سبتمبر 2006 في احد احياء اودينس خلال عملية واسعة النطاق اجرتها اجهزة استخبارات الشرطة وادت الى اعتقال مجموعة من تسعة اشخاص. ويشتبه في انهم كانوا يحضرون لاعتداءات وتفيد الشرطة بانهم حصلوا على مواد كيميائية تمهيدا لصنع متفجرات من نوع quot;تي.ايه.تي.بيquot;. وهذه المتفجرات الكيميائية يستخدمها الاسلاميون عادة وقد استخدمت خصوصا في اعتداءات لندن في تموز/يوليو 2005.
وكشفت اجهزة استخبارات الشرطة في نيسان/ابريل انها من اجل ان توقع بالمجموعة، اخترق صفوفها دنماركي يدعى لارس استخدمته الشرطة. وقد نال حوالى 84 الف كورون (اكثر من 11 الف يورو) مقابل معلوماته. وهذا الموظف البلدي السابق الذي اعتنق الاسلام تحت اسم يوسف توجه الى استخبارات الشرطة في كانون الاول/ديسمبر 2005 قائلا في بريد الكتروني انه التقى مسلمين متطرفين في مسجد اودينس وان خطبهم متطرفة.
وتم تجنيده كمخبر وعمل داخل هذه المجموعة مجهزا باجهزة تنصت والات تسجيل اخفيت في ملابسه. وخلال المحاكمة قال احد المتهمين ان لارس حضر الى المسجد بصفته جنديا سابقا خدم في البوسنة وهو quot;متعطش للثأر بسبب الفظاعات التي ترتكب ضد المسلمينquot; في ذلك البلد. وبعدما استدعي كشاهد للادعاء، اقر بانه كذب حول ماضيه العسكري بهدف quot;كسب ثقةquot; المتهمين.
واعتبر محامو الدفاع ان لارس شجع موكليهم على القيام باشياء لا يفعلونها عادة وحملوه كل المسؤولية. واكد المتهمون ومحامو الدفاع ان لارس هو من اشترى ودفع ثمن المنتجات لصنع المتفجرات. وفي المقابل، اكد محامو الدفاع ان لارس كان يلاحق المتهمين، وهي حجة اقنعت المحكمة. وخلال اخر جلسة استماع، اعتبر رئيس المحكمة ان هذا الشاهد quot;يحظى بمصداقية كبيرةquot;. وهي ثاني محاكمة بتهمة الارهاب في تاريخ القضاء الدنماركي.
التعليقات