باريس: قال وزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير اليوم، إنه لا يزال متفائلاً حول الموقف في لبنان، مشيرًا إلى أن quot;تطورات مرضيةquot; ستحدث خلال الأيام القليلة المقبلة.

وحذر كوشنير في تصريحات صحافية بعد اجتماعه الى نظيره الجزائري الزائر مراد مدليسي من مغبة التشاؤم، مشيرًا الى انه وسياسيين آخرين على استعداد للقيام بأي امر مفيد لانهاء ازمة الانتخابات الرئاسية اللبنانية.

واضاف قائلاً بنبرة تفاؤلية quot;اعتقد انكم ستصبحون سعداء بالتطورات في لبنان في غضون ايام قليلةquot; في تلميح الى احتمال الخروج بحل قريب، مشيرًا الى انه لا يعتقد ان الموقف هناك سيكون فادح الخطورة في الفترة بين انتهاء ولاية الرئيس السابق اميل لحود الليلة الماضية وموعد جلسة البرلمان اللبناني في 30 الجاري لاختيار خليفة له.

وتابع قائلا quot;لست واثقًا من اننا سنرى فترة توتر مقبلة وربما تقع حوادث صغيرة متفرقة لكنني لا اعتقد ان الموقف سيشهد توترًا خطرًا، واعلم ان اي صراع محلي في لبنان يمكن ان يتدهور بطريقة خطرة للغاية لكني لا ارى ان ذلك سيحدث وانا متفائلquot;.

وانحى كوشنر بلائمة الازمة الراهنة على عاتق اللبنانيين انفسهم، مشيرًا الى ان الجهود الدبلوماسية لفرنسا واسبانيا وايطاليا واطراف اخرى تستهدف المساعدة وجاءت بناءة، مشيرًا الى ان كافة بلدان الاتحاد الاوروبي وقفت خلف تلك الجهود.

وانتقد الوزير الفرنسي بحدة التجاذبات السياسية بين الفصائل والقوى اللبنانية التي لامها على الفشل في التوصل الى اتفاق كما كان اللوم تحديدًا الى quot;ظاهرة اللجوء لتبادل الاهانات على شاشات القنوات التلفازية خاصة تلك التابعة لكتلة 14 مارس البرلمانيةquot;.

كما انتقد كوشنير اي محاولات للوم فرنسا او الدبلوماسية الاوروبية على الفشل في انتخاب رئيس لبناني جديد quot;واللوم لبناني محض في هذه الحالةquot;.واقر بوجود quot;نفوذ خارجيquot; على ما يحدث داخل لبنان quot;لكن هذا لم يكن امرا غير معتاد فانتم تعلمون ان النفوذ السوري ليس بجديد وكذلك نفوذ ايران، وفي كل مشكلة لبنانية هناك دائمًا اسباب خارجية ونفوذ خارجي وقد اخذنا كل ذلك في الاعتبارquot; خلال جهود معالجة الازمة.

وكرر قائلاً: quot;آمل ان نشهد حلاً يتم اقتراحه الاسبوع المقبل يسمح بالتهدئة وبحكومة جديدة وبتطورquot;.

وتحدث كوشنير في تصريحاته كذلك عن الحاجة لمعالجة المشاكل الآنية المترتبة على مشكلة الديون اللبنانية خاصة تلك التي لم يعالجها مؤتمر (باريس 3) للجهات الدائنة.

وردًا على سؤال حول مدى تأثير مؤتمر انابوليس المقبل للسلام في الولايات المتحدة على الدفع باتجاه التوصل الى حل للازمة اللبنانية قال كوشنير إن أي تأثير ايجابي للمؤتمر سيكون امرًا بناء.

لكنه اضاف quot;كنت اعتقد ان عملية انتخابية لبنانية كاملة ستكون اساسًا جيدًا لخلق نقطة بداية ومناخًا افضل لما سيحدث بعد ايام في انابوليس، لكن ذلك غير ممكن واعتقد ان الامور ستتحسن في لبنان في غضون ايام معدودة، لكن ليس قبل انابوليس وعلى اي حال فقد اعربنا في بيروت عن اصرارنا على تمثيل لبنان في المؤتمر وهو سيكون ممثلا بالفعلquot;.

ومضى قائلاً quot;علمنا هذا الاسبوع ان سوريا قبلت الذهاب الى انابوليس وهو ما تم الاتفاق عليه في اجتماع للجامعة العربية وكل هذا جيد كما ستشارك السعودية والكل سيمثلون على مستوى وزاريquot;.