اعتدال سلامه من برلين: تثار منذ سنوات قضية منع غطاء الرأس او عدم منعه للمسلمات العاملات في المؤسسات العامة وخاصة المدارس الالمانية ، وادى تمسك هذه المؤسسات في بعض الاحيان الى اغلاق الباب في وجه محجبات من اجل الحصول على عمل. والان ولاول مرة يرفع المجلس المركزي للمرتدات عن الاسلام واعترف به في المانيا بعد ان تأسس مطلع هذا العام، يرفع الصوت مطالبا بمنع الحجاب للمدرسات والتلميذات واصفا اياه بانه اساءة للبنات المسلمات لذا يجب وضع نهاية لسوء معاملتهنّ.

وتوجهت مينا اهادي رئيسة هذا المجلس وهي ايرانية الاصل الى ادارة المدارس الرسمية في المانيا لتمنع غطاء الرأس للفتيات، وبرأيها هذا ضروري لمساندة كل فتاة منتمية الى عائلة اسلامية متشددة تريد التحرر والاستقلالية. وتعتبر الحجاب دليلا على عقلية متشددة ومعاملة سيئة لذا على السلطات الالمانية الحد من ذلك. وحسب القوانين الاساسية يجب مساندة الاسلام المنفتح والذي يقبل بمنح المرأة والرجلالحقوق نفسها . وكانت اهادي قد تلقت عدة رسائل تهديد بالقتل من مجهولين بحجة ان كل مرتد عن الاسلام عقابه الموت لذا وضعت تحت حماية قوى الامن.

وسوف تعلن رئيسة المجلس المركزي للمرتدات عن الاسلام مطلبها هذا خلال ندوة تعقدها السبت المقبل في مدينة كولونيا مؤسسة جيوردانو برنو ويشارك فيها عدد من المثقفين من بين الكاتبين رالف جوردانو وغونتر فالراف.

وتعيش مينا اهادي في مدينة كولونيا منذ بضع سنوات بعد هروبها من ايران بسبب تعرضها للاعتقال والجلد واسست هذا المجلس نهاية شهر شباط ( فبراير) الماضي مع اكثر من 40 امراة لهنّ تفكيرها وتوجهها نفسهما لاظهار الصورة الحقيقة كما قالت عن وضع المرأة في المجتمعات الاسلامية المتشددة ومدى الظلم الذي يلحق بها بسبب الشريعة الاسلامية. والهدف الاساسي هو محاربة السياسة الاسلامية التي تسلكها الحكومات المسلمة وتمسكها بالشريعة كقانون يحرم النساء معظم حقوقهن مهما كان حجمها. وقالت في مقابلة لها اننا نوجه نداءنا الى كل من يريد التخلي عن الدين الاسلامي لان ما يتضمنه القرآن لا يتطابق مع كل الحقوق الانسانية. وهذا ما سبب نقمة المسلمين المتشددين عليها وهددوها بالقتل.

وتلقت مينا مساندة كبيرة من النائبة التركية في البرلمان الاتحادي اكين ديليغوز، فهي مثلها تقول ان المتشددين المتدينين يريدون اسكات النساء لكن لن نسدي لهم هذا الصنيع وسوف نواجههم بحجح اقوى من حججهم. وكانت النائبة قد طالبت الخريف الماضي المسلمات اللواتي يعشن في المانيا بالتخلي عن الحجاب،وتلقت هي ايضا رسائل تهديد ومنذ ذلك الحين تلازمها حراسة مشددة.

وتقول مينا ان الايمان او عدم الايمان باي دين هو مسألة شخصية والتعايش السلمي بين الشعوب والاندماج امر ممكن عندما يصبح الدين امرا شخصيا وليس توارثا عن الاهل. وهي ضد بناء المزيد من المساجد في المانيا او تأسيس روابط اسلامية لان اهداف معظمها تحريض الشباب للمشاركة في حروب المتشددين الاسلاميين وممارسة العنف ضد النساء.

في المقابل تنظر روابط اسلامية في المانيا الى هذه الايرانية بانها عامل تحريض كبير فالدين الاسلامي لا يسمح بالارتداد عنه وكل مرتد عقابه الموت. لكن رئيس مجلس المسلمين في المانيا علي كيزولكويا لا يريد التعليق على رأيها مع انها كانت تنتظر منه تنديدا للتهديد بقتلها، بينما لا يفهم رئيس المجلس المركزي للمسلمين في المانيا اكسل يعقوت كولر مقاصد المسلمات المرتدات مع انه يعترف بحق كل مسلم بالتخلي عن دينه.

وتتلقى مينا كما تقول يوميا مئات الرسائل الالكترونية من نساء من مصر وافغانستان والمغرب وايران والعراق تشجعها على المضي بهدفها مشتكيات من الظلم الذي يواجهنه.

وولدت مينا في ابهار عام 1956 وتعيش في المانيا منذ عام 1996، درست الطب في جامعة تبريز وناضلت ضد حكم الشاه وبعد الثورة الخمينية نظمت تظاهرات طلابية لكن القي القبض عليها نهاية عام 1980، فاعدم زوجها وعدد من اصدقائها وتمكنت هي من الهروب عام 1981 بعد سنة اعتقال لاقت فيها اشد انواع التعذيب.