أنابوليس: السلام خيار إستراتيجي لسوريا إيرانيون غاضبون من مؤتمر أنابوليس: إخجلي يا سوريا
أسامة العيسة من القدس: قالت مصادر حزب التحرير الإسلامي، إنها لا تعبأ بقرار السلطة الفلسطينية حظر المسيرات والتظاهرات من دون الحصول على تراخيص مسبقة. وأبلغت هذه المصادر إيلاف، بأنها لا تحتاج أصلا إلى تصاريح أو اذونات من سلطة لا يعترف الحزب بها أصلا، كما لا يعترف بأي شرعية للأنظمة العربية المختلفة.
وقالت هذه المصادر ان المسيرات التي أعلن الحزب عن تنظيمها عصر اليوم ضد مؤتمر انابوليس سيتم إجراؤها، للتنديد quot;بهذا المنكرquot;.
وكان الحزب بدأ حملة إعلانية كبيرة في الأراضي الفلسطينية، دعا فيها الجماهير للمشاركة في المسيرات التي سينظمها الحزب عصر اليوم تزامنا مع افتتاح مؤتمر انابوليس تحت شعار (فلسطين يحررها زحف الجيوش وليس زحف المفاوضين).
واعتبر أعضاء في الحزب أن هذا المؤتمر سيكون الحلقة الأخيرة في ما يسمونه القضاء على فلسطين، علما بان الحزب وفي ادبياته يطرح موضوع إقامة الخلافة الإسلامية، ولا يتطرق إلى مسألة تحرير فلسطين، باعتبار أن قيام الخلافة سيمهد لتحرير فلسطين.
وإذا أصر الحزب على قراره، في تحدي أوامر السلطة بمنع المسيرات، فانه يتوقع حدوث مواجهات بين الطرفين، وخصوصا ان التعليمات لدى قوات الأمن الفلسطينية واضحة بشأن التصدي لأي مسيرة مخالفة للقانون.
وأظهرت السلطة جدية، في هذا الأمر، عندما اعتقلت يوم أمس خمسة من نشطاء حزب التحرير في مدينة جنين، شمال الضفة الغربية، وهم يلصقون لافتات تدعو الجماهير للمشاركة في المسيرات المنددة بانابوليس.
ومنعت السلطة، مسيرة لحركة فتح كان مقررا إجراؤها في مدينة رام الله، تأييدا لمحمود عباس (أبو مازن) رئيس السلطة الفلسطينية، وعللت السلطة ذلك بعدم حصول منظمي المسيرة على ترخيص مسبق، وللإيحاء بأنها على مسافة واحدة من منظمي المسيرات والتظاهرات سواء من قبل المؤيدين أو المعارضين لابي مازن.
ولكن جهات في المعارضة اعتبرت ذلك، تمثيلية، الهدف منها تبرير حظر المسيرات المناهضة لمؤتمر انابوليس.
وكانت السلطة منعت كوادر من حركة حماس من عقد مؤتمر صحافي في رام الله حول المؤتمر، وهو ما اعتبرته الحركة، استمرارا لسياسة السلطة في معاداة الديمقراطية والاستئثار بالسلطة ورفض قبول الرأي الآخر.
وقارنت حماس بين سماحها لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية ومن بينها حركة فتح بالتعبير عن آرائها في قطاع غزة، حيث تسيطر حركة حماس، بينما تفعل حركة فتح التي تسيطر على الضفة عكس ذلك تماما.
وعقد ممثلون عن جهات أكاديمية وثقافية في قطاع غزة مؤتمرا صحافيا قبل ظهر اليوم، دعوا فيه الجمهور إلى دعم ابي مازن، ووجهوا انتقادات حادة للمعارضة، خصوصا لخطابها الذي يحذر من نتائج المؤتمر حتى قبل ان تعلن.
وفي مناطق مختلفة من العالم، حيث يوجد شتات فلسطيني، عقدت ندوات وحلقات نقاش حول المؤتمر، بدا المشاركون فيها متشائمين، وحذروا من ان أبا مازن وفريقه التفاوضي لا يملك الصلاحية القانونية والسياسية والتمثيلية للتنازل عما أسموها الثوابت الفلسطينية.
وفي ظل الاستقطاب الحاد بين حركتي فتح وحماس، حول المؤتمر، وضع كل طرف ثقله في معاداة المؤتمر، ووجد ذلك نفسه في تعبيرات طريفة، فتلفزيون فلسطين الرسمي الذي يتبع ابا مازن مباشرة، اخذ يطلق على مدينة انابوليس الاميركية التي سيعقد فيها المؤتمر بالمدينة الوادعة.
واطنب مذيع تلفزيون فلسطين الذي بدأ موجة مفتوحة لتغطية اعمال المؤتمر، في الحديث عن ميزات هذه quot;المدينة الوادعةquot; وتاريخها الذي رآه مشجعا على الخروج بنتائج جيدة من المؤتمر، اما الطرف الاخر فانه لم يتزحزح عن موقفه بوصف انابوليس بـ quot;المدينة الملعونةquot;.
اما في الجانب الاسرائيلي، فإن الصحافيين الاسرائيليين الذين يغطون المؤتمر بدوا مبتهجين، خلال رسائلهم الصحافية بلقاءاتهم مع الصحافيين العرب في انابوليس، وتحدث هؤلاء عن علاقات وحوارات مع نظرائهم العرب، معتبرين ان ذلك يمكن ان يشكل نموذجا للعلاقات بين اسرائيل والدول العربية.
التعليقات