أنقرة: قالت وزارة العدل التركية يوم الخميس ان ألمانيا سلمت تركيا اثنين من متمردي حزب العمال الكردستاني في تحرك أشادت به صحف باعتباره علامة على تزايد الاستعداد الاوروبي لكبح جماح الجماعة المحظورة.
وجاء تسليم محمد الطاس ومحمد أشرف كيزيلاي في الوقت الذي حشدت فيه أنقرة زهاء مئة ألف جندي قرب حدودها مع العراق لاحتمال شن عملية توغل ضد ما يقدر بنحو ثلاثة الاف متمرد من أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين يستغلون هذه المنطقة كقاعدة لشن هجمات داخل تركيا.
وذكرت الوزارة أن ألمانيا سلمت الطاس المطلوب في ما يتصل بهجمات على مركز للشرطة وحافلة صغيرة في عام 1991 أدت الى مقتل ثمانية أشخاص قبل شهرين. ولم تحدد سببا لعدم اعلانها عن التسليم قبل ذلك.
وأضافت الوزارة أن كيزيلاي الذي اتهم بقتل شرطي عام 1991 سلم الى تركيا يوم الجمعة الماضي. وكانت ألمانيا قد اعتقلت كيزيلاي عام 1998 لكنها لم ترحله لان تركيا كانت لاتزال تطبق عقوبة الاعدام في ذلك الوقت.
وألغت تركيا عقوبة الاعدام عام 2001 في اطار اصلاحات كانت تهدف إلى إعداد البلاد للانضمام للاتحاد الاوروبي. وبدأت تركيا محادثات الانضمام عام 2005.
وكانت الشرطة الدولية (الانتربول) تلاحق الرجلين. وتلاحق تركيا أكثر من 170 اخرين من أعضاء حزب العمال الكردستاني دوليا.
ونسبت صحيفة الزمان الى مسؤول القول quot;قرار ألمانيا (تسليم الرجلين) سيبطئ أنشطة المنظمة الارهابية في أوروبا.quot;
وأضاف quot;الان حان وقت تسليم الاخرين.quot;
وتلقي أنقرة على عاتق حزب العمال الكردستاني مسؤولية مقتل قرابة 40 ألف شخص منذ أن بدأت الجماعة حملتها المسلحة من أجل وطن للاكراد في جنوب شرق تركيا عام 1984.
وتعتبر الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وتركيا حزب العمال الكردستاني منظمة ارهابية لكن أنقرة كثيرا ما اتهمتهما في الماضي بتجاهل دعواتها لتوثيق التعاون من أجل التصدي للجماعة.
وتزعم أنقرة أن لها الحق بموجب القانون الدولي في ارسال قوات الى شمال العراق لضرب المتمردين الذين شنوا سلسلة من الهجمات العنيفة ضد قوات الامن التركية.
لكن مسؤولين يقولون ان احتمال شن عملية عسكرية كبيرة تراجع بعد أن تعهدت واشنطن تبادل المزيد من المعلومات مع أنقرة بشأن حزب العمال الكردستاني وبعد أن اتخذت سلطات اقليم كردستان في شمال العراق اجراءات لعزل الجماعة.
وتخشى واشنطن وبغداد من أن يؤدي شن عملية عسكرية كبيرة في شمال العراق الى زعزعة استقرار المنطقة الأوسع نطاقا.
التعليقات