تركيا تقول انها كبدت المتمردين الأكراد خسائر ثقيلة
أنقرة: أكد الجيش التركي السبت أنه قصف عدة مواقع لمن أسماهم بـquot;المتمردين الأكرادquot; في شمال العراق، مما أسفر عن مقتل quot;عدد كبيرquot; في القصف الذي استهدف ما بين 50 و60 عنصراً من مسلحي حزب العمال الكردستاني.quot;

ولم تتوافر مزيد من التفاصيل حول القصف، الذي أقر الجيش التركي في بيان له مساء السبت، بأنه استهدف مواقع للأكراد داخل الأراضي العراقية للمرة الأولى، فيما أكد المتحدث باسم رئيس حكومة كردستان العراق، فؤاد حسين، أن الجيش التركي لم يتوغل في شمال العراق.

وقال حسين إنه من غير المتوقع أن يقوم الجيش التركي بالتوغل في شمال العراق، وعزى ذلك لأسباب سياسية وجغرافية.

إلا أن فؤاد حسين، كبير موظفي مكتب رئيس ما يعرف باسم quot;إقليم كردستان العراقquot;، مسعود البرزاني، أكد أن القوات التركية لم تعبر الحدود إلى داخل الأراضي العراقية، وقال إنه لا يتوقع أن يقدم الجيش التركي على مثل هذه الخطوة.

وقالت رئاسة أركان الجيش التركي، في موقعها على شبكة الانترنت، إن القصف جرى على مواقع المتمردين الأكراد، استناداً إلى معلومات استخباراتية، مشيرة إلى أن quot;العملية العسكرية ستتواصل إذا كانت هناك حاجة لذلكquot;، وفقاً لما نقلت أسوشيتد برس.

يأتي هذا القصف بعد قليل من إعلان رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، الجمعة إن الحكومة فوضت الجيش لشن عملية عسكرية عبر الحدود لملاحقة المتمردين الأكراد المتمركزين في شمالي العراق.

جاءت تصريحات رئيس الوزراء التركي بعد سلسلة مشاورات بين الجيش والحكومة، خلال الأسابيع القليلة الماضية، بشأن حجم الهجوم العسكري المحتمل ضد المتمردين، كما يشير إلى أن الجانبين عكفا على وضع تفاصيل التوغل المحتمل في شمال العراق هذا الأسبوع، وفق المصدر.

وفي وقت سابق من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، شنت الطائرات المروحية التركية هجمات ضد أهداف في قرى بشمال العراق، كان سكانها قد هجروها في وقت سابق، ليكون أول هجوم منذ اندلاع الأزمة على الحدود بين البلدين قبل بضعة شهور.

جاء الهجوم الذي وقع في الثالث عشر من الشهر الماضي، بعد نحو أسبوع من إعلان الرئيس التركي، عبدالله غول، أن بلاده quot;اتخذت قراراًquot; حول كيفية التعامل مع متمردي حزب العمال الكردستاني في شمالي العراق، وأنّ الحكومة الأمريكية أبلغت بالقرار.

ولم يكشف غول عن ماهية ذلك القرار، إلا أنه أوضح أن حكومة أنقره ترى أن المتمردين الأكراد مصدراً لزعزعة استقرار المنطقة، مضيفاً: quot;استقرار العراق لا يمكن تحديده بمكافحة الإرهاب في بغداد أو أي مكان آخر.quot;

جاءت تصريحات غول عقب يوم من تعهد الرئيس الأمريكي جورج بوش، عقب لقائه برئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان في واشنطن، بتقديم مساعدات استخباراتية لتركيا لملاحقة متمردي حزب العمال الكردستاني.

وكان أحد كبار جنرالات الجيش التركي قد صرح في وقت سابق، بأن المؤسسة العسكرية في انتظار توجيهات الحكومة بشأن كيفية المباشرة في تدابير ضد المتمردين الأكراد الذي يحاربون الدولة التركية منذ عام 1984.

وسبق وأن صوت البرلمان التركي في 17 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، لصالح العمل العسكري ضد متمردي quot;حزب العمال الكردستانيquot;، رداً على سلسلة هجماته الأخيرة التي أدت لمصرع أكثر من 40 تركياً، معظمهم من العسكريين.

وتحشد تركيا عشرات الآلاف من الجنود في المناطق الحدودية مع العراق، فيما رجحت مصادر عسكرية أن يعتمد الهجوم على قصف جوي وهجمات تنفذها القوات التركية الخاصة، عوضاً عن هجوم واسع النطاق.

وحثت الولايات المتحدة والعراق حكومة أنقرة على تفادي شن عملية عسكرية واسعة ضد قوات الحزب، الذي تصنفه واشنطن كمنظمة إرهابية، مخافة أن يؤدي العمل العسكري إلى زعزعة استقرار أهدأ مناطق العراق.