موسكو وعواصم:اشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين بquot;الفوزquot; الذي حققه حزبه في الانتخابات التشريعية، وقال ان هذه الاخيرة عززت quot;شرعيةquot; البرلمان الروسي.وقال بوتين امام الصحافيين اثناء زيارة مركز البناء الفضائي quot;ان بي او لافوتشكينquot; في خيمكي في ضاحية موسكو quot;في ما يتعلق بروسيا الموحدة، انه ولا شك نجاح، انه نصرquot;.
واضاف quot;ان شرعية البرلمان الروسي زادت من دون ادنى شكquot;.وتابع بوتين quot;من الواضح ان الروس لن يتركوا بلدهم ابدا يسلك طريقا تدميرية مثلما حصل في بعض دول الاتحاد السوفياتي السابقquot;.
ماذا بعد!؟
وكانت قد شكلت الإنتخابات التشريعية الروسية التي فازت فيها الأحزاب الموالية للكرملين بأكثر من ثمانين في المئة من مقاعد مجلس النواب، استفتاء للرئيس الروسي لكن هذا الفوز يترك سؤالاً اساسيًا بلا جواب: ماذا سيفعل فلاديمير بوتين الذي يفترض ان يغادر الكرملين في 2008؟فقبل ثلاثة اشهر تمامًا من الاستحقاق الرئاسي لانتخاب الرئيس الثالث لروسيا ما بعد الاتحاد السوفياتي، لم تؤكد الانتخابات التشريعية التي جرت الاحد سوى ما يعرفه اصلاً الجميع وهو ان روسيا صوتت لبوتين بصرف النظر عن حجم الانتهاكات التي نددت بها المعارضة.
غير أن فوز حزب روسيا الموحدة الذي يعتبر استفتاء على السياسة التي ينتهجها بوتين، يترك المفارقة كاملة: ما النفع من التصويت لمبايعة رجل وعد بترك مقعده بعد الانتخابات الرئاسية في اذار/مارس ولا يمكنه الترشح فيها بحكم الدستور الذي يمنعه من خوضها لولاية ثالثة على التوالي؟.واعتبر فيكتور كريمنيوك المحلل في معهد الولايات المتحدة كندا في موسكو انه quot;من الصعب اصلاً تحليل ما حدث للتو بدون ان نحاول توقع ما قد يحصل بعد الانquot;.
وقال بلهجة تهكم quot;نعلم جميعًا ان روسيا الموحدة هي الفائز الاكبر، وماذا بعد ذلك؟ ماذا يحل ذلك؟ انهم يكسبون ويبقى بوتين الزعيم الوطني. لكن ما سيغير ذلك؟ يبدو انهم ليس لديهم اي فكرة واضحة حول التوجه الواجب اتخاذهquot;.
وذكر يفغيني فولك المحلل السياسي لمؤسسة quot;هيريتيجquot; التيتتخذ من واشنطن مقرا لها بان quot;بوتين قال ان الامر اشبه بتصويت على الثقة بشخصهquot;. واضاف quot;بالطبع انه يود استخدام هذا الفوز المقنع كنوع من الدعم لمستقبله السياسي ايًا كانquot; شكله.
وحاليًا يتيح الفوز الكبير لحزب روسيا الموحدة لسيد الكرملين التريث في اعلان التغييرات المقبلة والدور الذي سيلعبه.وأكد كريمينوك quot;خلال الشهر والنصف الماضي غيرت القيادة رأيها مرات عدةquot;، مشيرًا الى quot;الفكرة الجنونية للزعيم الوطنيquot; او quot;زعيم حزبquot; التي طرحت كباب للخروج بالنسبة إلى الرئيس.وقالت يوليا لاتينيا كاتبة الافتتاحيات المستقلة المعروفة في هذا السياق quot;بجعل نفسه (شخصًا) لا غنى عنه من خلال قضائه على كل امكانية لخلافة طبيعية، وضع (فلاديمير بوتين) نفسه في هذا الموقعquot; اذ استقطب الحياة السياسية الى درجة تجعل بروز اي مرشح لخلافتة امرا معقدا.
الى ذلك تحدثت لاتينينا عن مخاطر حصول quot;انقلاب عسكريquot; سواء بقي الرئيس ام رحل.
وقالت quot;ان موظفين كبارًا ورجال اعمال وجماعات (اخرى) راهنوا على رحيله او على ولاية جديدة في الكرملينquot;، في اشارة الى الصراعات الداخلية في كواليس الحكم.
ففي تشرين الاول/اكتوبر خرج الحرس القديم في الاستخبارات السوفياتية (كي جي بي) من صمته لتوجيه دعوة الى الهدوء فيما كانت اشارات المواجهات بين اجهزة الاستخبارات الروسية تتزايد.ورأت ليليا شيفتسوفا المحللة في مركز كارنيغي ان quot;سيناريو خلافة بوتين لم يكتب بعد بشكل نهائيquot;، مشيرة الى ان quot;بوتين والفئات (الاخرى) ما زالت تفكرquot;.واعتبرت انه ما زال على الرئيس ان يحدد اطر مهمة quot;الزعيم الوطنيquot; الذي يمكن ان يتعايش مع سيد جديد للكرملين.
وأوضحت ان quot;هذا النظام الجديد قد يدهش الروس او قد لا يعجبهم. انه احد العناصر المجهولة. فلا احد يعرف كيف ستسير الامورquot;.
وفي الانتظار اعلن حزب روسيا الموحدة انه سيختار في 17 كانون الاول/ديسمبر مرشحه الى الانتخابات الرئاسية المرتقبة في الثاني من اذار/مارس، لعل الروس سيعرفون شيئًا أكثر بقليل عن استراتيجية الكرملين او استراتيجية فلاديمير بوتين.
نواب quot;روسيا الموحدةquot; وquot;روسيا العادلةquot; يشكلون ائتلافًا في مجلس الدوما
في السياق ذاته، يرى رئيس الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي فلاديمير جيرينوفسكي أن حزبي quot;روسيا الموحدةquot; وquot;روسيا العادلةquot; سيشكلان ائتلافا برلمانيا في مجلس الدوما الجديد. وقال جيرينوفسكي إن ممثلي الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي لم يسجلوا خلال الانتخابات التي أجريت في الثاني من هذا الشهر خروقات أو مخالفات ملموسة في المراكز الانتخابية.
وأكد جيرينوفسكي مرة أخرى عزم الحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي على تقديم مرشحه إلى انتخابات الرئاسة (في الثاني من مارس 2008). وحدد قضيتين أساسيتين يود الحزب بدء عمله في مجلس الدوما الجديد على حلها ـ الزراعة والسكن.
وأعلن رئيس لجنة الانتخابات المركزية لروسيا الاتحادية فلاديمير تشوروف أن نسبة المشاركة في الاقتراع تجاوزت 63 في المئة.
وقال في حديث للصحافيين اليوم إن الوضع لم يتغير بالنسبة للأحزاب التي لم تتجاوز حاجز الـ7 في المئة، لأنه لم يحصل أي حزب منها حتى على 3 في المئة من أصوات الناخبين. وأضاف أن حزب quot;روسيا الموحدةquot; والحزب الشيوعي الروسي والحزب الليبرالي الديمقراطي الروسي وحزب quot;روسيا العادلةquot; حصلت مجتمعة على حوالى 7ر91 في المئة.
وسيتم إعلان النتائج الرسمية لانتخابات مجلس الدوما في 7 أو 8 كانون الأول/ديسمبر، وفقًا لما ذكره تشوروف.
وأكد مراقبون دوليون من دول أجنبية قدموا إلى روسيا لمراقبة سير انتخابات مجلس الدوما الروسي الجديد عدم وقوع مخالفات تستحق الذكر في أثنائها.
مراقبون أوروبيون يشككون في نزاهة الانتخابات الروسية
هذا وقد شكك مراقبون تابعون لمنظمة الأمن والتعاون الأوروبية الاثنين في نزاهة الانتخابات البرلمانية الروسية، وقالوا، في تقرير قدموه إثر متابعة عمليات الاقتراع التي جرت الأحد، إن العملية الانتخابية لم تكن عادلة.
وأشار الخبراء في تقريرهم إلى عدة خروقات شابت العملية الانتخابية التي تشير نتائجها الأولية إلى فوز ساحق لحزب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دون أن تتوفر معلومات مفصلة بعد عن تلك الخروقات.
حزب بوتين يقدم مرشحه لمنصب الرئاسة في 17 ديسمبر
إلى ذلك يعقد حزب quot;روسيا الموحدةquot; مؤتمره في 17 كانون الأول/ديسمبر حيث سيقدم مرشحه لانتخابات الرئاسة في عام 2008. وأكد مصدر في المكتب الصحافي للحزب هذا الموعد في حديث لوكالة نوفوستي اليوم الاثنين.
وكان مجلس الفدرالية الروسي (مجلس الشيوخ) قد قرر في جلسة خاصة عقدها في السادس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي تحديد الثاني من شهر مارس 2008 موعدًا للانتخابات الرئاسية في روسيا.
هذا وقد أعلن عدد من السياسيين الروس عزمهم على خوض انتخابات الرئاسة في روسيا، ومنهم زعيم الحزب الشيوعي الروسي غينادي زيوغانوف ونائب رئيس مجلس الدوما الروسي فلاديمير جيرينوفسكي، والنائب المستقل في مجلس الدوما نيقولاي كوريانوفيتش (أحد زعماء حركة الاتحاد السلافي)، ومعارض النظام السوفيتي السابق فلاديمير بوكوفسكي، ومحافظ البنك المركزي الأسبق فيكتور غيراشينكو، ورئيس الوزراء الروسي الأسبق ميخائيل كاسيانوف، ورئيس quot;الجبهة الوطنية الموحدةquot; غاري كاسباروف، ورئيس حزب quot;يابلوكوquot; غريغوري يافلينسكي.
أما بالنسبة للرئيس فلاديمير بوتين فقد تلقى دعوات من مختلف الحركات والشخصيات الاجتماعية لترشيح نفسه لفترة رئاسية ثالثة.
ويذكر أن الدستور الروسي لا يسمح لمن قضى فترتي رئاسة متتاليتين بترشيح نفسه لفترة رئاسة ثالثة.
وأكد الرئيس فلاديمير بوتين أنه لا يحق له مخالفة القانون وترشيح نفسه لفترة رئاسة ثالثة في عام 2008.
وقد وافق الرئيس بوتين في مؤتمر حزب quot;روسيا الموحدةquot; الذي عقد في موسكو في الأول من شهر أكتوبر 2007 على أن يدرج اسمه في مقدمة قائمة المرشحين عن الحزب في الانتخابات البرلمانية.
ويعتبر الرئيس بوتين أن الاقتراح الخاص بترؤسه الحكومة الروسية في عام 2008 واقعي في حال فوز حزب quot;روسيا الموحدةquot; بالانتخابات البرلمانية.
وقال بوتين في رده على اقتراح طرحه عدد من أعضاء quot;روسيا الموحدةquot; أثناء مؤتمر الحزب في الأول من شهر أكتوبر الماضيquot;إن فكرة تولي رئاسة الحكومة فكرة واقعية، ولكن هذا الحديث سابق لأوانه. فلا بد من توفر شرطينquot;.
فأولا، حسب رأي الرئيس، يجب أن يفوز حزب quot;روسيا الموحدةquot; في الانتخابات.
وثانيا، يجب أن ينتخب إنسان مستقيم ومتمكن وفعال رئيسًا لروسيا. وأضاف أنه سيستطيع أن يعمل في فريق واحد مع مثل هذا الإنسان.
حسني مبارك يهنئ بوتين بمناسبة فوز حزبه في الانتخابات النيابية في روسيا
من جانبه بعث الرئيس المصري محمد حسنى مبارك ببرقية تهنئة إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين بمناسبة الفوز الكبير الذي حققه حزب quot;روسيا الموحدةquot; في انتخابات مجلس الدوما التي أجريت يوم أمس.
وقد أثنى الرئيس المصري على الثقة التي أعرب عنها الشعب الروسي للرئيس بوتين خلال تلك الانتخابات.
وأعرب عن تمنياته للرئيس الروسي بالمزيد من الصحة ولشعب روسيا الاتحادية بالمزيد من التقدم والازدهار.
الغرب يعارض خطط روسيا
إلى ذلك اعترض الغرب على خطط روسيا في الاجتماع السنوي لوزراء خارجية الدول أعضاء منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، حيث رفضت الدول الغربية قبول الاقتراح الروسي الداعي إلى وضع ضوابط لعمل مكتب المؤسسات الديمقراطية وحقوق الإنسان وتحديد صلاحياته بخصوص مراقبة العمليات الانتخابية بعدما اتهم رئيس الوفد الأميركي روسيا زاعمًا أنها quot;تمارس ضغوطًا غير جائزةquot; على المكتب التابع للمنظمة.
كما لم يرحب ممثلو الدول الغربية بقرار الرئيس الروسي بتعليق المشاركة الروسية في المعاهدة الخاصة بالقوات والأسلحة التقليدية في أوروبا. ووصف رئيس الوفد الأمريكي، نيكولاس بيرنس، القرار الروسي بأنه خاطئ. واتفق غالبية الدبلوماسيين الغربيين مع هذا الرأي.
وهناك مسألة أخرى جابه فيها الغرب روسيا. لقد دلت تصريحات سابقة لسياسيي روسيا على أن موسكو تعتزم الدفاع عن حق كازاخستان في تولي رئاسة منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في عام 2009، لكن الحاصل هو أن كازاخستان تنازلت بمحض إرادتها عن حقها لصالح اليونان وقبلت بتولي منصب رئاسة المنظمة في عام 2010. ولم تكن ثمة حاجة إلى الدفاع عن كازاخستان من قبل روسيا.
وحفظ الغرب بذلك ماء وجهه، فهو كان يصر على أن كازاخستان غير مهيأة لتولي هذا المنصب في عام 2009، وعزز في الوقت نفسه بتأييد ترشيح كازاخستان لرئاسة المنظمة في المستقبل فرصه لنيل موافقة كازاخستان على إنشاء خط أنابيب لنقل الغاز من آسيا الوسطى إلى أوروبا بعيدًا عن روسيا خاصة وأن رئيس جمهورية كازاخستان، نزاربايف، لم يرفض هذه الفكرة رفضًا قاطعًا بعد.
بوتين يغير خارطة التقسيمات الإدارية
من جانبها، قالت وزارة التنمية الإقليمية الروسية إنها ستعد في غضون الأسابيع القليلة المقبلة تصورا يقضي بتقسيم روسيا إلى مناطق اقتصادية.
وأعلن وزير التنمية الإقليمية دميتري كوزاك أن المقصود هو تحديد تخصصات مناطق البلاد في إنماء الاقتصاد الوطني، معتبرا أنه لن يترتب على هذا تغيير خارطة التقسيمات الإدارة.
إلا أن رئيس الدولة فلاديمير بوتين لا يستبعد أن تستهدف إستراتيجية التنمية الاقتصادية لمناطق الدولة تغيير حدودها الإدارية في المستقبل، داعيًا في كلمة له في اجتماع مجلس العلوم والتكنولوجيا والتعليم إلى ضرورة التفكير في إجراء تغييرات على خارطة التقسيمات الإدارية، مشيرًا إلى quot;أننا سنواصل هذا العمل ببطءquot;.
وقال بوتين إنه ثمة حاجة إلى دراسات تعلل تقسيم الاقتصاد الكلي الروسي إلى مناطق بحسب الخصوصيات الجغرافية والطبيعية والديموغرافية والاثنية، وتمهد لوضع برامج تتضمن، من جملة أمور أخرى، اجتذاب الأيدي العاملة إلى مناطق تتسم بالأهمية بالنسبة لمستقبل البلاد.
نتائج الانتخابات التشريعية في روسيا تجربة ميدانية للانتخابات الرئاسية المقبلة
وانسجمت نتائج الانتخابات التشريعية في روسيا مع توقعات المراقبين السياسيين الذين تنبأوا بفوز ساحق لحزب روسيا الموحدة الحاكم الذي حصد اكثر من 1ر64 في المئة من اصوات الناخبين.
واتسمت هذه النتيجة باهمية كبيرة نظرًا لأنها شكلت تجربة ميدانية للانتخابات الرئاسية التي من المقرر ان تجري في آذار/مارس المقبل وتأتي برئيس جديد الى الكرملين.
وضمنت نتيجة الانتخابات للحزب الحاكم السيطرة على الغالبية الدستورية في مجلس الدوما القادم والتي تعادل ثلثي المقاعد النيابية ما سيجعله قادرا ليس فقط على ضمان استمرارية نهج التاييد الكامل للكرملين في سياسته الداخلية والخارجية بل والحيلولة دون حدوث تراجع عن الانجازات التي تحققت اثناء ولاية الرئيس بوتين.
ويلاحظ المراقبون السياسيون انسجاما في الرؤية الاستراتيجية لمصالح البلاد العليا لدى جميع الاحزاب السياسية الاربعة التي حالفها الحظ في دخول البرلمان وبالتالي فان اي تغاير في وجهات النظر سيتعلق اساسا بالمسائل التكتيكية ولن يطول القضايا الاستراتيجية القومية خاصة فيما يتعلق بنهج السياسة الخارجية الذي رسمه الرئيس بوتين.
وعمليا فان الحزب الشيوعي الروسي الذي حصل على 6ر11 في المئة من اصوات الناخبين والذي يظل الدعامة الاساسية للمعارضة الوطنية وممثلها في البرلمان سيبقى مؤيدا للكرملين في التوجهات العريضة للذود عن مصالح البلاد خاصة على الصعيد الدولي ولكنه سيواصل معارضته لسياسة الحكومة في الميادين الاقتصادية والاجتماعية علما بان حصيلته من المقاعد الانتخابية التي سجلت بعض التراجع مقارنة بانتخابات عام 2003 لن تسمح له بتعطيل اي قرار او توجه للكرملين.
ولن يقوم حزب روسيا العادلة الذي حصل على تأييد 8ر7 في المئة من الناخبين الروس بممارسة دور المعارض للحكومة لانه يعتبر جزءا من التركيبة السياسية الموالية للكرملين وتمثلت مهمته الاساسية بعد ان اعلن عن تبنيه للفكر الاشتراكي في حجب اكبر نسبة ممكنة من اصوات الناخبين عن الحزب الشيوعي بهدف اضعافه وهو الامر الذي تحقق عمليا.
ولعل المفاجاة الاهم في هذه الانتخابات تمثلت في حصول الحزب الليبرالي الديموقراطي بزعامة فلاديمير جيرينوفسكي على 2ر8 في المئة من اصوات الناخبين بالرغم من اعتقاد الكثير من المراقبين بان زمان هذا الحزب ولى وان اطروحاته الديموغوجية لم تعد تنطلى على الناخب الروسي.
وفي جميع الاحوال لن يقف هذا الحزب موقف المعارض لنهج الكرملين الداخلي او الخارجي وان كان سيبقى المنغص الاساسي على الحزب الشيوعي داخل اروقة البرلمان وخارجه.
وتمثلت المفاجاة الثانية لهذه الانتخابات ليس فقط في اندثار القوى الليبيرالية بل في اخفاق الاحزاب السياسية الممثلة لها وهي حركة يابلكو واتحاد قوى اليمين في الحصول مجتمعة على ما يزيد عن اثنين في المئة من اصوات الناخبين الامر الذي يعني الافلاس الكامل لبرامج هذه الاحزاب ورفض الجماهير العريضة لامكانية عودة تاثيرها على القرار السياسي في البلاد كما كانت الحال في نهاية التسعينات.
وبالطبع فان النتيجة الاهم للانتخابات التشريعية في روسيا تمثلت في استجابة المواطنين الروس لدعوة الرئيس بوتين بضمان اقبال ملحوظ على صناديق الاقتراع بلغ 3 ر63 في المئة وتصويتهم اساسا لصالح حزبه الحاكم ما يلبي تطلعاته في ضمان استمرار نفوذه ودوره السياسي بصفته زعيما للامة بعد انتهاء ولايته الرئاسية في مارس المقبل.
وستسهل هذه النتيجة على الرئيس بوتين ادارة اللعبة السياسية القادمة بغض النظر عن الموقع الذي سيختاره سواء بصفته رئيسًا للوزراء او زعيمًا للاغلبية النيابية ليبقى المرجع الاساسي في القرارات المصيرية للبلاد ولضمان دعم مطلق من البرلمان في حال عودته بعد حين ثانية الى سدة الحكم.
التعليقات