نهاية جلسة اليوم و تبني وثيقة quot;الاستراتيجية المشتركةquot; غداً
القمة الثانية للاتحاد الاوروبي وأفريقيا من أجل شراكة ندية


انطلاق وقائع الجلسة الافتتاحية للقمة الأوروبية

لشبونة: أكد القادة الافارقة والاوروبيون المشاركون في القمة الثانية للاتحاد الاوروبي وافريقيا السبت في لشبونة على ضرورة عقد شراكة ندية جديدة بين كتلتين واحدة من الاغنى والاخرى من الافقر في العالم. وقال الرئيس الغاني جون كوفيور الذي تتولى بلاده حاليا رئاسة الاتحاد الافريقي في جلسة الافتتاح quot; ان اوروبا بحاجة الى افريقيا تماما كحاجة افريقيا لاوروبا quot; . من جانبه اعلن الرئيس المصري حسني مبارك الذي استضافت بلاده القمة الاولى في العام 2000، ان بلاده تتطلع الى ان تنجح القمة في اقامة quot; شراكة حقيقية تقوم على التكافؤ وتتعامل مع التحديات المشتركة quot; وquot; تتطلع لبلورة آلية مشتركة فاعلة لمتابعة تنفيذ quot; الاستراتيجية المشتركة وخطة العمل اللتين يتوقع ان تتبناهما القمة في ختام اعمالها الاحد.

وكان رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي الذي يمثل بلاده في القمة قال قبيل افتتاحها quot;لا نريد ابوية ولكن نريد شراكة متساويةquot;. من جانبه اكد رئيس الوزراء البرتغالي جوزيه سوكراتيس الذي تتولى بلاده حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي امام نحو 70 رئيسا ورئيس حكومة، quot;هذه القمة هي قمة بين متساويين. جميعنا متساوون هناquot;.

واضاف سوكراتيس quot;منذ سبع سنوات عقدت قمة القاهرة. وخلال هذه السنوات السبع التي لم يحدث فيها امر جوهري، تعرقل نمو تعاوننا. وذلك منعنا من مواجهة التحديات الجديدة المطروحة عليناquot; مشيرا الى quot;ضرورة اطلاق حوار سياسي بشكل ملحquot;. وفي الاصل كان من المقرر ان تعقد هذه القمة الثانية في 2003 غير انه تم تأجيلها باستمرار بسبب انقسام الاوروبيين ازاء دعوة رئيس زيمبابوي روبرت موغابي الذي يخضع نظامه منذ خمس سنوات لعقوبات اوروبية، للمشاركة في القمة.

ولكن في نهاية المطاف قرر الاوروبيون رغم معارضة رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون ومقاطعته القمة، دعوة موغابي ومواجهته بمآخذهم على نظامه. وفي كلمتها امام القمة اتهمت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل زيمبابوي quot;بالاساءة الى صورة افريقيا الجديدةquot;. واكدت quot;ان الوضع في زيمبابوي يهمنا جميعا في اوروبا كما في افريقياquot;، مشيرة الى انه quot;ليس من حقنا ان ندير ظهورنا حين يتم انتهاك حقوق الانسانquot;.

غير ان الرئيس السنغالي عبد الله واد قال انه quot;للاسف المعلومات التي تنشر في الغرب خاطئة. وكل ما يقال خاطىء، هذا ليس صحيحاquot;. واضاف quot;زيمبابوي ليست بلدا في صدد الانهيار والرئيس موغابي ليس في صدد السقوط. هذا ليس صحيحا، انا كنت هناك وتباحثت مع المعارضة ومع النظامquot;.

وتابع quot;بالتأكيد هناك مشاكل، وانا لا اؤيد ما قام به موغابي بشأن انتزاع الاراضي بالعنف. لكن اوروبا دافعت بشدة عن بريطانيا بدلا من القيام بدور الوساطةquot;، منددا بتحويل quot;مشكلة بين بلدين الى قضية بين قارتينquot;. من جانبه قال المفوض الاوروبي للتنمية لوي ميشال quot;يجب ان نخوض في كل الامور، تلك التي يسهل التوصل بسهولة الى اتفاق بشأنها، وتلك الاصعب الاتفاق بشأنها مثل الوضع في دارفور واتفاقات الشراكة الاقتصادية وحقوق الانسان والادارة (الرشيدة)quot;.

ولئن تسعى اوروبا بعد نصف قرن من نهاية استعمارها لدول افريقية الى طي صفحة الماضي لمواجهة تعاظم النفوذ الصيني في القارة فان الافارقة يجدون على ما يبدو صعوبة في طي هذه الصفحة. واكد كوناري quot;هناك ضرورة وواجب تجاه الذاكرة في ما يخص فترة العبودية والحقبة الاستعمارية والتمييز العنصري والابادة في رواندا ولا يعني ذلك الرغبة في الجدل ولا السعي الى ابتزاز او المطالبة بابداء الندم بهدف الاهانة ولكن من اجل ان نفتح بكامل المسؤولية والوعي ابواب المستقبلquot;.

كما اشار عباس الفاسي الى ان quot;القارة الافريقية تعاني من العديد من المشاكل التنموية (..) لاسباب تاريخية وهي الاستعمارquot;. وكان الزعيم الليبي معمر القذافي طالب الجمعة اوروبا بتعويضات لمستعمراتها السابقة عن فترة الاستعمار ونهب الثروات. ورد لوي ميشال السبت quot;ان المستعمرين دفعوا اموالا هائلة على مدى عقود (..) ونحن لا نقبل دروسا من هذه الناحيةquot;.

من جهة اخرى اشار كوناري الى قضية اتفاقات الشراكة التجارية الحساسة. وندد بquot;الضغطquot; الاوروبي في المفاوضات مع دول افريقيا والكاريبي والمحيط الهادىء داعيا الى quot;تخصيص الوقت الكافي لابرام اتفاقيات عادلة ومطمئنةquot;. وتخشى العديد من الدول الافريقية ان توجه هذه الاتفاقات التي تنص على خفض تدريجي للتعرفات الجمركية على المنتجات الاوروبية، ضربة قوية لاقتصادياتها الهشة.

كما دعا كوناري الغربيين الى تحمل مسوؤلياتهم تجاه دارفور حيث يجب نشر قوة السلام المختلطة quot;دون مزيد من التأخيرquot;. وتبحث القمة في جلساتها المغلقة خمسة محاور هي الامن والسلام، والديموقراطية وحقوق الانسان، والتجارة والتنمية، والتغيرات المناخية والطاقة، والهجرة والعمل.

وانهى المشاركون جلساتهم المغلقة السبت لبحث محاور القمة التي تختتم الاحد بتبني وثيقة quot;الاستراتيجية المشتركةquot; وخطة عمل تحدد ثماني شراكات ذات اولوية للسنوات الثلاث المقبلة قبل القمة المقبلة التي ستعقد مبدئيا في 2010 في احدى الدول الافريقية.