الإسلامي يحذر الصدر من الإستمرار بمهاجمة زعيمه الحكيم
سابقة خطرة لإسقاط الرموز الوطنية بأساليب مخابرات صدام
وقال المجلس الأعلى في بيان اليوم، رد فيه على وصف الناطق الرسمي للتيار الصدري الشيخ صلاح العبيدي في خطبة الجمعة الأخيرة لزيارة الحكيم إلى واشنطن بأنها quot;مصادرة لمواقف الحوزة العلمية ضد الطغيانquot;، أنه خلال الزيارة التي استمرت أسبوعًا وانتهت الاربعاء الماضي، قد أجرى الحكيم فحوصات طبية اظهرت نتائجها سلامته وشفاءه التام حيث أوصى الاطباء بعدم حاجته إلى الاستمرار في العلاج (من السرطان) كما التقى الرئيس الاميركي جورج بوش ووزيري الخارجية غونداليزا رايس والدفاع روبرت غيتس، وعددًا من اعضاء الكونغرس اضافة الى اعضاء الجالية العراقية. وأكد أن الحكيم طرح خلال لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين بكل صراحة ووضوح قضايا الشعب العراقي والسبل الكفيلة بتحقيق طموحاته ورفع معاناته وتحقيق استقلاله الكامل، مشيرًا الى الانجازات التي تحققت خلال عام على الصعيد الامني بسبب الاعتماد على الشعب والذي طالب الحكيم خلال سفرته السابقة للولايات المتحدة (الثاني من كانون الاول عام 2006) واعتمدت كإستراتيجية في التعامل مع الملف الامني في العراق، مؤكدًا على ضرورة المزيد من الاعتماد على العراقيين في هذا الموضوع، داعيًا الى اخراج العراق من احكام الفصل السابع من ميثاق الامم المتحدة ومطالبًا بضرورة الاسراع بتجهيز القوات العراقية بالأسلحة التي تمكنها من القيام بوظائفها في المحافظة على امن البلاد وصيانة استقلالها والاستغناء عن القوات متعددة الجنسيات.
وقال المجلس الأعلى إن هذه الاحاديث وجدت الكثير من التجاوب والمواقف الايجابية التي ستنعكس بصورة ايجابية على مستقبل العراق. وأشار إلى انه لسوء فهم وتقدير بعضهم للمصالح العامة وعدم معرفتهم لحقيقة ما جرى في هذا السفر وطبيعة المباحثات التي تمت، دفعهم الى اعتبار السفر الى اميركا (بأي مبرر كان) يعتبر من مظاهر الرضوخ للطغيان والظلم.
وأضاف المجلس انه يرد على هؤلاء بالقول quot;إن مثل هذه الاستنتاجات والاحكام ليست صحيحة على الاصعدة العلمية والمنطقية والشرعية، وانها تكشف جهلاً كبيرًا وعدم معرفة بالواقع، وعليهم ان يتقوا الله قبل اصدار مثل هذه الاحكام الظالمة وعليهم ان يدركوا انهم يوجهون التهم الباطلة الى زعيم مجاهد ورمز وطني اسلامي كبير عمل منذ 40 عامًا من اجل الدفاع عن الحوزة العلمية والمرجعية الدينية ومن اجل كرامة واستقلال العراقquot; .
وشدد على أن توجيه مثل هذا الاتهام يعتبر اهانة لملايين العراقيين الذين يجدون في هذه الزعامة الرشيدة الأمل في السير بالعراق الى شاطئ الامان والاستقرار. وقال إن الحكيم تخرج من مدرسة المراجع الكبار وقدم التضحيات الكبيرة من عائلته وهي تضحيات فاقت الستين شهيدًا، ولم يخضع ولم يستسلم للطاغية صدام على الرغم من قساوة المحنة وهو لم ولن يضع نفسه تحت تأثير اي قوة في العالم وانه من الجهالة بمكان ان يزايد البعض على وطنية quot;مثل هذا الرمز الوطني الاسلامي الكبير الذي شهد القاصي والداني بحكمته وتوازنه وصبره وشجاعته وتضحياته وعقلانيتهquot; .
واضاف المجلس الاسلامي انه كان وما زال ينأى بنفسه عن الدخول في مماحكات او مهاترات مع اي احد quot;ولكننا وجدنا في هذا الكلام الاخير الذي صدر من بعضهم سابقة خطرة تحاول اسقاط رموزنا الوطنية بالطريقة نفسها التي عملت بها مخابرات النظام المقبور والتي لا تخدم سوى اعداء العراق والبعثيين الصداميين، فكان لزامًا علينا ان نصدر هذا البيان توضيحًا للحقائق وتحذيرًا من الاستمرار في هذا المنهج الفج في الاعتداء على مشاعر ملايين العراقيينquot; .
وكان صلاح العبيدي الناطق باسم التيار الصدري وخطيب مسجد الكوفة (150 كم جنوب بغداد) قد هاجم زيارة الحكيم لواشنطن، وقال quot;لا يليق أن يصدر هذا الشيء من شخص السيد عبد العزيز الحكيم وهو ابن الأسرة العلمية العريقة. فذهابه فيه مصادرة لمواقف الحوزة العلمية الشريفة عبر التاريخ ضد الظلم وضد الطغيان وضد الجبروتquot;. واضاف أن اميركا تمثل الجبروت والطغيان في العالم، فمن يذهب إليها لا ينفي ما يرافقه من رضوخ للطغيان. وأكد أنه لا يليق ان يصدر هذا الشيء من شخص عبد العزيز الحكيم وهو ابن الاسرة العلمية العريقة . وشدد بالقول إن الزيارة quot;مصادرة لمواقف الحوزة العلمية ضد الطغيان.
ووجه الصدر الاثنين الماضي انتقادات لاذعة الى المجلس الاعلى ومنظمة بدر التابعة له والى حزب الدعوة بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي لسكوتهما على العمليات العسكرية الاميركية ضد انصار ابناء التيار الصدري وعدم مطالبتهم برحيل المحتل الذي قال انه يرهن ارادة الحكومة سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا.
وحذر العبيدي في خطبته الحكومة العراقية من إبرام أي اتفاق لتمديد بقاء القوات المحتلة في العراق، موضحًا بقوله quot;ننصح ونحذر الحكومة العراقية من التورط بقرار جديد لتمديد بقاء قوات الإحتلال لأن في ذلك تجاهل لرأي الملايين الذين تظاهروا في التاسع من نيسان هذا العام رافضين الاحتلال ومطالبين بخروج القوات الأجنبية من بلادناquot;. وأضاف العبيدي أن إقرار الحكومة تمديد بقاء القوات المحتلة من دون الرجوع إلى مجلس النواب العراقي فيه كثير من التجني على شيعة العراق الممثلين في أكبر كتلة برلمانية.
وقال: quot;ولتعلم حكومة العراق أن بقاء المحتل في أرض العراق المقدسة لهو الضرر الكبير والسبب المهم في التفرقة بين الشعب وحكومته، فهو كان ولا زال يحرض الأطراف ويزرع الفتنة بين الإخوة من اجل زعزعة أمن العراق واستقراره وإتمام الحجة لبقائه في أرضنا. وقد لبى أنصار التيار الصدري في جميع محافظات العراق دعوة الزعيم الشيعي مقتدى الصدر بالتوجه الى المساجد والجوامع في مناطقهم في ليلة الجمعة quot;للابتهال الى الله عزوجل للتضامن مع إخوانهم الصدريين في كربلاء والديوانية وكذا مع أخوانهم وقادتهم المعتقلينquot;.
ومن جهة اخرى، قال مسؤول مكتب الشهيد الصدر في الديوانية (180 كم جنوب بغداد) إن قوات طوارئ الشرطة داهمت ثلاثة منازل عائدة لقياديين بارزين في جيش المهدي التابع للصدر بينهم قائد لواء جيش المهدي في الديوانية من دون أن تتمكن من اعتقالهم فيما نفذت الشرطة 32 عملية دهم أسفرت عن اعتقال احد المطلوبين.
وأوضح أبو زينب الكرعاوي مسؤول مكتب الصدر في الديوانية ان قوات من طوارئ شرطة الديوانية داهمت دار quot;أبو عاصمquot; قائد لواء جيش المهدي في الديوانية في الحي العسكري. وأضاف أن قوات الشرطة داهمت أيضًا داري القياديين quot;فراس عطيةquot; في حي الإسكان وquot;لواء برهانquot; في الحي الجمهوري وسط مدينة الديوانية. وأشار إلى ان القيادي لواء برهان معتقل حاليًا لدى القوات الأميركية منذ اسبوعين فيما لم تتمكن الشرطة من اعتقال القياديين الآخرين أبو عاصم وفراس عطية لعدم تواجدهما في منزليهما إثناء المداهمة.
وأوضح الكرعاوي أن عدد المعتقلين لدى الأجهزة الأمنية والقوات الأميركية من التيار الصدر وجيش المهدي تجاوز 321 معتقلاً منذ بداية خطة quot;وثبة الأسدquot; في الديوانية منذ السادس عشر من الشهر الماضي تنفذها قوات من الجيش والشرطة العراقية من بينها قوات ساندة من وزارة الداخلية لغرض بسط الأمن في المحافظة، وأسفرت عن اعتقال العشرات والعثور على كميات من الأسلحة والذخائر.
التعليقات