إختتام قمة لشبونة بإعلان وثيقتين للشراكة بين الفقراء والأغنياء
إستراتيجية مشتركة تضم 118 بندًا للتعاون الأفريقي الأوروبي
وتبنت قمة لشبونة استراتيجية جديدة لتعاون مشترك على المدى البعيد بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي، وتتضمن الاستراتيجية 118 بندًا تستطيع من خلالها مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين .
وتشير القراءة الأولية إلى أن هذه الاستراتيجية تتركز على أربعة محاور رئيسة، تبدأ بالشراكة السياسية على قدم المساواة بين الجانبين بما يتيح تنسيق المواقف المشتركة، سواء في ما يتعلق بالقضايا الثنائية أو الدولية، والتي تدمج كافة قضايا القارة الأفريقية وتضعها في قلب الشراكة الجديدة .
خطة العمل
كما تتضمن الاستراتيجية الجديدة حزمة من الأولويات السياسية المحددة في مجالات السلم والأمن والحوكمة وحقوق الإنسان والتكامل التجاري الاقليمي وقضايا التنيمة الرئيسية .
أما الوثيقة الثانية التي تصدر عن قمة لشبونة في ختام أعمالها فهي quot;خطة العملquot; التي تتضمن البرامج التنفيذية لأهداف الاستراتيجية المشتركة الجديدة وتشمل أولويات العمل على المدى القريب من عامين إلى ثلاثة إلى جانب الالتزام السياسي والبرامجي للأعمال التي يتعين تنفيذها لتحقيق تلك الأهداف .
كما تتضمن quot;خطة العملquot; التي صدرت عن قمة أفريقيا - الاتحاد الأوروبي ثمانية محاور رئيسية تتعلق بمجالات السلم والأمن، من خلال تعميق الحوار بين الجانبين لتحقيق ذلك الهدف، والحوكمة وحقوق الإنسان من خلال تدعيم وتنمية المفاهيم الديمقراطية في ميثاق العمل الأفريقي .
كما شملت أيضًا دعم التعاون في مجال المنتج الثقافي والتكامل التجاري والإقليمي من خلال الامكانيات الأفريقية في الانتاج والجودة وتطبيق شراكة بين أفريقيا والاتحاد الأوروبي في البنية الأساسية .
وتضمنت خطة العمل أيضاً المشاركة في تحقيق أهداف التنمية للالفية الثالثة من خلال توفير الأسس والسياسات المالية لبلوغها، وزيادة القدرة على تحقيق أهداف الأمن الغذائي والصحة والتعليم اضافة إلى المشاركة في مجال الطاقة من خلال تكثيف التعاون لتوفير الطاقة .
أما في مجال التغيرات المناخية يتم الاتفاق على أجندة موحدة في هذا الشأن مع التعاون لمواجهة ظاهرة التصحر والجفاف .
وفي مجال الهجرة والتوظيف يتم تطبيق إعلان طرابلس بخصوص الهجرة والتنمية، وفي مجال العلوم والفضاء ومجتمع المعلومات يتم العمل على تدعيم قدرات الدول الأفريقية في مجال تكنولوجيا المعلومات وعلوم البيئة .
نص إعلان لشبونة
وأصدرت قمة الاتحاد الأوروبي وأفريقيا في ختام اجتماعاتها في لشبونة وثيقة إعلان لشبونة التي تؤكد على أن قمة لشبونة التي جمعت جنبا الي جنب دول أفريقيا والاتحاد الأوروبي توفر فرصة فريدة لمواجهة تحديات القارتين، في العام الذي يحتفل بمرور 50 عاما على التكامل الأوروبي و50 عاما على بدء استقلال أفريقيا .
وفي ما يلي نص الوثيقة :
quot;إننا معا ندرك الدروس والتجارب التي مررنا بها في الماضي ولكننا أيضا على ثقة أن مستقبلنا المشترك يتطلب مناهج جريئة توفر لنا الثقة لمواجهة قضايا العولمة ومنذ لقاءنا الأخيرة عام 2000 هناك العديد من المتغيرات التي طرأت ، ففي أفريقيا شاهدنا إنشاء الاتحاد الأفريقي الذي يوفر اطار عمل منهجي للقارة ويطرح قضايا أفريقيا بصوت عال معترف به في كل بلدان القارةquot;.
quot;أما في أوروبا فان الاتحاد الأوروبي شهد توسعا في عضويته وتعميقا أكثر لقضايا التكامل وتحمل مسئولية أكبر تجاه العالم ، وفي مجال العولمة نشهد اليوم ادراكا متزايدا لأهمية الاعتماد المتبادل وسوف نعمل معا في الساحة العالمية لمواجهة التحديات السياسية الرئيسية خاصة مسائل الهجرة والطاقة والتغيرات المناخية والقضايا الاجتماعيةquot;.
quot;ومع ادراكنا لطموحاتنا وما نتقاسمه في الماضي والحاضر فقد عقدنا العزم على بناء شراكة استراتيجية سياسية جديدة من أجل المستقبل تتخلص من العلاقة التقليدية بين المانح والمتلقي يتم بناؤها على قيم وأهداف مشتركة في اطار مساعينا لتحقيق السلام والاستقرار والديمقراطية وحكم القانون والتقدم والتنميةquot; .
quot;وسوف نطور هذه المشاركة المتساوية على أسس الارتباط الفعال بين شعوبنا من أجل تحقيق نتائج مؤثرة بشأن التزاماتنا الأساسية خاصة ما يتعلق بأهداف التنمية للألفية الثالثة وتعزيز آلية الأمن والسلم في أفريقيا وتقوية الاستثمارات والنمو والرفاهية من خلال تكامل اقليمي وروابط اقتصادية أوثق وتطوير الحوكمة وحقوق الانسان وخلق الفرص لتشكيل إطار مفتوح ومتعدد الأطراف للحوكمة في العالمquot; .
quot;ولقد عقدنا العزم على أن نعطي استراتيجية المشاركة الجديدة كافة الوسائل الضرورية والأدوات التي تجعلها قادرة على تحقيق استراتيجية الشراكة وخطة العمل اللتين تم اعتمادهما ولتحقيق ذلك انشأنا آلية شاملة وفعالة للمتابعة تكفل الآداء المتميز لبلوغ هذه الأهداف وتعرض علينا نتائج محددة أثناء انعقاد القمة المقبلة عام 2010quot; .
quot;وإننا على قناعة بأن هذه القمة سوف تظل تمثل في الذاكرة لحظة اعتراف بالنضج والتحول في حوارنا بين قارة وقارة وتفتح مسارات وفرص جديدة لصالح مستقبلنا المشتركquot; .
التعليقات