اعتدال سلامه من برلين: تواصل العديد من صحف الاحياء وبعض الصحف المعروفة في المانيا والنمسا نشر اعلانلافت للنظر عن وظائف شاغرة موجهة بالتحديد الى الشباب العرب والاكراد الذين يعيشون في كلا البلدين. والعرض مثير وجذاب لانه يشير الى سهولة العمل والاجر المرتفع.

وحسب النص الذي ورد اليوم في صحيفة حي شارلوتنبوغ في برلينquot; هل تتكلم العربية او الكردية، نرجو الحضور في التاريخ التالي الى المكان المعين في الطابق الرابع. هناك يتم اختيارك من بين المرشحين المتقدمين لهذا العمل. ويتم نقل الفائزين بالحافلات على حساب الشركة الى مكان العمل الذي يدوم ثلاثة اسابيع وتمديد المدة ممكنة. وتتقاضى الفتاة او الشاب يوميا مئة يورو او اكثر مع توفير اماكن للمبيت والطعامquot;.

وعندما يقرأ شاب او شابة عربية او كردية هذا الاعلان وهو قد تعب من كثرة البحث عن مكان عمل يسارع الى حضور الاجتماع المقرر في المكان الذي يعين دون التعمق في القضية وخلفية العمل او حتى السؤال عن اسم رب العمل.

وتمكنت إيلاف من معرفة اسم الشركة التي نشرت الاعلان وهي شركة DSS في مدينة روستوك شرق المانيا وتقدم الخدمات الامنية والحرس الخاص للشخصيات المعروفة Bodyguard.

وحسب ما يرد على موقعها quot; نحتاج الى شباب عرب واكراد للعمل خلال المناورات التي يجريها الجيش الاميركي في معسكراته في بلدة هوهنفيلس الجنوبية وتقع ما بين مدينتي نورنبيرغ وريغنسبورغquot;. ويشير الاعلان ايضا الى ان الجيش الاميركي في هذا المعسكر يجري سبع مناورات سنويا لذا فان العدد المطلوب من الكومبارس يتعدى ال700 شاب وشابة والفرص متوفرة للجميع، ومن يجد لديه الكفاية الاتصال بالرقم التالي 03080907886 في برلين.

ومن الشروط المطلوبة حسب ما ورد في الموقع ، الى جانب إتقان اللغة العربية او الكردية معرفة الانكليزية وشهادة حسن سلوك واقامة شرعية في المانيا واجازة عمل وهوية شخصية او جواز سفر.

وما يثير الاستغراب ان مكتب العمل الاتحادي على علم بالقضية وعندما تنتهي مدة العمل او المناورة تقتطع من مكافآت المشاركين كل الضرائب وذلك حسب اللوائح المعروفة.

وتبدأ المغامرة باختيار الكومبارس بحضور مسؤول من الجيش الاميركي، بعدها ينقل الفائزون الى المعسكر في بلدة هوهنفلس حيث اقيمت عدة قرى صغيرة لها طابع عربي او كردي ان في ما يتعلق بشكل المنازل او الطرقات الضيقة. وتوضع النساء معا كما الرجال في بيوت صغيرة وعلى الجميع الخضوع لقواعد صارمة منها عدم مغادرة المعسكر طوال فترة المناورة ومنع الاتصال بالهاتف الخلوي وحظر استخدام اجهزة الكمبيوتر، كما لا يسمح بتعاطي الخمر او المخدرات ويخضع من تحوم حوله شكوك لفحص طبي.

والمهمة التي يجب ان يقوم بها كل شاب وشابة تقوم على لعب دور العرب او الاكراد عندما يدهم الجيش الاميركي البيوت في العراق وافغانستان، ويكون الكومبارس ايضا عينة يتدرب الجندي الاميركي عليها لمعرفة ردود فعل العرب او الاكراد في الظروف العادية او حين تقع خلافات بينهم او عندما يقتحم بيت للبحث عن ارهابيين . والهدف من وراء ذلك هو فهم نفسية وشخصية الانسان العربي او الكردي عبر الكومبارس العرب والاكراد ومعرفة كيفية تفكيرهم لانهم جزء من مجتمعاتهم. ويشارك في هذه التدريبات الجنود الذين فرزوا للقيام بمهمات عسكرية في العراق او افغانستان.

ويختار مسؤولون في الجيش الاميركي شبان عرب او اكراد ليلعبوا دور المخاتير او زعماء القبائل او رؤساء البلديات كي يتفاهموا معهم عند وقوع مشكلة مع مدنيين في العراق او افغانستان او التفاوض معهم على امور معينة ويكون ذلك درسا لرسم افكار للتعامل معهم.

لكن الاهم من ذلك مشاركة الكومبارس في المناورات العسكرية للجيش الاميركي، حيث انهم يحملون اجهزة تعمل بالاشعة ما فوق الحمراء بينما يحمل الجنود بنادق تركزت عليها اجهزة استقبال صغير من اجل معرفة مكان الكومبارس. وعند المناورة الحربية يستخدم الجنود رصاصا يحدث صوتا فقط لكن لا احد يضمن تعثر كومبارس خلال هروبه واصابته بجروح، الا ان الموقع اكد أن الجيش الاميركي لن يلجأ الى ما يلحق أي ضرر جسدي بأحد.

وقدمت احدى المشرفات الاجتماعيات العربيات في برلين احتجاجا شديد اللهجة الى السلطات المختصة في حكومة اقليم برلين لوقف هذا الاعلان لانه كما قالت لإيلاف هناك نسبة كبيرة من الشباب العرب والاكراد العاطلين عن العمل تم قبولهم لهذه الوظيفة، فيما اعترض شباب اخرون لما سمعوه خلال فترة اختيار الكومبارس لان فترة العمل مثل السجن، وحسب قولها لا نعرف ماذا يحدث خلال المناورات واعتقد ان بعض الشباب يتعرض لغسل دماغ للعمل فيما بعد مع جهات معينة، فهم فريسة سهلة بسبب وضعهم الاجتماعي والاقتصادي.