طالب بأن تكون الصحوات عونا للحكومة ضد الإرهاب لا بديلا منها
الحكيم يدعو للإنضمام إلى quot;الخليجيquot; والتهيؤ لتشكيل الأقاليم

أسامة مهدي من لندن: دعا زعيم الإئتلاف العراقي الشيعي الموحد الحاكم رئيس المجلس الإسلامي الأعلى عبد العزيز الحكيم إلى البدء بتفعيل استراتيجية الشراكة الإقليمية من خلال مشاركة العراق في مجلس التعاون الخليجي وطالب بأن تكون الإتفاقية الاستراتيجية العراقية الأميركية المنتظرة ضامنة لخروج العراق من وصاية مجلس الأمن مشددا على ضرورة أن تكون مجالس الصحوات ذراعاً للحكومة في مطاردة الإرهابيين وليس بديلاً منها وطالب بإقناع الجهات المنسحبة من الحكومة للعودة إليها والإسراع في إكمال التشكيلة الوزارية وإعتماد الكفاية والخبرة في اختيار الوزراء والمسؤولين وشدد على أهمية التهيؤ لإقامة الأقاليم لاسيما إقليم جنوب بغداد.

وقال الحكيم خلال خطبة العيد اليوم في مقر المجلس الاعلى في بغداد حيث بدأ عيد الاضحى بالنسبة إلى شيعة العراق ان البلاد تعيش حاليا ظروفاً حساسة للغاية سيحدد تعاملنا معها مستقبل العراق وابنائه وهي ظروف لاتقلّ حساسية وأهمية عن كل المقاطع التاريخية التي شهدناها خلال السنوات القليلة الماضية. واضاف quot;لقد أنجزنا بفضل الله والتضحيات العظيمة التي قدمناها كعراقيين مهمة بناء الدولة العراقية والنظام السياسي فيها على أسس متينة منها الدستور الذي يضمن المساواة والعدالة للجميع، والشراكة الوطنية للجميع، والانتخابات، وحرية الرأي، والتعددية، والاعتراف بحقوق الآخرين quot;وبذلك تخلصنا والى الابد من الدكتاتورية والتمييز الطائفي والعنصريquot;.

وعلى الصعيد الخارجي اكد الحكيم ضرورة البدء بتفعيل استراتيجية الشراكة الإقليمية من خلال مشاركة العراق في مجلس التعاون الخليجي وتوسعته لكي يشمل جميع بلدان المنطقة.. واضاف ان امام العراقيين اليوم مهام كبرى ايضاً لا تقلّ اهمية عن كل ما تقدم، ومنها استقلال العراق، وهو الاستقلال الحقيقي الناجز الذي سيتحقق من خلال اخراج العراق من البند السابع، وإنهاء ولاية مجلس الامن على العراق ومقدراته وثرواته، وصياغة الاتفاقية الأمنية مع الولايات المتحدة الأميركية، وهي الاتفاقية التي ستحدد دور القوات المتعددة الجنسية في العراق، وبالتالي ستساهم في إخراجه من ولاية البند السابع والتي يجب أن تحفظ حقوق الشعب العراقي الشجاع على جميع الأصعدة وتحقق السيادة الكاملة.

واشاد بدور القوات المسلحة من الجيش والشرطة والصحوات والعشائر واللجان الشعبية المناطقية في العراق في مطاردة الارهاب والمجرمين، لأنها تقوم بدور وطني مشرّف وتعبر عن وحدة العراقيين في مواجهة اعداء العراق . لكنه اكد ضرورة ان تكون هذه الصحوات عوناً وذراعاً للحكومة العراقية، في مطاردة المجرمين والإرهابيين، لا أن تكون بديلاً منها .. مشيرا الى ضرورة التوازن في بناء هذه الصحوات، وخصوصاً في الاماكن ذات الطبيعة السكانية المختلطة، وان تكون في المناطق الساخنة فقط لأن السلاح يجب ان يكون بيد الحكومة فقط مناشدا الجميع التعامل مع هذا الموضوع على اسس المصلحة الوطنية، وفي ذلك مصلحة للجميع..

ومن أجل إحراز التقدم في العملية السياسية فقد دعا المسؤول العراقي إلى ضرورة العمل من أجل إقناع الجهات المنسحبة من الحكومة للعودة إليها، والإسراع في إكمال التشكيلة الوزارية، واعتماد الكفاية والخبرة في اختيار الوزراء والمسؤولين، والتهيؤ لإقامة الأقاليم في العراق بعد انتهاء الفترة القانونية لاسيما إقليم جنوب بغداد. وقال إن ملف البناء والاعمار وتقديم الخدمات، والالتفات الى مصالح المواطنين، ومنح الصلاحيات الى المحافظات وفق ما اقرّه الدستور، ومحاربة الفساد المالي والاداري، وتفعيل دور النزاهة، والقضاء المستقّل، وتفعيل القوانين والتشريعات التي اصدرها مجلس النواب العراقي مشيرا الى ضرورة التحرك بخط مواز للجهود المبذولة على الصعيد الأمني، لأنها تساهم بدورها في إرساء دولة القانون، ومحاربة الإرهاب..

وطالب الحكيم الحكومة العراقية بالاهتمام اكثر بالشرائح الاجتماعية الفقيرة، والمعلمين، وعوائل الشهداء، والسجناء، وإرجاع المهجرين إلى أماكن سكناهم وإطلاق سراح من لم تثبت إدانته من المعتقلين، والاعتناء بموظفي الدولة من ذوي الرواتب الدنيا وتوفير مستلزمات العيش الكريم لهم، وادعو الحكومة الى وضع سلّم عادل للرواتب لكل موظفي الدولة، وتوحيد هذا السُّلّم ضمن الاسس الفنية التي تضمن العدالة للجميع..

كما دعا إلى التعجيل بتفعيل القوانين الإستراتيجية التي أصدرها مجلس النواب، مثل قانون الاستثمار الذي مضى عليه اكثر من سنة دون تفعيل، مما فوّت الفرصة على العراق عموماً وعلى المحافظات العراقية للاستفادة من هذا القانون في بناء العراق وتحقيق رقيّه وتقدمه، كما أدعو الحكومة إلى دراسة عوامل عدم صرف الميزانيات المخصصة للمحافظات من قبل الوزارات، واتخاذ موقف واضح وصريح من الوزراء غير الأكفاء، وتعريفهم للشعب وعزلهم لأنهم يضرون بمصالح الشعب..

وطالب من خلال التحسن الأمني الكبير في البلاد إلى أن تكون سنة 2008 سنة الاعمار والبناء في العراق، وندعو جميع التجار والشركات والجهات الاستثمارية في العالم للمساهمة بنهوض الواقع الاعماري والخدمي والإسهام في تقوية الاقتصاد العراقي.. وقال quot;ونحن إذ نقبل على إجراء انتخابات المحافظات في سنة 2008 quot;إن شاء اللهquot;، فإننا ندعو إلى ضرورة بناء هيكل المفوضية العليا المستقلة للانتخابات وفق الأسس الدستورية التي تضمن النزاهة والشفافية والحيادية والكفاءةquot;.

وشدد على ضرورة التقيد بالدستور وما اقرّه من الصلاحيات للمحافظات لبناء الدولة اللامركزية، لتقوم هذه المحافظات بدورها الوطني في بناء العراق وخدمة مواطنيها، وكل ذلك ضمن الاطار الدستوري .. وضرورة الإسراع في بناء مرقد الإمامين العسكريين في سامراء لأنه أمر يهم المسلمين عموماً والشيعة وله دوره في الوحدة والمصالحة الوطنية.