الياس توما من براغ : اختار رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا طريق المقاطعة السياسية مع الاتحاد الأوروبي من خلال تهديده اليوم بإحباط التوقيع على اتفاق الشراكة والاستقرار بين بلاده والاتحاد الأوروبي إذا لم يغير الاتحاد موقفه من مسالة استقلال كوسوفو .

ونقلت صحيفة بوليتيكا الصربية عنه قوله لها ان الحكومة الصربية تستطيع التعاون مع بروكسل فقط في حال تقديم الاتحاد ضمانات كاملة لوحدة وسيادة أراضي صربيا في الحدود الدولية المعترف بها في إشارة واضحة إلى إقليم كوسوفو الذي لا يزال من وجهة نظر القانون الدولي أرضا صربية.

وشدد كوشتونيتسا على أن عرقلة التقارب مع الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو بسبب الموقف الأوروبي من كوسوفو سيشكل التوجه الرئيسي للسياسة الخارجية الصربية واحد شروط استمرار الدولة الصربية حسب قوله .

واستبعد كوشتونيستا إمكانية انضمام بلاده إلى حلف الناتو مبررا ذلك بالقول انه quot; بالنظر لدور الناتو في تقسيم صربيا وفقدانها 15% من أراضيها فيتوجب علينا إعلان الحياد العسكري quot;.

ويتوقع المراقبون في منطقة البلقان أن يؤدي هذا الموقف في حال ترجمته على ارض الواقع إلى حدوث إشكالات بين كوشتونيتسا وبين الرئيس الصربي بوريس تاديتش وبين حزبيهما بالنظر لان مثل هذه الخطوات الصربية يمكن أن تقود إلى عزلة صربيا أوروبيا ودوليا الأمر الذي سيسبب بإشكالات للصرب الذين يعانون من مشاكل اقتصادية عديدة كما أن هذا التوجه لن يمكن الحكومة الصربية من منع توجه إقليم كوسوفو إلى الاستقلال .

ويأتي هذا الموقف لرئيس الحكومة الصربية بعد موافقة الاتحاد الأوروبي من حيث المبدأ على إرسال بعثة كبيرة مؤلفة من 1800 شخص إلى الإقليم لإدارته في خطوة واضحة لتنفيذ خطة الوسيط الدولي مارتي اهتساري التي تتحدث عن منح الإقليم الاستقلال لكن مع وضعه لفترة غير محددة تحت إشراف أوروبي الأمر الذي رفضته صربيا وروسيا بقوة .

في هذه الأثناء ذكرت صحيفة فيتشيرني نوفوستي الصربية بان الألبان سيعلنون استقلال الإقليم في السادس من شباط فبراير القادم فيما ذكرت صحيفة زيري الصادرة في كوسوفو بان قيادات برشيتينا ستبدأ بتنفيذ خطوات محددة لإعلان استقلال الإقليم في الأسابيع الأولى من الشهر القادم .
من جهتها رأت وزيرة الخارجية الاميركية بان القرار الخاص بكوسوفو ينبغي اتخاذه في الأسابيع القادمة لأن تأجيل ذلك سيزعزع استقرار البلقان. وأكدت رايس أن الولايات المتحدة و بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي تريد أن تبين لزعماء كوسوفو المسؤولية التي يتحملونها بالتوافق مع خطة اهتيساري وفي نفس الوقت أن تبين لصربيا أنه يوجد أمامها المستقبل الأوروبي. وكررت بأن الولايات المتحدة ستواصل التعاون مع كل الأطراف بما فيها روسيا ليتم إنهاء الفصل المأساوي في البلقان وليكون بالإمكان الانتهاء من بناء أوروبا.