قتلت 12 ألف بريئ وأعاقت مئات الآخرين
الألغام الفرنسية تستمر في تهديد الجزائريين إلى 2012

كامل الشيرازي من الجزائر: أكّد خبراء في الجزائر، الاثنين، أنّ الألغام التي زرعتها فرنسا في الجزائر أيام احتلالها قبل نحو نصف قرن، ستستمر في تهديد حياة الجزائريين إلى العام 2012،بعدما تسبّب 11 مليون لغم زرعها الجيش الفرنسي في الجزائر خلال ثورة التحررية (1954-1962)، في مقتل ما لا يقل عن 12 ألف شخص، بينهم 7328 جزائريا خلال السنوات العشر الأخيرة، ناهيك عن تسببها في إعاقات وعاهات مستديمة لمئات الآخرين، وهي أرقام مخيفة برأي الخبراء، علما إنّ بيانات رسمية تؤكد إنّ ثلاثة ملايين لغم مضاد للأفراد، ما تزال مطمورة على طول الحدود الغربية والشرقية للجزائر شرقا وغربا بطول 1160 كلم، بعدما نجح جيشها في إتلاف ثمانية ملايين لغم خلال السنين الماضية.

وقال متحدث باسم اللجنة الوزارية الجزائرية المشتركة المكلفة بمتابعة تنفيذ اتفاقية أوتاوا الدولية الخاصة بالوقاية من الألغام المضادة للأشخاص، لـquot;إيلافquot;، أنّه على الرغم من قطع السلطات الجزائرية خطوات كبيرة في مجال نزع الألغام التي زرعها المستعمر الفرنسي على على طول الحدود الجزائرية المغربية والجزائرية التونسية، إلاّ أنّ هذه الألغام تهدّد حياة المئات من الأبرياء، سيما قاطني الحدود وكذا البدو الرحل، وتوقعت اللجنة المذكورة في تقرير حديث لها إنّ الخمس سنوات القادمة كفيلة بإزالة آثار الألغام، إذا ما جرى اتباع استيراتجية فعّالة على هذا الصعيد.

وإذا كانت باريس أقدمت قبل شهرين، على تسليم خرائط الألغام التي زرعتها العام 1957 م، وعٌرفت بخطي (شال) و(موريس) لمنع تسلل مقاتلي جيش التحرير الجزائري من التسلل عبر الحدود الغربية والشرقية للبلاد، إلاّ أنّ الخطوة لم تحل دون مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة بمحافظة بشار (1000 كلم جنوب غرب الجزائر)، هم أربعة أطفال ووالدتهم، وجميعهممن عائلة واحدة، وأتى الحادث إثر انفجار لغم مضاد للأشخاص داخل خيمة العائلة الصغيرة التي تنتمي إلى البدو الرحل.

بيد أنّ مسؤول حكومي جزائري، قلل مؤخرا من أهمية خرائط الألغام التي سلمتها السلطات الفرنسية للجزائر في أكتوبر الماضي واعتبرها مجرد مجسمات لكيفية زرع الالغام ولا تحدد بدقة أماكن تواجدها، وذكر وزير التضامن الجزائري جمال ولد عباس في تصريح صحفي ان هذه الخرائط كانت تكون مفيدة لو سلمت لدى استقلال الجزائر في صيف 1962م.

وعلى هذه الخلفية، تبذل السلطات الجزائرية قصارى جهدها، لتبديد بعبع الألغام الإستعمارية نهائيا، وبهذا الصدد نجح الجيش الجزائري قبل فترة، في تدمير مليوني لغم بينها مليون وستمائة ألف لغم مضاد للأفراد وما يربو عن أربعمائة ألف لغم مضاد للجماعات، فضلا عن 247 لغم مضيء، علما إنّ الجزائر أقدمت غداة توقيعها على البروتوكول الإضافي لمعاهدة أوتاوا لحظر استعمال وتخزين و إنتاج و نقل الألغام المضادة للأشخاص، على تدمير مخزونها من الألغام المضادة للأشخاص، الذي مثل حوالي 150.050 لغما.

وتطالب عديد من منظمات المجتمع المدني الجزائري تطالب فرنسا منذ أمد بعيد بضرورة تعويض المتضررين من الألغام التي زرعها الإستعمار الفرنسي، وبينما تسعى السلطات هناك إلى تطبيق برامج توعية وتدريب السكان القاطنين بالمناطق التي يشتبه في احتوائها على ألغام لتفادي سقوط ضحايا إضافيين.