القدس: أكدت مصادر مطلعة الأربعاء أن رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت الخميس، في مسعى لحل الخلاف المستجد حول بناء مستوطنات إسرائيلية جديدة القدس الشرقية، والذي يهدد فرص معاودة إطلاق مباحثات السلام.

ويرتدي اللقاء طابع الأهمية القصوى بالنظر إلى أنه سيكون الأول بينهما منذ انتهاء مؤتمر أنابوليس للسلام، ولكونه يأتي قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الاميركي، جورج بوش إلى المنطقة، والتي يخطط بوش لأن تكون دافعاً إضافياً لمتابعة نتائج المؤتمر وإزاحة العقبات التي تعترض التوصل إلى تسوية بين الطرفين.

ويعتبر الجانب الفلسطيني أن فرص تحقيق أي تقدم في عملية السلام مرتبط بتراجع تل أبيب عن خطة بناء 307 مساكن جديدة في حي quot;هار حوماquot; المعروف عن الفلسطينيين باسم quot;جبل أبو غنيمquot; في القدس الشرقية. وقد أعلنت إسرائيل عن خطة البناء هذه مباشرة بعد مؤتمر أنابوليس، واصطدمت جهود المفاوضين الفلسطينيين مع نظرائهم الإسرائيليين لإجهاض المشروع بحائط مسدود. وتصر إسرائيل على أن التزامها عدم بناء مستوطنات جديدة في الضفة الغربية لا يتعارض مع مشروعها في quot;هارحوماquot; باعتبار أن المنطقة بالنسبة إليها تتبع القدس الشرقية.

فيما يعتبر الفلسطينيون أن المجتمع الدولي لم يقر بسيطرة إسرائيل على هذه المنطقة التي دخلتها إثر حرب 1967 ويؤكدون أنها ستشكل عاصمة دولتهم المستقبلية. وأكد كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، الأربعاء حدوث اللقاء، الذي أكدته أيضاً مصادر في مكتب أولمرت، وفقاً لأسوشيتد برس.

وقال عريقات: quot;نريد أن يكون العام 2009 عام السلام، وهذه الخطط (توسيع المستوطنات) تقضي على مصداقية العملية السلمية.quot; وكان الناطق باسم الرئاسة المصرية، سليمان عواد، قد أكد أن الرئيس المصري، حسني مبارك، أعرب خلال اللقاء مع وزير الدفاع الإسرائيلي، أيهود باراك، الأربعاء عن تأييده للمواقف الفلسطينية حيال المستوطنات، ورفضه بناء أي وحدات سكنية جديدة.

وقال عواد: quot;ستهدد هذه النشاطات الاستيطانية النجاح الوحيد الذي حققه مؤتمر أنابوليس، والمتمثل في إعادة إطلاق عملية السلام.quot; وحمّل عواد الجانب الإسرائيلي مسؤولية فشل جولات المباحثات التي عقدها الفلسطينيون والإسرائيليون، وذلك بسبب تعنته حيال قضية المستوطنات.

وكانت إسرائيل قد أعلنت خططاً لبناء 740 وحدة سكنية جديدة في القدس الشرقية والضفة الغربية في العام 2008. وسبق أن ألمحت الحكومة الإسرائيلية بأنها تعتزم الإبقاء على جميع المستوطنات اليهودية في القدس، عندما اقترح أحد كبار مساعدي أولمرت، تخلي إسرائيل عن quot;مناطقquot; في القدس الشرقية، التي تعتزم السلطة الفلسطينية إعلانها عاصمة لدولتها المستقبلية المزمعة.

ودعا نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي، حاييم رامون، إلى التخلي عن أجزاء من القدس الشرقية للفلسطينيين، تجنباً لفقدان الدعم الاميركي، غير أنه في الوقت ذاته أكد تصميم بلاده على عدم التخلي عن مستوطنة quot;هار حوماquot; المعروفة أيضاً باسم quot;أبو غنيم.quot;

كذلك تخطط إسرائيل لبناء 240 شقة أخرى في quot;معاليه أدوميمquot; على تخوم القدس الشرقية، والتي تعتبر واحدة من المستوطنات الإسرائيلية الكبيرة في الضفة بعدد سكانها البالغ 30 ألفاً، والتي تحاول إسرائيل الاحتفاظ بها في أي اتفاق سلام نهائي.