اعتدال سلامه من برلين:طالب وزراء داخلية حكومات الاقاليم الالمانية بحظر تنظيم ديني اميركي لانهم يعتبرون خطره بانه لا يقل عن خطر اي منظمة متطرفة. والامر يتعلق هنا بما يسمى بكنيسة سيانتولوجي Scientology التي افتتحت قبل عام تقريبا اكبر مركز لها في العاصمة برلين.

ولقد اطلق اليوم وزير داخلية مقاطعة بادن فورنتبيرغ هاريبرت راخ صفارة الانذار بعد ان تمكنت هذا الكنيسة من توسيع نشاطها في كل المانيا. فبحسب تصريحهفquot;انها تسلك حيل بسيطة وتلعب بمشاعر الناس خاصة الذين يعانون من الوحدة والمشاكل وبالتحديد من الشريحة الاجتماعية المتوسطة من اجل التسلل الى حياتهم الخاصة وكسبهم اليهاquot;. وتحاول الان التأثير على القرار السياسي والاجتماعي بايديولوجيتها التي تلقنها لاعضائها مما يدعو الى اتخاذ الحذر والحيطة منها لانها تسعى الى تكوين وزن مؤثر لها وسلطة في الدولة والمجتمعquot;.

وطالب راخ تحسين آلية توزيع المعلومات عن هذا الكنيسة ليكون الناس على علم بخفاياها. والى جانب موظفي مكتب حماية الدستور والمجموعات التي تقدم عون اجتماعيا للمواطنيين على قطاع الاعلام المشاركة في فضح اساليبها عبر تقارير مستهدفة.

ومن وجهة نظر وزير الداخلية فان كنيسة سيانتولوجي تتبع طرقا خطيرة من اجل كسب اعضاء لها، فهي تقدم نفسها على انها جهاز يلزم نفسه بالوفاء للدولة وحماية رخاء الفرد في المجتمع وليس لها اهداف دينية بل خيرية صرفة، لكن في الحقيقة عدو لدود للدستور الالماني وذات سلطة واحدة تدار من الولايات المتحدة الاميركية. ولا يمكن اعتبارها الا عدوا للديمقراطية وحماية حقوق الانسان، لذا يجب وضع كل مؤسساتها في المانيا تحت المراقبة الشديدة، وتخضع للمراقبة في ولاية بادن فورتنبيرغ منذ عام 1997.

وتقول بيانات ان لدى كنيسة سيانتولوجي اكثر من 6000 عضو ملتزم في المانيا واهم مراكز ثقلها في ولاية بافاريا وهامبورغ وبادن فورتيبيرغ. وبعد النكسات التي تعرضت لها في التسعينيات من القرن الماضي اعادة ترتيب هياكلها وتوسيع الدعاية لنفسها كاحضار ممثلين اميركيين مثل جون ترافولتا وغيرهم لالقاء محاضرات روحية وحاولت دس كتب مؤسسها الاميركي رونادل هوبارت في المكتبات العامة مجانا. واخطر انشطة هذا الكنسية حسب رأي وزير داخلية ولاية بادن فورتنبيرغ استغلالها للجمعيات الخيرية التي تجهل اهدافها وتتعاون معها من اجل التعتيم عن اهدافها الحقيقة، كما انه ليس من السهل الانسحاب من الكنيسة او الغاء العضوية.

وعند افتتاحها مراكزها في برلين حضر حفلة الافتتاح الممثل توم كروس وشخصيات من كل انحاء العالم مثل اسرائيل وفرنسا وبريطانيا، وكلف المبنى وموقعه في اشهر شارع في العاصمة اكثر من 24 مليون يورو، وبعد الافتتاح حاولت حكومة برلين منع نشاطه ومازالت المناقشات دائرة حول امكانية اصدار قرار لحظره، خاصة بعد حادثة وقعت لفتاة في ال17 من العمر تعمل والدتها في المركز اجبرتها على الانصياع لتعاليم هذه الكنيسة فهربت الى اقارب في هامبورغ خوفا من العواقب.