بكين، وكالات: وعدت كل من الصين واليابان الجمعة بالسعي إلى مزيد تحسين العلاقات بينهما وذلك لمناسبة زيارة رئيس الوزراء الياباني الجدي ياسوو فوكودا، بكين. وقال رئيس الوزراء الصيني وين جياباو لدى استقباله بحفاوة نظيره الياباني في قصر الشعب quot;ان رئيس الوزراء فوكودا سبق ان قال ان الصين واليابان تعيشان quot;ربيعquot; العلاقات بينهما. واني متفق معه تماماquot;.
وكان رئيس الوزراء الياباني وصل الخميس الى بكين في زيارة للصين تستمر اربعة ايام هي الاولى منذ توليه مهامه في ايلول/سبتمبر. وقال للصحافيين قبل مباحثات مع نظيره الصيني quot;مع قرب انقضاء العام لقد كان من حظي ان تباحثت (مع المسؤولين الصينيين) والبدء في جهود بهدف تحسين العلاقاتquot;.
وكانت الصين رفضت اي اتصال رفيع المستوى بين 2001 و2006 خلال فترة ولاية رئيس الوزراء الياباني السابق جونيشيرو كويزومي خصوصا بسبب زيارات هذا الاخير المتكررة الى معبد ياسوكوني الذي يخلد ذكرى الجنود اليابانيين الذين سقطوا في المعركة بينهم من تعتبرهم الصين مجرمي حرب. وقد سبق لشينزو ابيه الذي خلف كويزومي في ايلول/سبتمبر الماضي، ان زار الصين في تشرين الاول/اكتوبر 2006 في اول رحلة له الى الخارج، ووضع العلاقات الثنائية على طريق المصالحة. ومع توقع صدور وعود بشأن مكافحة التلوث الجمعة فان التوصل الى اتفاق بشأن خلاف غازي لا يبدو انه مدرج على جدول اعمال الزيارة.
وتتنازع القوتان الاقتصاديان الاسيويتان حقوق استغلال حقول الغاز في بحر الصين الشرقي وهما تسعيان الى التوصل الى تسوية من اجل استغلال مشترك لها. ومن المقرر ان يلقي فوكودا بخطاب في جامعة بكين بعد ظهر الجمعة سيتطرق فيه الى تاريخ البلدين الذي شهد استعمارا قاسيا للصين من قبل اليابان. وسيستقبل اثر ذلك من قبل الرئيس الصيني هو جينتاو.
وقال فوكودا إنه سيستغل الزيارة لتعزيز التعاون في عدد من القضايا، بما في ذلك مكافحة ظاهرة الاحتاس الحراري. كما يأمل أيضا في إحراز تقدم في نزاع البلدين على حقوق استغلال حقول الغاز والنفط في بحر الصين الشرقي. ويمثل تنامي القوة العسكري الصينية قضية أخرى أساسية حيث دأب السؤولون اليابانيون على الاعراب عن قلقهم من تزايد الانفاق العسكري الصيني خلال السنوات الأخيرة.
وهذه هي الزيارة الأولى لرئيس وزراء ياباني للصين منذ أكتوبر /تشرين أول من العام الماضي عندما قام سلفه شينزو أبي بزيارة بكين بعد أيام من توليه المنصب مذيبا بذلك الجليد في العلاقات بين بكين وطوكيو. وكانت الصين ترفض إجراء اتصالات على مستوى رفيع خلال فترة تولي جونشيرو كويزومي لرئاسة الوزراء في اليابان بسبب زياراته لنصب ياسوكوني الذي تعتبره بكين رمزا يمجد العسكرية اليابانية. وقد بدأت العلاقات في التحسن بعد تقاعد كويزومي.
ومن جانبه قال فوكودا إنه لن يزور هذا النصب المثير لجدل خلال رئاسته للوزراء. ويقول مراسل بي بي سي في بكين كوينتين سمرفيل إن مشاعر مناوئة لليابان كانت تنشتر بين أعضاء الحكومة الصينية في الماضي، غير أن عدم حضور أي مسؤول بارز الذكرى السبعينية لمذبحة نانجينج في مؤشر ربما على استعداد البلدين للمضي قدما في تحسين العلاقات.
التعليقات