حيدر عبد الرضا من مسقط: بدأت بمسقط اليوم فعاليات quot;ندوة المرأة المسلمة فى العالم المعاصرquot; التى ينظمها مركز السلطان قابوس للثقافة الاسلامية. وتناقش الندوة عددا من المحاور من بينها المرأة العمانية ومشاركتها الفعلية فى المجتمع، و صورة المرأة المسلمة فى الاعلام الغربى، والحقوق السياسية للمرأة فى الاسلام بين أصول الدين ومطالب الواقع، والمرأة والعولمة فى شبة الجزيرة العربية بجانب المحور الأخير الذي يتعلق بالتمييز ضد المرأة.
وقد رعت افتتاح أعمال الندوة التي من المقرر أن تستمر لمدة يومين الدكتورة شريفة بنت خلفان اليحيائية وزيرة التنمية الاجتماعية. وقال راشد بن ناصر النوفلى مدير التخطيط الثقافي بمركز السلطان قابوس للثقافة الاسلامية أن المرأة قبل الإسلام عاشت وضعا مأساويا قاسيا تمثل فى هضم حقوقها وامتهان لكرامتها وقمع لحريتها وابتذال لقيمتها، وكبت لمشاعرها وأحاسيسها بهمجية وحشية تعكس جهل البشرية وعنجهيتها إلى أن جاء الاسلام فأعلى من شأن المرأة أيما اعلاء وسمى بها إلى منزلة رفيعة لم تصل إلى مثلها في أي شريعة من شرائع العالم قديمه وحديثه.
وقال أن كثيرا من دعوات تحرير المرأة إنما هى دعوات مبطنة تحاول أن تستدرج المرأة إلى أرصفة الذل والهوان فى ظل عولمة مستعرة حولت العالم إلى قرية اقتصادية كل شىء فيها للبيع واستخدمت المرأة كأداة للترويج ليس من خلال امكاناتها الفكرية أو قدراتها المهنية، بل من خلال استغلال جسدها الأنثوي لضمان التصاعد المستمر للرغبات الاستهلاكية بوساطة الترويج للسلع والمنتجات لتعظيم الربح وجلب مزيد من الفائدة. وأوضح النوفلى أن المبادىء التى جاء بها الاسلام الذى عزز من شأن المرأة وقدر دورها ومكانتها وساوى بينها وبين الرجل فى الحقوق والواجبات والخصائص والمميزات إلا فى بعض خصائص تفرد بها الرجل وأخرى تفردت بها المرأة تفردا لا يوجب نقصا في الآخر بل يكمله وهو تفرد فرضته الطبيعة التكوينية.
من جانب آخر قالت البروفيسورة نبيلة لوبير فى كلمتها أن الاسلام هو الدين الوحيد الذي أعلى من شأن المرأة حيث أحياها بعد وأدها وكرمها بكافة الحقوق مثلها مثل الرجل وهى المساواة البشرية، وبتطور الزمن وصلت المرأة حاليا الى أرقى المناصب ونالت أعلى درجات التعليم مؤكدة أن السلطنة كرمت المرأة وأعطت لها الحرية بل أجبرتها على التعليم وأرسلت النساء الى البعثات خارج البلاد لتنال حظها من التعليم. ورأت أن السلطنة تعد نموذجا مشرفا للنهضة النسائية التى تجد كل التشجيع من السلطان قابوس بن سعيد والحكومة العمانية نظرا للايمان بأن المرأة نصف المجتمع ويمكن أن تقوم بأدوار بالغة الاهمية فى الارتقاء بهذا المجتمع فى كافة المجالات.
وقد أبدت الوزيرة العمانية اهتماما بهذه الندوة مؤكدة الحاجة الماسة لتنظيم مثل هذه الندوات التي ترفع الوعى لدى المرأة وتعزز ثقتها بنفسها وأسرتها وطاقتها منطلقة من الانجازات المكتسبة التى حقتتها المرأة العمانية في مختلف المجالات. وقالت الوزيرة أن المرأة العمانية وصلت فى الوقت الراهن إلى أعلى المناصب وأنها بحاجة إلى أن تعد نفسها لمواجهة التحديات المستقبلية لتتمكن من مواصلة مسيرة التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، مؤكدة حاجة المرأة العمانية للوعى بقضايا المرأة العالمية والتي تطرح اليوم عبر العديد من المفاهيم. وشددت الوزيرة على أهمية أن تنطلق المرأة من المفاهيم الداخلية، وليس أن تأتى بها من الخارج وتنطبقها سواء توافقت مع ثقافتنا ومورثاتنا أم لم تتوافق. وأضافت أننا نحتاج إلى ما يناسبنا بناء على ثقافتنا ومورثاتنا العمانية وأن نلتزم بها وأن نسعى إلى تغيير صورة المرأة خارجيا وصورة المرأة المسلمة بالدرجة الأولى، مبينة أن الاسلام والمجتمعات الاسلامية والرجل كرّموا المرأة، الأمر الذي من الاهمية أن تكرم المرأة نفسها اليوم بكل المعطيات التي أعطيت لها وأن تستوعب كل هذا المعطيات.
التعليقات