عامر الحنتولي من عمان: في نادرة سياسية أردنية لاسابق لها هاجم رئيس وزراء الأردن الأسبق عبدالكريم الكباريتي طريقة وأداء أعضاء مجلس النواب الأردني خلال مناقشتهم الشهر الماضي لموازنة الدولة الأردنية للعام الحالي، واعتبر العين الكباريتي خلال بيان ألقاه اليوم في الغرفة البرلمانية الثانية (الأعيان) لمجلس الأمة الأردني بصفته رئيسا للجنة المالية والإقتصادية بأن خطابات النواب خلال مناقشات الموازنة قد جاءت لمخاطبة الإعلام والناخبين معتمدة على العشائرية والجهوية . وجاء في بيان اللجنة المالية للأعيان الواضح بأن الكباريتي الزعيم السياسي الأردني الخطابي والمفوه هو الذي كتبه ان quot; الإسفاف والتجريح وإنكار المنجزات وجلد الذات فهو في مجمل شحناته المكهربة نمط من التفريغ، نجد أن بواعثه تكمن في نظام المصالح المتبادلة، وأسبابه هي نضوب السيولة والعطايا ونقص العطاءات والهدايا وعدم تخصيص الصفقات والهبات وتخصيص التعيينات وقبول المحسوبيات، وما ذلك إلاّ زبد يذهب جفاء، أما ما ينفع الناس فيمكث في الأرضquot;.

وقال الكباريتي quot; ان المجلس يثمن طريقة تعامل الحكومة مع خطابات النواب في الموازنة التي هاجمتها بطريقة لم تهاجم فيها حكومة أردنية سابقة لدرجة المطالبات برحيلهاquot; إن اللجنة إذ تشيد بشجاعة الفكر، وجسارة الموقف ، وجميل الصبر ، وسعة الصدر لدولة رئيس الوزراء وفريقه الوزاري ، فإنها تثمن للحكومة خطابها في مناقشات الموازنة الذي لم يرضخ للضغوط الخطابية والإعلامية والجهوية لكي تهنئ نفسها بالواقعية، وفي نفس الوقت لم تعاند في الاستجابة لاستحقاقات إنسانية ملحة فتعزي نفسها بالتزامات مبدئية ، فجاء الخطاب متوازنا في مبناه ومعناه، يرسي قيمة العمل لتعلو فوق نشوة الخطابة والمغامرةquot;.

ووفقا لمعلومات quot;إيلافquot; فقد أصدر مجلس الأعيان اعتذارا لمجلس النواب وشطب ماعده النواب اساءة لهم من محاضر جلسة مجلس الأعيان، حيث كانت رئيس مجلس النواب الأردني عبدالهادي المجالي ndash;وفقا لمعلومات quot;إيلافquot;- بزيارة مفاجئة بعد ظهر اليوم الى مكتب السياسي الأردني المخضرم زيد الرفاعي رئيس مجلس الأعيان لمفاتحته فيما اعتبره النواب اساءة مبالغ بها من جانب الأعيان وتحديدا رئيس وأعضاء لجنة فيه هي اللجنة المالية والإقتصادية ورئيسها الكباريتي الذي عاد بقوة كنجم سياسي الى ساحة الأضواء بعد اعتكاف طويل نسبيا ارتضاه ورغبه لنفسه من بعد خروجه الجدلي من رئاسة الحكومة الأردنية في العام 1997 في أعقاب حادث الباقورة الشهير حيث أقدم خلاله جنديا أردنيا يحرس الحدود مع اسرائيل بقتل سبع طالبات اسرائيليات قال بأنهن سخرن منه وهو يؤدي الصلاة، قبل ان تبرز حكاية الأطفال الأيتام اللذين زارهم فجأة عاهل الأردن الراحل حسين بن طلال (اليوم تصادف ذكرى وفاته الثامنة) في ملجأ لاتتاح لهم فيه أدنى شروط الرعاية الصحية والإجتماعية، وهو مادفع الحسين لإقالته في رسالة ملكية غاضبة جدا اعترف فيها العاهل الأردني الراحل بذكاء وفطنة وجرأة الكباريتي، لكنه حمل عليه بشدة التركيز على صورته الإعلامية، حيث يروي العاهل الأردني الراحل في تلك الرسالة بأنه سرد للكباريتي بعد زيارة مركز الأيتام بأنه لم ينم الليل وان مناظر الأيتام الأطفال قض مضجعه وجعله يبكي مطولا، فيما قال الحسين بأن رد الكباريتي أحبطه حينما قال بأن منظر الوزير المسؤول عن الرعاية الإجتماعية في حكومته حماد أبوجاموس وهو يبكي لقلة موارد وزارته أثر فيه أكثر من المشاهد التي رآها في دار الأيتام.

والكباريتي الذي يرأس مجلس ادارة البنك الأردني الكويتي ،متزوجا من السيدة فاتنة ابنة السياسي الأردني ورئيس الوزراء الأسبق أحمد اللوزي وله منها بنت هي السيدة نور زوجة هيثم البطيخي نجل المدير العام الأسبق لجهاز المخابرات العامة، ونور الكباريتي هي أول ضابطة بحرية في الأردن، وعون الذي يتابع دراسته العليا في جامعات غربية.