مقديشو، نيروبي: فر الاف المدنيين من مدينة مقديشو اليوم السبت بعد يوم من الاشتباكات العنيفة بين الجيش الاثيوبي ومسلحين اسفرت عن مقتل عشرة اشخاص على الاقل الليلة الماضية. وقال ادان ديرير بير احد سكان جنوب مقديشو quot;لقد شعرت بالخوف الشديد امس بعد ان سمعت انفجارا هو الاعنف على الاطلاق في العاصمة (...) وكنت في السابق اصر على البقاء في مقديشو ولكنني الان اصر على المغادرةquot;.

وقالت ساهرو علي محمد، وهي ام لخمسة اطفال، ان المنازل الواقعة في الحي الذي تسكنه في مقديشو اصبحت خاوية. وصرحت اثناء فرارها مع عائلتها quot;الناس لا يستطيعون تحمل القصف المدفعي الكثيف وتبادل قذائف الهاون التي تقتل الناس كل مرةquot;.

ويأتي النزوح بعد يوم من الاقتتال الاعنف الذي شهدته العاصمة منذ ان قامت قوات الحكومة الصومالية التي تدعمها القوات الاثيوبية بطرد الاسلاميين منها في اواخر كانون الاول/ديسمبر. وقتل عشرة اشخاص الليلة الماضية، من بينهم خمسة اطفال، في الاشتباك. وتلقي الحكومة والقوات الاثيوبية باللوم في تلك الاحداث على فلول الحركة الاسلامية المتشددة. وكان عدد من النازحين كذلك من شمال المدينة التي لم تشهد حتى امس الجمعة ايا من اعمال العنف التي تجتاح مناطق اخرى من العاصمة.

الصليب الأحمر الدولي

من جهة ثانية اعربت اللجنة الدولية للصليب الاحمر في بيان نشر اليوم السبت في نيروبي عن قلقها لquot;الوضع الحرجquot; للمدنيين ضحايا المعارك في مقديشو، داعية المتنازعين الى quot;احترام القواعد الانسانية الدوليةquot;. وقالت المنظمة في بيانها انها quot;قلقة بعمق للوضع الحرج للمدنيين ضحايا المعارك وتدعو كل الاطراف المتنازعين الى احترام قواعد القانون الانساني الدوليquot;.

ودعت المتخاصمين ايضا الى quot;الحرص، خلال تنفيذ عملياتهم العسكرية، على حماية كرامة السكان المدنيين وحياتهمquot;. واضاف البيان ان quot;اللجنة الدولية للصليب الاحمر تدعو كل الاطراف الى اتخاذ كافة التدابير الضرورية لضمان وصول الجرحى الى المراكز الطبية ولحماية وتحييد العاملين الانسانيين والجسم الطبي والمستشفيات والعياداتquot;.

وتابعت اللجنة انه quot;في شباط/فبراير ازدادت وتيرة المواجهات المسلحة في مقديشو متسببة بعشرات القتلى والعديد من الجرحى واجبرت المدنيين على الفرار من منازلهمquot;. واوضحت انه quot;منذ بداية العام، نقل اكثر من 430 جريح حرب الى اثنين من مستشفيات المدينة الثلاثةquot;، لافتة الى انه quot;خلال شباط/فبراير وحده تلقى مستشفى كيساني الذي يديره الصليب الاحمر الصومالي ومستشفى المدينة اكثر من 200 جريح، بينهم ثلاثون امراة و24 طفلاquot;. واضاف المصدر نفسه انه quot;لا يمكن تأكيد حصيلة الوفيات المقدرة بالعشراتquot;. وابدت المنظمة ايضا قلقها لمصير الاشخاص الموقوفين في اطار اعمال العنف هذه والذين لا تملك عائلاتهم اي معلومات عنهم.