واشنطن:للمرة الأولى منذ بداية الحرب الأمريكية على العراق قبل أربع سنوات، تصل نسبة الأميركيين الذين لا يعتقدون أنّ باستطاعة بلادهم كسب تلك الحرب إلى أكثر من النصف، وفقا لاستطلاع للآراء قامت به CNN. وفي رقم غير مسبوق تدنّت نسبة الذين يعتقدون أنّ الأمور تجري على ما يرام إلى أقل من الثلث. وأظهر الاستطلاع الذي تمّ إجراؤه بالهاتف من الجمعة حتى الأحد، وشمل 1027 شخصا وبهامش خطأ يبلغ ثلاث نقاط، أنّ 54 بالمائة من الأميركيين لا يعتقدون أنّ بإمكان بلادهم كسب الحرب، على عكس 37 بالمائة يرون أن بلادهم ستنتصر.
أما نسبة الذين لا يرون أنّ الأمور تجري على ما يرام فلا تتجاوز 29 بالمائة، فيما انخفضت نسبة الذين يرون أنّ سيطرة الديمقراطيين على الكونغرس يمثل أمرا جيدا، حيث بلغت 59 بالمائة بعد أن كانت في حدود 67 بالمائة في نوفمبر/تشرين الثاني و58 بالمائة في يناير/كانون الثاني. ولم يلق عمل الديمقراطيين حتى الآن الدعم سوى من 47 بالمائة، كما تدنت نسبة الداعمين لعمل رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي إلى 46 بالمائة بعد أن كانت أكثر بقليل من النصف قبل شهرين، ومع ذلك عبّر 51 بالمائة عن أراء جيدة في الحزب الديمقراطي.
كما أعربت شريحة مهمة من الأمريكيين عن رغبتها في سحب فوري أو خلال عام، للقوات الأمريكية المنتشرة في العراق، فيما فضلوا أن يدير الكونغرس سياسة البلاد المتعلقة بالصراع في العراق، بدلا من الرئيس جورج بوش.
ووفق الاستطلاع فإن ستة من أصل عشرة أمريكيين استطلعت آراءهم، يرغبون في سحب القوات الأمريكية المنتشرة في العراق فورا أو خلال عام على أقصى تقدير. ورغم أن الدعم لخطط بوش بإرسال جنود إضافيين للعراق زاد بمعدل 37 في المائة بعد أن كان عند 32 في المائة في استطلاع نُفذ في منتصف يناير/كانون الثاني الماضي، إلا أن أكثرية ضئيلة بلغت 52 في المائة تطالب الكونغرس بعرقلة خطط تمويل أي نشر جديد لهذه القوات.
الاستطلاع نُفذ في عطلة نهاية الأسبوع المنصرم، بمشاركة 1027 راشد أمريكي، فيما بلغ هامش الخطأ 3 في المائة زيادة أو نقصانا. وفي الاستطلاع عارضت نسبة 56 في المائة خطط الرئيس بوش الجديدة ببعث 4400 جندي إضافي إلى العراق، لتتراجع عن نسبة 66 في المائة التي كانت قد سجلت في هذا الخصوص في استطلاع نفذ في 11 يناير/كانون الثاني الماضي، فيما ارتفعت نسبة المؤيدين لهذه الخطط من 32 إلى 37 في المائة.
إلا أن الاستطلاع الذي أعلنت نتائجه اليوم (الثلاثاء) يدعم الانسحاب الفوري أو خلال عام من العراق، وجاءت هذه النسب على التوالي 21 في المائة و37 في المائة، فيما رأت نسبة بلغت 39 في المائة أنه يجب إبقاء هذه القوات في العراق ما دام وجودها مطلوبا.
أما بشأن مسألة تمويل هذه القوات، رأى 52 في المائة أن على الكونغرس الأمريكي عرقلة خطط تمويل قوات إضافية لنشرها في العراق، فيما قالت نسبة 44 في المائة إنها تعارض أي خطط لعرقلة هذا التوجه.
كذلك طالبت نسبة 47 في المائة من العينة المستطلعة آراؤها بأن يمسك الكونغرس الأمريكي بزمام الأمور فيما يتعلق بسياسات الحرب، بينما رأت نسبة 33 في المائة فقط، أن الرئيس هو من يجب أن يكون المسؤول الرئيسي عن وضع توجهات البلاد.
يُذكر أن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، الذي يعتبر من أكثر صقور البيت الأبيض تشددا، كان قد شن هجوما عنيفا على النواب الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي الاثنين، محذرا أن أي خطط لسحب القوات الأمريكية من العراق، سيشجّع على مزيد من الهجمات ضد الولايات المتحدة الأمريكية. التفاصيل.
تحذير تشيني يأتي في وقت يستعد فيه النواب الديمقراطيون وبعض من الجمهوريين لمواجهة حامية تتعلق برفع تمويل الحرب في العراق، فيما طلب الرئيس جورج بوش بنشر 8200 جندي إضافي في العراق وأفغانستان. القصة كاملة.
التعليقات