نقل خطة أمن بغداد إلى المحافظات رغم العنف الذي يضربها
المالكي يدعو الشباب quot;المغرر بهمquot; إلى التخلي عن الإرهابيين


أسامة مهدي من لندن: دعا رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي العراقيين إلى نبذ الطائفية والتعايش في وئام، وناشد الشباب المغرر بهم إلى نبذ الإرهاب والتخلي عن منظماته... بينما أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن خطة أمن بغداد ستنتقل إلى محافظات أخرى، لكن المتحدث باسم القوات الأميركية قال إن العنف ما زال متفشيًا في العاصمة، في حين قالت وزارة الدفاع الأميركية إنها مددت لألف جندي أميركي للبقاء في العراق.
وقال المالكي إن التحديات التي تواجه العراق لا تفرق بين مكون وآخر أو طائفة وأخرى، فهي تستهدف الجميع دون إستثناء، ولن يكون أحد مُؤَمنًا إذا ما تعرض الآخر إلى أي خطر، مهما كان نوعه وحجمه، لأن العراقيين في مركب واحد. وحذر قائلاً: quot;إما أن نغرق معًا أو أن ننجو فيحيا العراق وشعبه، إنه قدرنا التاريخي والمصيري أن نعيش جنبًا إلى جنب عربًا وأكرادًا وترقمانًا وكلدوآشوريين سنةً وشيعةً وصابئةً وإيزيديين، متحابين ومتآخين لبناء العراق الجديد بعيدًا عن التمييز والإقصاء والتهميشquot;.
وأشار في خطاب وجهه إلى العراقيين اليوم لمناسبة المولد النبوي الشريف إلى أنه يدعو بهذه المناسبة إلى التآسي بسيرة النبي الأكرم والقيم النبيلة التي أرساها في مجتمع الجزيرة وحوله من مجتمع يفتك به التعصب والقتل إلى مجتمع متآخ متكافل، كما دعا العلماء من جميع المذاهب والأديان إلى إشاعة قيم التسامح والإعتدال والوسطية وطالبهم بفضح المخططات الخبيثة التي تسعى لإثارة الفتنة الطائفية ومحاربة ثقافة التكفير والتناحر بين مكونات المجتمع.
ودعا جميع الشباب من المغرر بهم إلى العودة إلى أحضان الوطن والمساهمة في بنائه وإعماره، إلى جانب باقي أبناء الشعب، فالمنظمات الإرهابية والجماعات المسلحة والميليشيات لا تبني بلدًا ولا تخدم شعبًا. وشدد على أن المستفيد الأوحد من الإحتقان الطائفي هم أمراء القتل والصداميون وهم المرتزقة الذين جاءوا من خلف الحدود لإشباع نزواتهم الشريرة في سفك دماء الأبرياء. وطالب العراقيين بالإبتعاد عن كل مايفرقهم ونصحهم بالتعاون معًا على بناء دولة يسودها العدل والقانون، وينعم فيها الجميع بالحياة الحرة الكريمة والأمن والإزدهار والإستقرار.
وأشار إلى أن الشعب العراقي قد عانى من حكم الدكتاتورية البغيض على مدى خمسة وثلاثين عامًا ومن الحروب والمآسي التي أعادت البلاد عشرات السنين إلى الوراء... وقال: quot;وها هو العراق اليوم، وشعبه يواجه بعد سقوط النظام المستبد هجمة إرهابية شرسة ألحقت أضرارًا فادحة ببناه التحتية وتسعى لتمزيق نسيجه الإجتماعي المتماسكquot;. وأكد أن الشعب الذي بنى أرقى الحضارات وعلم البشرية الكتابة والقانون ومختلف العلوم لن يهزم أبدًا أمام خفافيش الظلام وعتاة القتل وهو قادر بهمة أبنائه على النهوض من جديد وإعادة التواصل بين ماضيه المشرق وحاضره الواعد، فالعراق الذي يمتلك طاقات بشرية ومادية هائلة، مصمم على تحقيق هذا الهدف والإنتقال إلى مصاف الدول المتطورة والمزدهرة.

وأشار إلى أنالقوات المسلحة العراقية مستمرة في بناء قدراتها الذاتية لبلوغ الهدف الذي تسعى إليه وتعمل على تحقيقه والمتمثل بتسلم المسؤولية الكاملة في مسك الملف الأمني في عموم البلاد محافظة بعد محافظة أخرى.
وقال: quot;نعلن لشعبنا الكريم أن الجدول الزمني الذي وضعناه لاستكمال جاهزة قواتنا المسلحة لتحمل المسؤولية الوطنية قد تسارعت خطواته، وسيتم خلال هذا الشهر نقل المسؤولية الأمنية من القوات المتعددة الجنسيات إلى السلطة المدنية في محافظة ميسانquot;. وقد خول المالكي محافظ ميسان تسلم المسؤولية الأمنية من القوات متعددة الجنسيات، في هذا الإنجاز الجديد يحسب لأبناء محافظة ميسان المخلصين ويعد يومًا وطنيًا جديدًا لجميع العراقيين.
نقل خطة أمن بغداد إلى المحافظات برغم العنف الذي يضربها

أعلن الناطق باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن خطة أمن بغداد ستنتقل إلى محافظات أخرى، لكن المتحدث باسم القوات الأميركية وليام كالدويلة في مؤتمر صحافي مشترك، قال إن العنف ما زال متفشيًا في العاصمة.
وقال الدباغ إن جهود الحكومة مستمرة لفرض القانون المتمثلة بتطبيق خطة أمن بغداد وسيتم تطبيق مراحل أخرى من الخطة الأمنية في محافظات أخرى تزامنًا مع الخطة الحالية.
وأضاف أنه على الرغم من التحدي الذي تفرضه الجماعات الإرهابية والأعمال الإجرامية التي تقوم بها في العراق إلا أنه يقابل ذلك تحدٍ أكبر من قبل الحكومة والشعب العراقي وازدياد ثقة المواطن بأداء الأجهزة الأمنية.
وأشار إلى أن ذلك سيستدعي تطبيق مراحل أخرى من الخطة الأمنية في محافظات أخرى تزامنًا مع الخطة الحالية، فضلاً عن الحفاظ على مستوى التطبيق الذي حققته الخطة الحالية وتوسيع تواجد القوات الأمنية في المناطق الساخنة. وأضاف أن الحكومة العراقية تسعى إلى خلق الحوار السياسي البناء ما بين الكتل السياسية على ضوء نتائج المصالحة الوطنية. وهذا يحتاج إلى لقاءات مكثفة لتعميق الحوار ومن هذا المنطلق، إرتأى المجلس السياسي الوطني عقد إجتماعات متكررة مع الكتل السياسية لتفعيل دور المصالحة الوطنية.
من جانبه، قال الجنرال كالدويلة إن العنف ما زال متفشيًا في بغداد بسبب السيارات المفخخة والأحزمة الناسفة، ولم ينخفض كما انخفض في عمليات القتل والإغتيال الذي كان يحصل في بغداد قبل تنفيذ الخطة الأمنية.
وأضاف أن العنف من عمليات الإغتيال والقتل الطائفي قد إنخفض بنسبة 26 %عن الشهر الماضي، ولكن لم ينخفض عدد ضحايا السيارات المفخخة. وقال إن المالكي صمم أن تنفذ خطة فرض القانون في جميع مناطق بغداد مشيرًا إلى إنشاء مراكز أمنية مشتركة وأنه سيصل عددها إلى 75 مركزًا في بغداد حيث تمت الموافقة على فتح 25 مركزًا فضلاً عن فتح 15 مركزًا في بغداد.
وقال: quot;وصل اللواء الثالث، الفرقة الثالثة من الجيش الأميركي من أصل خمسة آليات وبهذا يكون قد وصل إلى العراق ثلاث آليات إكتمل عددها، وإن جميع القوات ستصل خلال شهر حزيران( يونيو) المقبل موضحًا أنه سيتم إرسال وحدتين إلى محافظة الأنبار غرب بغداد حال وصولهما.

تمديد مهمة فرقة المشاة 25 في العراق رسميًا
أعلنت وزارة الدفاع الأميركية اليوم، تمديد مقر قيادة فرقة المشاة 25 وكتيبة القوات الخاصة 25 لستة وأربعين يومًا لدعم عملية تحرير العراق.
وقال اللواء بنجامين آر ميكسون، القائد العام لفرقة المشاة 25 التي مقرها في شوفيلد باراكس في هاواي، إن جنود مقر قيادة فرقة المشاة 25 وكتيبة القوات الخاصة قد أدت مهامها بشكل مميز هنا في العراق في خلال الأشهر السبعة الماضية. وأضاف:quot;وأنا فخور جدًا بكل ما عملوه وحققوه في العراق، وأنا واثق بأنهم سيستمرون بالتفوق في غضون الفترة الباقية من إنتشارهم، وسيبقون فخورين بأداء واجبهم في الحرب ضد الإرهابquot;.
وسيشمل التمديد ما يقارب 1,000 جندي من الوحدة التي مقرها هاواي التي تخدم في العراق حاليًا. وانتشر جميع الجنود الذين مددت مهمتهم في العراق في تموز- آب 2006.
وأضاف ميكسون: quot;تلتزم المفرزة الخلفية والكوادر الداعمة في شوفيلد باراكس بمساعدة عوائل الجنود على طول فترة إنتشارهم وتمديد وقتهمquot;. وختم قوله: quot;أنا أشجع عوائلنا على الإستفادة من جاهزة القوات وطواقم المفرزة الخلفية وبرامج دعم الجيش لدعمهم بكل طريقة ضروريةquot;.
ومن جانب آخر، قالت القوات المتعددة الجنسيات إن قوات التحالف إعتقلت تسعة إرهابيين اليوم الأربعاء، خلال عمليات إستهدفت تنظيم القاعدة في العراق ومقدمي التسهيلات للمقاتلين الأجانب.
فقد أغارت قوات التحالف خلال عمليات شمال الموصل على وكرين معروفين لمقاتلين أجانب، وألقت القبض على أربعة مشتبه فيهم ممن لهم صلات مع تقديم التسهيلات للمقاتلين الأجانب وحركة الأسلحة إلى داخل العراق. وألقت القوات في الحبانية القبض على ثلاثة مشتبه فيهم من مقدمي التسهيلات للمقاتلين الأجانب. كما تم إلقاء القبض على اثنين من الإرهابيين المشتبه فيهم جنوب غرب الكرمة، منهم من زعم صلتهم بتنظيم القاعدة في العراق.
ويقول المتحدث باسم القوة المتعددة الجنسيات في العراق المقدم كريستوفر جارفر، إن المقاتلين الأجانب ومقدمي التسهيلات الذين يقومون بإدخالهم هم يشكلون الأذى لأمن العرارق واستقراره... وسوف تستمر قوات التحالف في استهدافهم واستهداف الشبكات التي تقوم بإدخالهم بصورة غير مشروعة إلى العراق.quot;