واشنطن: تبنى مجلس النواب الخميس مشروع قانون يرمي الى تخصيصمقعد لنائب عن مدينة واشنطن المحرومة من التمثيل في الكونغرس بموجب قرار اتخذ قبل اكثر من قرنين.وقالت رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي quot;نسعى الى تطبيق مبدأ دائم في ديموقراطيتنا، وهو الحق في اسماع صوتك وتمثيلك تمثيلا كاملاquot;. ويرمي مشروع القانون الذي تبناه 241 نائبا وعارضه 177، الى اعطاء حق التصويت الى quot;المندوبquot; الذي ينتخبه سكان العاصمة الفدرالية الاميركية، ويحق له فقط في الوقت الراهن المشاركة في المناقشات ولا يحق له المشاركة في التصويت.
ولمدينة واشنطن التي يناهز عدد سكانها 600 الف نسمة وضع فريد في الولايات المتحدة. فبسبب الحاقها بquot;منطقة كولومبياquot; فهي ليست مدينة بكل ما للكلمة من معنى وليست ولاية مكتملة، علما ان عدد سكانها يفوق عدد سكان ولايتي وومينغ (شمال) وفيرمونت (شمال شرق) الممثلتين بسناتورين (على غرار كافة الولايات الاميركية ايا يكن حجمها) وبنائب لكل منهما. ويمنح مشروع القانون مقعد نائب لواشنطن التي تصوت مع الحزب الجمهوري بكثافة. ولاحترام التوازن السياسي، استحدث مقعدا اضافيا لنائب عن ولاية يوتاه (غرب) الجمهورية والتي تشهد ازدهارا واسعا.
وعلى رغم الوعد الذي قطعه السناتور جوزف ليبرمن بالقيام بكل ما في وسعه لتبني مشروع القانون في مجلس الشيوخ، فان مآله معرض على ما يبدو لتهديد بفيتو رئاسي.ويعتبر بعض رجال القانون في الواقع، ان واشنطن التي لا تعتبر ولاية لا يحق لها ان تتمثل في الكونغرس الا بموجب تعديل للدستور، يتطلب تأييد اكثرية الثلثين في كل من مجلسي الكونغرس ثم موافقة ثلاثة ارباع الولايات.
ويرقى الوضع الفريد لواشنطن الى العام 1800 عندما قرر النواب الاميركيون نقل عاصمة الولايات المتحدة من فيلادلفيا الى واشنطن. اذذاك تقرر ان تتولى الولاية الفدرالية ادارة هذه المنطقة. فقد كان المشترع يتخوف من ان يؤثر نواب واشنطن مقر الكونغرس على اعمال المجلسين.
واستمر هذا الوضع. وتعين الانتظار الى العام 1961 حتى سمح لسكان واشنطن التصويت في الانتخابات الرئاسية (وهذا ما بدأوا القيام به في الانتخابات الرئاسية للعام 1964).
ومنذ العام 2000، ترفع السيارات المسجلة في واشنطن شعارا يندد quot;بفرض الضرائب من دون تمثيلquot;. وهي ذاتها الكلمات التي استخدمت في شعار شهير إبان حرب الاستقلال ضد البريطانيين في القرن الثامن عشر: quot;فرض الضرائب من دون تمثيل هو الاستبدادquot;.وللاعراب عن تضامنه مع سكان واشنطن، وضع الرئيس الديموقراطي بيل كلينتون هذا الشعار على السيارة الرئاسية في اواخر فترة ولايته. وما لبث الرئيس جورج بوش ان سحب هذا الشعار بعيد تسلمه مهامه الرئاسية في كانون الثاني/يناير 2001.














التعليقات