فورت اروين (كاليفورنيا): استغل الرئيس الأميركي جورج بوش عطلة الكونغرس، ليعين سام فوكس، سفيرًا للولايات المتحدة في العاصمة البلجيكية بروكسل، رغم أن البيت الأبيض كان قد اضطر قبل نحو أسبوع، إلى سحب ترشيح فوكس لهذا المنصب، بسبب معارضة الديمقراطيين الذين يسيطرون على أغلبية مقاعد مجلسي النواب والشيوخ.تجاهل الرئيس الأميركي جورج بوش منتقدين ديمقراطيين وعين سام فوكس سفيرا للولايات المتحدة في بلجيكا يوم الاربعاء خلال عطلة الكونغرس حتى لا يضطر الى خوض مواجهة في مجلس الشيوخ.

وجاء تعيين فوكس خلال عطلة الكونغرس بعد أسبوع من سحب البيت الأبيض ترشيحه للمنصب عندما بدا أن التصويت على هذا القرار في مجلس الشيوخ لن يكون في صالح فوكس.
كان الديمقراطيون قد شكوا من تبرع بمبلغ 50 ألف دولار قدمه فوكس لجمعية قدامى محاربي الزوارق السريعة من أجل الحقيقة وهي الجمعية التي شككت في السجل العسكري للسناتور الديمقراطي جون كيري أثناء حملته في انتخابات الرئاسة الماضية عام 2004.

ويخوض بوش مواجهة ضد الكونغرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون على عدة جبهات من بينها تشريع خاص بتمويل حرب العراق وأسئلة بشأن دور وزير العدل ألبرتو غونزاليس ومساعدي البيت الابيض في اقالة ثمانية مدعين أميركيين.وتعيين فوكس خلال العطلة الربيعية لمجلس الشيوخ التي تستمر اسبوعا اثار مجالا جديدا للشقاق بين الرئيس والكونغرس.

وعقب السناتور كريس دود الديمقراطي عن كونيتيكت الذي يرأس اللجنة المصرفية لمجلس الشيوخ على تعيين فوكس واصفا اياه بانه quot;مشينquot; وشكك في شرعية هذه الخطوة وقال انه سيطلب مشورة من مكتب المحاسبات العامة.

وقال دود للصحافيين quot;المقصود منها معالجة الطوارئ لا مجرد تفادي المسؤولية الدستورية عن تثبيت السفراء من جانب مجلس الشيوخ الاميركي.quot;وقالت ايميلي لوريمور المتحدثة باسم البيت الابيض quot;سام فوكس زعيم تجاري محترم يتمتع بخبرة دولية هائلة وولع بالخدمة العامة .. الرئيس اتخذ هذا القرار استنادا الى مؤهلات السيد فوكس القيادية المثيرة للاعجاب.quot;وسيسري تعيين فوكس الذي تم خلال عطلة الكونغرس حتى نهاية العام المقبل أي حتى نهاية ولاية بوش الرئاسية.

بوش:اعلم بان الشعب الاميركيمل من حرب العراق

أقر الرئيس جورج بوش بأن الأميركيين سئموا حرب العراق ودافع عن قراره إرسال مزيد من القوات الى العراق أمام عدد من الجنود على وشك إرسالهم الى هناك.وجلس عشرات من الجنود الذين يرتدون ملابس مموهة في هدوء الى مناضد الطعام وقد انضم الى بعضهم أفراد عائلاتهم بينما كان بوش يتحدث خلال زيارة لهذه القاعدة النائية في صحراء كاليفورنيا.

وقال بوش quot;انها حرب صعبة. ولقد مل الشعب الأميركي هذه الحرب.quot;وكانت كلمات بوش تعبيرا عن الاقرار بالرفض الشعبي المتزايد للحرب التي قتل فيها أكثر من 3200 عسكري أميركي مع سعيه إلى إقناع الكونغرس الذي يهيمن عليه الديمقراطيون للموافقة على نحو مئة مليار دولار لتمويل الحروب في العراق وافغانستان دون تحديد جدول زمني للانسحاب.

وقال بوش دفاعا عن قراره إرسال نحو 30 ألف جندي آخرين الى العراق انه يريد إحلال الاستقرار في بغداد وتجنب امتداد الصراع الى المنطقة معرضا للخطر اسرائيل حليف الولايات المتحدة.وقال بوش quot;كان لا بد من أن أختار.quot;ويأتي عدد من الجنود الذين استمعوا في هدوء من وحدات من المقرر ان تتناوب في اداء الخدمة في العراق.

وجدد بوش انتقاداته للديمقراطيين لمحاولتهم ربط جدول زمني للانسحاب بمشروع قانون تمويل الحرب.وقال بوش ان الديمقراطيين الذين يحاولون فرض موعد نهائي للانسحاب هم quot;أناس صادقونquot; وطنيون. واستدرك بقوله quot;لكن ينبغي لنا ألا نسمح لاختلافات خالصة في واشنطنquot; بأن تضر الجنود.

وكان استطلاع للرأي نشرته نيوزويك في عطلة نهاية الاسبوع الماضي قال ان 57 في المئة من الأميركيين يحبذون خطة الديمقراطيين لبدء سحب القوات وان 36 في المئة يرفضونها.وقال هوارد دين رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي quot;جنودنا وعائلاتهم والشعب الأميركي لم يعد بامكانهم تحمل التزام لا نهاية له بابقاء جنودنا في وسط حرب أهلية.quot;

غيتس يحذر من تطهير عرقي

من جهته حذر وزير الدفاع روبرت غيتس من أن تقليص أنشطة القوات الاميركية في العراق والانسحاب من بغداد قد يؤديان إلى quot;تطهير عرقيquot; في العاصمة وسائر أجزاء البلاد.وجاءت تعليقات غيتس في أعقاب مقترح من زعيم الاغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ السناتور هاري ريد بوقف غالبية النفقات الخاصة بحرب العراق في عام 2008 وقصرها على عمليات مستهدفة ضد تنظيم القاعدة وتدريب القوات العراقية وحماية القوة الاميركية.

وقال غيتس quot;هناك امكانية بحق اذا تخلينا عن بعض تلك المناطق وانسحبنا الى المناطق الريفية أو أي مناطق أخرى لتنفيذ هذه المهام المستهدفة أن يقع تطهير عرقي حقيقي داخل بغداد وفي العراق بوجه عام.quot;وأضاف في برنامج اذاعي quot;ما نعرفه تمام المعرفة هو أنه اذا كانت بغداد مشتعلة والمدينة كلها غارقة في العنف فان الاحتمالات الممكنة لحل سياسي تكاد تكون معدومة.quot;

كانت وزارة الدفاع (البنتاغون) قد طلبت تمويلا اضافيا للحرب قدره 100 مليار دولار وحذر غيتس مرارا من أنه يتعين حصول الجيش على الاموال في موعد أقصاه 15 نيسان / أبريل الجاري والا فان عمليات التدريب وصيانة المعدات قد تتأثر.لكن الكونغرس الذي يسيطر عليه الديمقراطيون ربط تلك الاموال بوضع جدول زمني لانسحاب القوات الاميركية من الحرب التي تتراجع شعبيتها بصورة مطردة متحديا حق نقض مشاريع القوانين (الفيتو) الذي هدد الرئيس جورج بوش باستخدامه.

وشدد ريد ضغوطه هذا الاسبوع على ادارة بوش من خلال دعم تشريع لوقف تمويل الحرب في موعد غايته 31 اذار / مارس 2008 باستثناء مهام محددة.ولم يعلق غيتس مباشرة على الجدل السياسي حول الكونغرس أو تهديد بوش باستخدام الفيتو على القوانين.