الرياض: وصف عبدالرحمن بن حمد العطية الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية مؤتمر فرص الاستثمار في اليمن بأنه يشكل أول حدث من نوعه في تاريخ العلاقات بين دول المجلس والجمهورية اليمنية. وقال إن المؤتمر هو أحدث دليل على قوة الإدارة السياسية لقادة دول المجلس والقيادة اليمنية بشأن العزم المشترك على تطوير العلاقات الاقتصادية. وأكد الأمين العام لمجلس التعاون في حديث نشرته صحيفة quot;الثورةquot; اليمنية اليوم إن مؤتمر صنعاء يكتسب أهمية إضافية لأنه يأتي بعد النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر المانحين في لندن في نوفمبر الماضي مشيراً إلى أن دول مجلس التعاون التزمت بتقديم 3ر2 مليار دولار لتمويل مشاريع التنمية وأن سقف التعهدات ارتفع من 7ر4 مليار دولار إلى 5 مليارات دولار.

ودعا العطية المستثمرين الخليجيين إلى الاستفادة من الفرص الاستثمارية المطروحة من الحكومة اليمنية عبر الاستثمار بشكل مباشر أو من خلال الدخول في شركات مع القطاع الخاص اليمني والخليجي مؤكداً أن الأمانة العامة للمجلس تولي ملف العلاقات اليمنية الخليجية أولوية قصوى وهذا يعبر عن رؤية قادة دول المجلس ودعمهم للاستقرار الاقتصادي في اليمن.

وشدد الأمين العام لمجلس التعاون على أن السياسة الاقتصادية لدول المجلس تعتمد على مباديء المنافسة والاقتصاد الحر الذي يقوم على إتاحة الفرصة للقطاع الخاص الوطني والأجنبي للقيام بدور رئيسي في التنمية لافتاً إلى أن دول المجلس خطت خطوات إصلاحية هيكلية عدة تهدف إلى تعزيز دور القطاع الخاص وتوطين رؤوس الأموال الخليجية المهاجرة من خلال فرص استثمارية متنوعة.

وفي رده على سؤال حول الحوار الخليجي الأوروبي قال العطية : quot;إن جولات التفاوض مع الاتحاد الأوروبي وصلت إلى المرحلة النهائية وأننا قاب قوسين أو أدنى من توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبيquot;.

وتوقع التوقيع على الاتفاقية قريباً وأكد أن عام 2007 سيبدأ نقلة نوعية في العلاقات الاقتصادية بين الجانبين موضحا أن اجتماعاً وزارياً خليجياً أوروبياً مشتركاً سيعقد في الثامن من مايو المقبل وسيدرس ما حققه الجانبان عبر المفاوضات الهادفة إلى إبرام اتفاقية التجارة الحرة مشيراً إلى أن جولة مفاوضات للمختصين من الجانبين ستسبق الاجتماع الوزاري لعرض النتائج النهائية للاتصالات والمفاوضات بين الجانبين.

ورداً على سؤال بشأن دعوة القمة العربية بالرياض إلى قمة اقتصادية استثنائية قال إن القمة الاقتصادية الاستثنائية ستشكل بداية مرحلة جديدة تؤدي إلى تفعيل العمل الاقتصادي العربي حتى لا يبقى أسير الشكليات في عالم لا مكان فيه إلا للتكتلات الاقتصادية والسياسية مشيراً إلى ان المصلحة المشتركة كانت هي الدافع الذي أوصل الأوروبيين إلى وحدتهم وأن عالمنا اليوم هو عالم الكيانات الكبرى.

وبشأن الملف النووي الإيراني قال الأمين العام لمجلس التعاون : quot;إن موقف دول المجلس واضح ومحدد ومبدئي في هذا الشأن حيث دعونا وندعو بشكل مستمر إلى الأحكام إلى نهج الحوار والحل السلمي التفاوضي بعيداً عن أي تصعيد لأن الحل العسكري لن تكون انعكاساته محصورة في منطقة دون غيرهاquot;.

وأشار في هذا السياق إلى أن من حق إيران استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية لكنه شدد على موقف دول مجلس التعاون الذي يدعو إلى ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط بما فيها منطقة الخليج خالية من كافة أسلحة الدمار الشامل مع الإقرار بحق دول المنطقة بامتلاك الخبرة في مجال الطاقة النووية للأغراض السلمية.

ورأى الأمين العام لمجلس التعاون أن حل الأزمة العراقية يبدأ وينتهي في أيدي العراقيين وأنه لا سبيل للخروج من النفق المظلم في العراق إلا عبر مصالحة وطنية شاملة تشمل كافة ألوان الطيف العراقي والتشخيصات الوطنية بعض النظر عن انتماءاتهم المذهبية والأثنية والدينية.

وأكد الأمين العام لمجلس التعاون مجدداً أن دور دول مجلس التعاون يركز على دعم أي خطة أو جهد يرمي إلى تعزيز الأمن والاستقرار في العراق والحفاظ على التوازن الاجتماعي واحترام وحدة وسيادة العراق ورفض دعوات التجزئة وعدم التدخل في شئون العراق الداخلية.

وحول اللجنة الوزارية المنبثقة عن قمة الرياض بشأن مبادرة السلام العربية قال الأمين العام لمجلس التعاون إن تشكيل هذه اللجنة أكد مجدداً جدية الموقف العربي بشأن السعي إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة .ورأى أن تشكيل اللجنة يضع إسرائيل أمام محك حقيقي في أن تقبل تحقيق السلام وفقاً للمبادرة العربية أو تواصل منهج التسويف والمماطلة ومحاولات الالتفاف على المبادرة العربية.

ورأى أن ذلك سيؤكد للعالم مجدداً أن إسرائيل هي الطرف الرافض للسلام.

كما اعتبر الأمين العام لمجلس التعاون أن تبني قمة الرياض المبادرة العربية للمرة الثانية بعد مؤتمر بيروت يرمي أيضاً بالكرة في ملاعب الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن خاصة في الملعب الأمريكي وقال أن على الدول الكبرى تأكيد جدية ما تردده من كلام عن شراكتها في عملية السلام من خلال دعم المبادرة العربية وممارسة ضغوط حقيقية على إسرائيل لتحقق تسوية شاملة تعيد الحقوق الفلسطينية والعربية.

وأكد العطية أن موقف دول المجلس بشأن لبنان ينطلق من رؤية مبدئية تشدد على احترام أمن وسيادة ووحدة لبنان ودعا الأطراف اللبنانية مجدداً إلى الاحتكام الى الحوار لتجنيب لبنان حالة الاحتقان والصراع.

وقال الأمين العام لمجلس التعاون ان الأزمة في دارفور أن السودانيين قادرون على حل مشكلاتهم من خلال حوار شامل وأردف : quot;لمست جدية في الجهود المبذولة في هذا الشأن أثناء زيارتي للسودان الأسبوع الماضيquot; داعيا إلى توافق بين الأمم المتحدة والحكومة السودانية والاتحاد الأفريقي لتعزيز الأمن في دارفور حتى يعود المشردون واللاجئون إلى ديارهم لينعموا بالأمن والطمأنينة.

واضاف أنه أطلع خلال زيارته للسودان على جهود القيادة السودانية في سبيل معالجة أزمة دارفور وأعرب عن أمله أن تتسع مساحة الحوار بين الأطراف السودانية كافة حفاظاً على وحدة السودان واستقراره.

كما دعا الأمين العام لمجلس التعاون الصوماليين إلى حوار يضم كافة الفصائل دون استثناء لحل الأزمة المتفاقمة حاليا مؤكدا أن دول مجلس التعاون تدعم الحوار بين كافة الصوماليين كما حض الأطراف الدولية المعنية بالشأن الصومالي على دعم جهود المصالحة بين الصوماليين جمعياً مؤكداً فشل الحل الجزئي أحادي النظرة للأزمة الصومالية مشدداً على الحل الشامل عن طريق الحوار.