الياس توما من براغ : أعلنت مجموعتان صربيتان من صفوف القوميين المتشددين الأولى تسمى الحركة الصربية للمحاربين القدامى، والثانية الحركة الشعبية الصربية الموحدة بأنهما ستشكلان هذا الأسبوع وحدة من المتطوعين الصرب للقتال في كوسوفو في حال إعلان إستقلال الإقليم. ونقلت صحيفة داناس الصربية عن زعيم حركة المحاربين النائب في البرلمان الصربي عن الحزب الإشتراكي المعارض جيليكو فاسيليفيتش، قوله إن الوحدة الأولى من هذه الميليشيا التي ستضم محاربين سابقين من ذوي الخبرة من 30 مدينة صربية ستؤدي القسم في الخامس من أيار (مايو) الحالي خلال قداس كنسي يجري في مدينة كروشيفاتس.

وأضاف أن عدد الذين سيؤدون القسم 100 متطوع وأن نحو 5000 قد طلبوا الإنتساب إلى ما أسماهبـ quot;حرس القيصر المقدس لازار quot; في إشارة إلى الحاكم الصربي الذي حكم في القرن الرابع عشر والذي قتل في عام 1389 في معركة كوسوفوسكو بولي، والذي تتحدث عنه الأساطير الصربية بأنه قيصر رغم أنه كان كاهنًا فقط. وفيما قالت الناطقة باسم وزارة الداخلية الصربية إن حضور القداس ليس عملاً مخالفًا للقانون على عكس إنشاء مجموعة مسلحة، لقي هذا التوجه إدانة مختلف القوى السياسية الصربية بما فيها الحزب الصربي الراديكالي، حيث قال دراغان تودوروفيتش لصحيفة كورير إن فكرة إنشاء ميليشيات مسلحة يمكن أن ينقلبضدصربيا .

وأضاف: quot;إننا نتفهم دوافع كل وطني صربي يريد أن يفعل أي شيء في مقدوره منع سلب جزء من أرضنا، غير أنه يتوجب علينا أن نكون حذرينلأن مثل هذه الأعمال يمكن أن تلحق الضرر بنا، أما سرجان ميليفويفيتش من الحزب الديمقراطي الذي ينتمي إليه الرئيس الصربي بوريس تاديتش فقد حذر من أن إنشاء وحدات شبه عسكرية خارج نطاق سيطرة الدولة هو أمر خطر وغير شرعي. وتحذر صحيفة داناس الصربية من الإستهانة بهذا التوجه إلى المجموعتين المتشددتين مؤكدة أن الأمر كان بالإمكان تجاهله واعتباره نوعًا من استعراض القوة لولا أن صربيا مرت بمثل هذه التجربة على شكل تنظيمات العقارب والنمور وجماعة أراكان والنسور البيض وغيرها من المجموعات التي لطخت اسم صربيا في التسعينيات بما قامت به من أفعال دموية في كوسوفو والبوسنة وكرواتيا.

ونبهت الصحيفة الصربية أيضًا إلى أنه يوجد في إقليم كوسوفو الآن 16000 جندي وضابط من قوات حلف الناتو، ولذلك فإن دخول أي مجموعة صربية مسلحة إلى الإقليم سيجعل الحلف يطردها كطرد الأرانب الأمر الذي ستكون له نتائج كارثية على صربيا حسب الصحيفة. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي بدأت فيه مشكلة إقليم كوسوفو تقف أمام مفترق حاسم بعد أن انتقلت قضية البت بالترتيب السياسي الدستوري للإقليم إلى مجلس الأمن الدولي حيث يتوقع أن تجري مناقشات ساخنة وصعبة بالنظر للخلاف القائم في المواقف بشكل كبير الآن بين روسيا من جهة والولايات المتحدة من جهة أخرى فروسيا ترفض استقلال الإقليم وتدعو إلى إجراء المزيد من المفاوضات للتوصل إلى قاسم مشترك، ملتمحة بإمكانية استخدام الفيتو لمنع صدور قرار من مجلس الأمن يدعو إلى الإعتراف باستقلال الإقليم، فيما أكدت الولايات المتحدة على لسان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية دانييل فرايد أن الإقليم سيستقل سواء بقرار من مجلس الأمن الدولي أممن دونه في إشارة إلى أن الفيتو الروسي لن يعرقل إستقلال كوسوفو الذي قد يعلن من جانب الألبان في حال عرقلت موسكو القرار الدولي، وإمكانية إعتراف بعض الدول لاحقًا وفي مقدمتها الولايات المتحدة باستقلال الإقليم، وقد لقي هذا الموقف الأميركي الجديد إدانة الصرب حيث اعتبره ماركو ياكشيتش العضو في فريق التفاوض الصربي الخاص بكوسوفو بأنه تصريح تهديديونقلت عنه وكالة بيتا الصربية قوله لهاإن هذا التصريح التهديديلا يساهم في تهدئة الوضع في كوسوفو كما أنه لا يليق بأولئك الذين ينادون بالديمقراطية. كما رأى أن مثل هذه التصريحات تشجع الألبان على أعمال العنف .