اندريه مهاوج من باريس:

لم تشهد المناظرة المتلفزة بين المرشحين الى الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية الفرنسية نيكولا ساركوزي عن الحزب الحاكم وسيغولان رويال عن الحزب الاشتراكي أي مواجهة حادة باستثناء الاتهام الذي وجهته المرشحة الاشتراكية لخصمها باستغلال مآس انسانية خاصة لغايات سياسية فرد عليها بدعوتها الى ضبط النفس والتماسك متهما اياها بعدم احترام راي الاخر. وقد تراجعت السياسة الخارجية الى مرتبة متاخرة من النقاش فاعرب ساركوزي عن معارضته لضم تركيا الى الاتحاد الاوروبي لانها بلد اسيوي وليس اوروبيا نافيا وجود أي اعتبارات اخرى دينية او سياسية واقترح بالمقابل شراكة مع تركيا وتعاونا في المجالات الاقتصادية اما رويال فاقترحت quot; استراحة quot; موقتة في ملف ضم تركيا معلنة ان الرئيس جاك شيراك وعد الفرنسيين باجراء استفتاء حول هذا الملف وانها ستفي بالوعد فيما اعلن ساركوزي عن تاييده للحد من عدد الدول المنضوية للاتحاد الاوروبي رافضا اجراء استفتاء جديد حول الدستور الاوروبي قالت رويال انها مع هذا الاستفتاء.

و اعتبر المرشح اليميني ان ايران بلد لا يشكل خطرا بحد ذاته ولكن قادته الحاليين يمثلون خطرا كبيرا ويجب منعهم من الحصول على السلاح النووي معتبرا ان العقوبات الدولية ووحدة الاسرة الدولية هما السبيل الفاعل للوقوف في وجه النظام الايراني اما رويال فقالت انها مع منع ايران من الحصول على التكنولوجيا النووية حتى للاغراض السلمية لان امتلاكها هذه التكنولوجيا سيكون مقدمة للحصول على السلاح النووي وبشان الاوضاع في دارفور دعا ساركوزي الى محاكمة المسوؤولين السودانيين الذين منعوا اقامة ممر انساني امام محكمة دولية في حين دعت رويال الى مقاطعة الالعاب الاولمبية في الصين في 20

في ايلاف ايضا

ساركوزي وروايال وجها لوجه امام الملايين

08 بسبب معارضة بكين فرض عقوبات على حكومة السودان.

وعن المهاجرين جدد ساركوزي طرحه باعتماد سياسة الهجرة المنتقاة رافضا تسوية عامة لاوضاع المهارجين غير الشرعيين والتقى مع رويال على ضرورة معالجة كل حالة على حدة ولكنه اتهمها بتقديم الوعود بجمع شمل عائلات المهاجرين وصولا الى الاجداد قائلا انه لن يسمح بجمع شمل العائلات الا للمهاجرين الذين لديهم دخل ثابت ومسكن لائق.

مرشح الحزب الحاكم لم يستبعد ضم اليمين الوسط الى حكومته قائلا اننا حكمنا سويا في السابق وان قياديين ونوابا كثر من حزب فرنسوا بايرو انضموا اليه منذ الانوكان الجزء الاول من المناظرة اقتصر على الشان الاقتصادي العام واطلاق عجلة النمو وخفض الدين العام وتحديد ساعات العمل الاسبوعي ومشكلة السكن والبطالة البالغة 9 بالمئة من القوة العاملة . وقد وعد كل من المرشحين بايجاد الحلول الناجحة لهذه المشاكل ولكن سبل تحقيق ذلك اختلفت فقد اصر ساركوزي على ترك الحرية للعمال واصحاب العمل بالعمل ساعات اضافية من دون المس بقانون تحديد ساعات العمل ب 35 اسبوعيا مع رفع نسبة التعويض عن هذه الساعات الاضافية من 10 الى 20 بالمئة من الاجرو ذلك من اجل دعم القوة الشرائية وبالتالي اطلاق عجلة النمو والسيطرة على العجز العام ومصاريف الدولة مقترحا الغاء نظام التقاعد الممنوح لبعض فئات الموظفين قبل السن القانونية واعادة ضبط التوظيف في القطاع العام معتبرا ان اجور القطاع العام تشكل 45 بالمئة من الموازنة وان 15 بالمئة منها هي خدمة الدين العام .

ومن جهتها شددت رويال على العدالة الاجتماعية وركزت على دور القطاع العام والاحترام الكامل لمبدا العمل 35 ساعة اسبوعيا واعدة بعدم المس بعدد الموظفين في القطاع العام متهمة خصمها بالعزم على خفض عدد هؤلاء 250 الفا وقالت انها تريد اطلاق الاقتصاد من خلال ضبط الانفاق العام ومنع تبذير الاموال العامة واصلاح المؤسسات وتوقعت ان تحقق هذه الانجازات نسبة نمو اثنين فاصل خمسة بالمئة وراهنت على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم وبزيادة المساعدات العامة لها وخفض نسبة الضريبة على الربح

سيغولان رويال ركزت بشكل خاص على النواة العائلية في المجتمع وعلى دور المراة وضرورة مساواتها بالرجل وحملت ساركوزي كوزير سابق للداخلية مسؤولية اساسية في اعمال العنف التي تطاول المراة خصوصا والمجتمع بشكل عام قائلة انها تريد ان تكون رئيسة محاربة ضد العنف ومن اجل تحقيق المساواة واحلال العدالة الاجتماعية بينما دافع ساركوزي عن حصيلة عمله في وزارتي الداخلية والاقتصاد فقال ان العنف زاد 18 بالمئة في عهد حكومة ليونيل جوسبان الاشتراكية بين الاعوام 1997 و2002 في حين انخفضت هذه النسبة 10 بالمئة خلال ولاية جاك شيراك الثانية التي بدات في عام 2002.

وعن النظام الضرائبي قالت رويال انها تريد اصلاحا عميقا للنظام الضرائبي المتعلق بالبيئة واعفاء قطاعات الطاقة المتجددة كليا من الضريبة رافضة الاعتماد كليا على الطاقة النووية وخفض ضريبة الربح على الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم التي توظف وتستثمر وقالت ان 3 ملايين فرنسي لا يعيشون في مسكن لائق وان الدولة ستبني مساكن شعبية وستسهل الحصول على القروض وامتلاك المسكن

ساركوزي دافع ايضا عن البيئة وشدد على دعم القطاعات التي لا تلوث واعلن تاييده لاستخدام الطاقة النووية النظيفة وقال انه سيحدد بخمسين بالمئة سقف الضريبة على الثروة وعلى الارث معتبرا ان من حق كل مواطن الحصول على مسكن .

و بشان النظام التربوي قال ساركوزي انه يريد مدرسة رسمية تنقل المعرفة واحترام القيم الاخلاقية واحترام الاساتذة ، مدرسة تخرج مثقفين ومؤهلين لدخول سوق العمل وترك الحرية للاهل باختيار مدرسة اولادهم مشددا على دور المدرسة في التربية الاخلاقية، فيما قالت روايال ان الاساتذة بحاجة لاعتراف المجتمع بدورهم وبقيمة عملهم وقالت انها تريد ان تضع المدرسة في صلب كل المشاريع وتعزيز الوجود البشري في المدرسة واعطاء المدارس الرسمية نوعا من الحكم الذاتي.