نيويورك (الامم المتحدة): وزع الغربيون الجمعة في مجلس الامن الدولي مشروع قرار يقر منح اقليم كوسوفو الصربي استقلالا تحت رقابة الامم المتحدة بالرغم من معارضة روسيا لهذه الفكرة. ويقر مشروع القرار الذي حصلت وكالة فرانس برس على نسخة منه خطة الوسيط الدولي مارتي اهتيساري حول استقلال كوسوفو الذي سيكون في المرحلة الاولى تحت رقابة دولية مدنية وعسكرية.

ويجدد التأكيد على quot;التزام المجلس تجاه كوسوف متعدد اتنيات وديموقراطي الامر الذي يجب ان يعزز الاستقرار الاقليميquot;. ويقر مشروع القرار ايضا فكرة تعيين ممثل مدني دولي يمثل ايضا الاتحاد الاوروبي يكون مكلفا مراقبة تطبيق الوضع. وسيتولى الحلف الاطلسي ادارة الوجود العسكري الدولي لمرحلة انتقالية من 120 يوما بعد تبني القرار.

ويشير مشروع القرار الى quot;الظروف المحددة التي تجعل من كوسوفو حالة خاصة خصوصا الاطار التاريخي لتفكك يوغسلافيا بشكل عنيف وليس بالتفاهمquot;. ويذكر في هذا الاطار بquot;اعمال العنف والقمع المكثفة التي ارتكبت في كوسوفو حتى العام 1999quot; وكون كوسوفو هو منذ ذلك التاريخ تحت quot;ادارة دوليةquot;.

وتهدف هذه الايضاحات الى تذليل المخاوف عند بعض الدول لخلق سابقة مع منح اقليم في دول مستقلة استقلالا. وسيتخذ مجلس الامن قرارا حول وضع اقليم كوسوفو الذي تقطنه اغلبية من اصل الباني وتطالب بالانفصال عن صربيا استنادا الى خطة اقترحها وسيط الامم المتحدة مارتي اهتيساري. ويدعو اهتيساري الى استقلال هذا الاقليم الذي تشرف عليه حاليا بعثة دولية برعاية الاتحاد الاوروبي.

لكن صربيا وحليفتها التقليدية روسيا تعارضان هذه الخطة. وهددت موسكو باللجوء الى حق النقض (الفيتو) في مجلس الامن ضد اقتراح اهتيساري، فيما اقترحت بلغراد quot;حكما ذاتياquot; يخضع للمراقبة. ووزعت مشروع القرار الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكذلك المانيا التي ليست عضوا في مجلس الامن.

ويشير مشروع القرار الى quot;تحقيق تقدمquot; في مجال تطبيق كوسوفو لمعايير ديموقراطية بموجب القرار 1244 (حزيران/يونيو 1999) الذي حدد الوضع الموقت للاقليم ويدعو الى مواصلة هذا الجهد. ويؤكد على quot;الضرورة الملحة لتحقيق تقدم جديد في مجال عودة النازحين واللاجئينquot; ويشير الى quot;عزمquot; مجلس الامن على quot;عدم التسامح مع العنف والتحريض او التهديدquot;.

وكان السفير الاميركي لدى الامم المتحدة زلماي خليل زاد اعلن الخميس ان اغلبية اعضاء مجلس الامن الدولي تؤيد خطة الامم المتحدة الرامية الى منح كوسوفو استقلالا تحت المراقبة رغم معارضة روسيا. وقال السفير الاميركي الذي يرأس مجلس الامن خلال شهر ايار/مايو للصحافيين quot;ان اغلبية اعضاء المجلس تدعم خطةquot; وسيط الامم المتحدة مارتي اهتيساري.

ويشترط تبني قرار في مجلس الامن حصوله على تسعة اصوات على الاقل من اعضاء المجلس ال15 مع عدم استخدام اي من الدول الخمس الدائمة العضوية (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين) حق الفيتو. ومن ناحيته، قال سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جان مارك دو لا سابليير بعد توزيع مشروع القرار quot;مع مشروع القرار هذا، يدخل النقاش حول الوضع النهائي لاقليم كوسوفو مرحلته الاخيرةquot;. واضاف ان quot;مجلس الامن سوف يتحمل مسؤولياته لانجاح العملية التي بدأها. نأمل الانتهاء من هذا الامر خلال الاسابيع المقبلةquot;.