الياس توما من براغ : بدأت صربيا حملة دبلوماسية مكثفه ولاسيما في الدول التي تتمتع بعضوية مجلس الأمن وذلك لمنع صدور قرار عن مجلس الأمن الدولي يعترف باستقلال إقليم كوسوفو استنادا إلى الاقتراحات التي تقدم بها المبعوث الدولي مارتي اهتساري بهذا الشأن.
وأكد وزير الخارجية الصربي فوك دراشكوفيتشأن الهجوم الدبلوماسي الذي تقوم به صربيالن يقتصر على الدول دائمة العضوية فقط وإنما سيركز أيضا على دول مجلس الأمن المنتخبة والتي اعتبرها املأ اكبر من الدول دائمة العضوية لأنه يكفي حسب رأيه أن تمتنع 6 من هذه الدول عن التصويت فلا يعود هناك حاجة إلى استخدام الفيتو.
وعلى الرغم من هذا الرأي لوزير الخارجية الصربي إلا انه من الواضحبانبلغراد تعولكثيراعلى موقفي الصين وروسيا الاتحادية ولذلك يتم النظر إلى زيارة نائب رئيس الحكومة الصينية هوي ليانغيو المقررة في 17 من هذا الشهر إلى بلغراد وزيارة وزير الخارجية الروسي سرغيلافروف في 18 منهذا الشهر باعتبارهما مفصليتين بشان مدى دعم الدولتين للموقف الصربي الرافض لاستقلال إقليم كوسوفو .
ويرى سرجان جوريتش رئيس مكتب الحكومة الصربية للتعاون مع وسائل الإعلام بأن زيارة نائب رئيس حكومة الصين لصربيا لها أهمية خاصة في هذا التوقيت بالذاتنظراً لأن الصين عضو دائم في مجلس الأمن الدولي ولأنه من المهم جداً بالنسبة لصربياموقف الصينالقائل بضرورة احترام سيادة وحرمة حدود الدول المعترف بها دولياً أما بشان زيارة وزير الخارجية الروسي فأكد بأن الحكومة الصربية قد شددت مرات عديدةعلى أنالدعم المبدئي لروسيا لإيجاد تسوية عادلةلوضع إقليم كوسوفوله أهمية تاريخية بالنسبة لصربيا.
وتنبه بعض الأوساط الإعلامية الصربية والبلقانية إلى أن روسيا يمكن لها أن تغير موقفها المعلن حتى الآن برفض مقترحات اهتساري باعتبارها لا تحظى بموافقة الصربغير أن السفير الروسي لدى الاتحاد الأوربي فلاديميلا تشيجوف يرفض التكهنات بان روسيا ستتخلى في اللحظات الأخيرة عن موقفها بشان الوضع المستقبلي لإقليم كوسوفو وذلك من اجل تحقيق مصالحها الاستراتيجية في المنطقة والعالم .
وتنقل الإذاعة الصربية عنه قوله بان الحديث عن إمكانية عقد صفقة بين بلاده والولايات المتحدة بشان كوسوفوهو مجرد تكهنات ليس لها أي صلة بالواقع . وكرر موقف موسكو القائل بأن الحل لوضع كوسوفو يمكن التوصل إليه فقط عبر المفاوضات وباحترام مصالح بلغراد وبريشتنا وبعدم تحديد مواعيد مصطنعه لهذه المحادثات .
وشدد تشيجوف بأن موسكو ترى أن الجزء الأكبر من قرار مجلس الأمن الدولي رقم1244لم يستوف منذ إقراره قبل 8 سنوات، خاصة في الجزء المتعلق بالصرب وأمنهم وعودة المرحلين.
وعلى خلاف الموقف الروسي الرافض لاستقلال الإقليم فان الغرب يعتبر اقتراحات اهتساري الحل الوحيد للخروج من الوضع المعقد القائم في الإقليم ولذلك بدا الاتحاد الأوروبي يحضر منذ الآن لإمكانية تسلمه الأوضاع في الإقليم في حال دعم مجلس الأمن الدولي لفكرة استقلال الإقليم لكن مع وضعه تحت إشراف دولي أو أوربي على الأرجح .
ويرى مفوض الاتحاد الأوربي لشؤون توسيعهاولي ريهن بان الاتحاد الأوربي يمكن له أن ينقل إلى البلقان نحو 2000 موظف أوربي مقدرا نفقات هذه العملية التي ستكون الأكبر للاتحاد الأوربي بنحو 5و1 مليار يورو حتى عام 2010 أما الهدف من المهمة التي سيقوم بهها في كوسوفو فسيكونالمساعدة في بناء الدولة التعددية في كوسوفو وعدم السماح بخلق حالة من الفراغ بعد انتهاء مهمة القبعات الزرق وانتهاء مهمة الإدارة المدنية الدولية في الإقليم .
ووفق التصورات القائمة في الاتحاد الأوربي فسيتم في كوسوفو خلق نظام مشابه للذي يتم العمل به في البوسنة والهرسك أي أن الدولة الجديدة ستكون برئاسة إدارات وطنية وسيكون لها كل مقومات الدولة غير أن الكلمة الأخيرة في القضايا الرئيسية ستبقى بأيدي ممثل الاتحاد الأوربي كما هو عليه الأمر في البوسنة والهرسك.