واشنطن: لا تزال هيلاري كلينتون تتصدر التوقعات للسباق الى البيت الابيض العام المقبل، غير انها تحتفظ بورقة هي اشبه بآلة لجمع الاموال ولحسم نتيجة الانتخابات لصالحها، وهي زوجها بيل. وبعد ست سنوات على رحيله عن السلطة، استعاد الرئيس السابق نشاطه سعيا منه لبت الموقف، مع حرصه على لزوم الحذر بشأن كيفية مساعدة هيلاري لتصبح اول امرأة تتسلم الرئاسة في الولايات المتحدة وثاني فرد من عائلة كلينتون في البيت الابيض.

غير انه لا يعرف بشكل دقيق واكيد كيف يمكن ان تنعكس حصيلة ولايتي بيل كلينتون اللتين سادهما السلام والازدهار بالرغم من تضمنهما العديد من الفضائح، على تطلعات هيلاري. واوضح بروس بوتشانان الاستاذ في جامعة تكساس quot;ثمة توازن دقيق يجب التوصل اليه. المشكلة تكمن في كيفية استخدام الامر بدون اثارة المسائل السلبيةquot;.

ويرى الخبير ان في وسع الرئيس السابق ان يلعب دورا فاعلا جدا في اقناع النواة الصلبة من الناشطين الديموقراطيين في الانتخابات الحزبية الداخلية، لكن اذا ما فازت هيلاري بترشيح الحزب، فسيتحتم عندها عليه الحد من ظهوره. ويبقى بيل كلينتون بطلا بنظر العديد من مناصري الحزب الديموقراطي وهو لم يفقد من جاذبيته التي فتنت اعدادا من الناخبين بما في ذلك في الصفوف الجمهورية، غير انه سيتحتم على هيلاري ان تحذر الظهور وكأنها في ظل زوجها.

وفي المقابل، قد يفضل الديموقراطيون الذين خيبت املهم مغامرات رئيسهم الغرامية تاييد المرشح الشاب باراك اوباما. وقام فريق حملة هيلاري الانتخابية الاسبوع الماضي باختبار الاجواء فبث على موقعها على الانترنت شريطا قصيرا يشيد خلاله بيل بزوجته لافتا الى نشاطها في مجال الدفاع عن حقوق الانسان وتحسين الضمان الصحي والى موقعها السابق كسيدة اولى الذي جعل منها رمزا للولايات المتحدة.

وظهر الرئيس السابق في الشريط وكأنه سيد الحملة الحقيقي، فيما بثت مشاهد بالاسود والابيض لهيلاري قبل بضع سنوات ذكرت بالاعلانات التي اطلقت حملة بيل عام 1992. وقال quot;آمل ان تدعموا حملتها. وان فعلتم فسوف تفتخرون بذلك الى الابد. فهي كرئيسة ستجعلكم اكثر اعتزازا كل يومquot;. وقال توم بالدينو الاستاذ في جامعة ويلكس في بنسيلفانيا (شرق) ان فريق حملة هيلاري كلينتون سيحلل تاثير الشريط على الناخبين قبل بث اعلانات للرئيس السابق مباشرة على التلفزيون.

وسبق ان اثبت بيل نفوذه بين الديموقراطيين حين ساعد زوجته على جمع ملايين الدولارات لتمويل حملتها، وهو سيحتفظ بدور مهم وان لم يكن رسميا او علنيا في وضع استراتيجية هيلاري. وفي حين سينهك جميع المرشحين على وقع المهرجانات والتجمعات المتسارع في الاسابيع الاخيرة من الحملة للفوز بترشيح الحزب، سيكون في وسع هيلاري الاعتماد على زوجها لمشاركتها مشقات الحملة ونشاطاتها الكثيفة.

وذكرت صحيفة نيويورك تايمز ان اوساط هيلاري تعول على بيل ليجوب المهرجانات بطائرته الخاصة. غير انه سيتحتم على فريق هيلاري تخفيض تطلعاته بعض الشيء اذ بدا واضحا منذ مطلع عهد كلينتون الاول ان الرأي العام لا يحبذ فكرة الازدواجية هذه.
وان كانت اصداء الفضائح تبددت، الا انه لا تزال هناك مناطق من الولايات المتحدة حيث يكفي مجرد اسم كلينتون لتحريك مخاوف الجمهوريين المتشددين.