علي ال غراش من بيروت: طالب المرجع الديني محمد حسين فضل الله السلطات العراقية الرسمية بتوفير كل الأجواء الملائمة لتوحيد العراقيين في مواجهة كل محاولات الفتنة والتمزّقات المذهبية التي تسعى لها أكثر من جهة داخلية وخارجية، لاسيما القوات الأميركية التي يعمل على تشجيعها بطرق مباشرة وغير مباشرة حسب قوله.

كما أكد فضل الله وجوب العمل على جميع المستويات لإخراج quot;المحتلquot; من العراق تمهيداً لبناء العراق السيد الحرّ المستقل.

جاء ذلك خلال لقائه وفدًا عراقيا برئاسة السفير صادق الركابي quot;المستشار السياسي لرئيس الوزراء العراقي نور المالكيquot; ، اليوم حيث تم تناول و بحث تطورات الملف العراقي ومعاناة الشعب العراقي بفعل التواجد الأميركي والحركات التكفيرية. كما جرى استعراض علاقات العراق مع الجوار وسبل الوصول إلى صيغ تفاهم من شأنها المساهمة في حفظ الواقع السياسي والأمني في الداخل العراقي.

كما دعا فضل الله العراقيين إلى ضرورة اغتنام أي فرصة ممكنة لإحياء اللقاءات الشعبية والعشائرية التي من شأنها محاصرة أجواء التشنّج المذهبي والطائفي التي تحركها جماعات التكفير، مشدداً على وجوب العمل على جميع المستويات لإخراج القوات الأجنبية من العراق تمهيداً لبناء العراق السيد الحرّ المستقل، لأن استقرار العراق ووحدته واستمراريته رهن بخروج القوات الأجنبية، وأشار فضل الله إلى أهمية بروز مواقف عراقية حاسمة ترد على المسؤولين الأميركيين الذين يتحدثون بصراحة عن أطماعهم في البقاء طويلاً في العراق.

من جهة أخرى، وحول الملف اللبناني، أكد المرجع فضل الله، أن الإدارة الأميركية لا تزال تفكر في استخدام لبنان كورقة، وتمنع الحل الذي تعتبر أنه يعطي المقاومة نصراً داخلياً، متسائلاً عن السبب الذي يدفع وراء التركيز على ثقافة الهزيمة واستحضار الخامس من حزيران بكل هواجسه، وعدم استحضار انتصار المقاومة على إسرائيل من خلال التحرير عام 2000 والحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

وتساءل فضل الله عن أسباب التركيز على ثقافة الهزيمة والعمل على تناسي الانتصارات في واقعنا العربي والإسلامي؟!
وقال:quot;ولماذا يراد للأمة أن تعيش هواجس الخامس من حزيران ولا تستحضر النصر الذي تجلّى في هزيمة الجيش الإسرائيلي في لبنان، تارة من خلال التحرير، وطوراً من خلال النصر الذي حققته المقاومة في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان؟quot;.
مؤكدا أن على النخب العربية والإسلامية أن تكون إلى جانب قواعدها، وأن ترتفع إلى مستواها فيما هي مسألة الأصالة وأن لا تغيب عن الساحة الميدانية في حركة التثقيف وفي الحضور الميداني أمام التحديات، لا أن تظلّ المسافة بينها وبين القواعد في حركة تباعد وتنافر.

ويرى فضل الله أن هناك عملاً لمعاقبة المقاومة في لبنان لأنها انتصرت على إسرائيل ويراد تقديمها على أساس أنها العبء الذي لا يمكن للأمة أن تتحمله، في الوقت الذي تستمر الجهود لبلورة ما تسميه وزيرة الخارجية الأميركية، quot;تحالف المعتدلينquot; في المنطقة، والذي يراد إدخال إسرائيل فيه إلى جانب بعض الدول العربية، فيما تحدث عنه المسؤولون الإسرائيليون من تحالف أسست له الحرب على لبنان، لأنه يراد للأمة أن تتحالف مع جلادها وأن تقسو على مجاهديها لأنهم بلوروا لها مرحلة مهمة من مراحل النصر في حياتها، وخصوصاً أن هناك في طول العالم العربي وعرضه من يخاف من الانتصار، لأنه يخاف من تبعاته وهمومه.

وشدد السيد فضل الله على أهمية تكامل الجهود إسلامياً وعربياً لإخراج المحتل من العراق، مشيراً إلى وجود مقاومة شريفة من أهل السنة والشيعة، وإلى وجود من يتعاون مع الاحتلال من السنّة والشيعة أيضاً، مشدداً على بلورة حركة عربية وإسلامية فاعلة لنصرة الشعب العراقي وحماية الشعب الفلسطيني من الإرهاب الإسرائيلي وحرب الإبادة التي يشنها على الفلسطينيين.