الياس توما من براغ : أظهر استطلاع جديد للرأي استمرار رفض أغلبية المواطنين التشيك وضع القاعدة الرادارية الأمريكية المتطورة في بلادهم كجزء من الدرع الصاروخـــي الذي تريد الولايات المتــحدة إقامتـــــه في وسط أوروبــــا رغم الحملة quot;الاقناعية quot; التي تقوم بها الحكومة التشيكية زيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى تشيكيا مطلع الشهر الحالي .

وأكد الاستطلاع الذي قامت به وكالة فاكتوم لصالح وزارة الخارجية التشيكية أن 64% من التشيك يرفضون وضع الرادار الأمريكي في بلادهم مقابل دعم ثلث التشيك فقط لوضع هذا الرادار .وعلى خلاف مواقف بعض الأحزاب السياسية ومنها الحزب الاجتماعي الديمقراطي أقوى أحزاب المعارضة في البرلمان التي تعبر عن استعدادها لدعم وضع الرادار في تشيكيا في حال اعتباره جزءا من النظام الدفاعي الجماعي لحلف الناتو فقد عبر 55% عن موقف سلبي أيضا من وضع الرادار حتى لو أدرج ضمن منظومة الناتو ويقول القائمون على الاستطلاع إن الديناميكية التي اتصفت بها النقاشات في الفترة الأخيرة داخل تشيكيا حول الدرع الصاروخي في إطار حلف الناتو لم تؤثر بشكل ايجابي بارز على الرأي العام وان التبرير الرئيسي للرافضين لوضع الرادار يقول بان وضع الرادار في بلادهم سيزيد من المخاطر الأمنية على تشيكيا أما المؤيدين فيبررون موقفهم بالقول بان وضع الرادار سيؤمن الحماية لبلدهم من الدول الخطرة .

وقد تزامن الإعلان عن نتائج هذا الاستطلاع مع تنظيم استفتاء جديد في منطقة ميروشوف التشيكية عبر فيه 867 مواطنا من اصل 897 شاركوا فيه عن دعمهم لقيام المجلس البلدي بمختلف الخطوات لمنع وضع الرادار في هذه المنطقة القريبة من منطقة بردي العسكرية حيث يريد الأمريكيون وضع قاعدتهم الرادارية فيها .وكانت تسع بلدات أخرى مجاورة قد نظمت استفتاءات مماثلة للسكان فيها خلال الأسابيع القليلة الماضية وقد رفضوا فيها وبشكل بشكل واسع وحازم موضوع وضع الرادار غير أن هذه الاستفتاءات لا تعتبر ملزمة بالنسبة للحكومة أو للبرلمان وبالتالي فان قرار السماح للأمريكيين بوضع القاعدة يظل بأيدي الحكومة والبرلمان إلا إذا شرع البرلمان قانونا دستوريا خاص بالاستفتاءات يمكن على أساسه تنظيم استفتاء بخصوص الرادار الأمر الذي لا تدعمه حكومة ميريك توبولانيك لأنها تعرف مسبقا أن المزاج السياسي السائد لدى السكان يقول : لا للوجود العسكري الأمريكي في تشيكيا .