الياس توما من براغ : أثارت الكلمة التي ألقاها رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك في حفل إسرائيلي في براغ ونشر نصها على موقع رئاسة الحكومة على الانترنت استياء واسعا لدى الأوساط العربية بمختلف مستوياتها ونشاطاتها لما تضمنت ليس فقط من عبارات تزلف لإسرائيل وإنما أيضا لما احتوته من تجاهل لحقائق الصراع الشرق أوسطي ومن تهجم قوي على العرب.
ورأى مراقبون في براغ بان الكلمة عكست من جديد ابتعاد الموقف السياسي التشيكي عن الموضوعية والتوازن تجاه صراع الشرق الأوسط وانحيازه بشكل أعمى لإسرائيل واعتبر البعض
ان مثل هذا التهجم على العرب لم يكن ليحدث لو عرف توبولانيك بان الرد العربي على كلماته سيكون قويا بالشكل الذي يوازي تهجمه عليهم ونعتهم بالبربرية.

وكان توبولانيك قد عبر في كلمته في البداية عن افتخاره لكون بلاده قد ساهمت في quot; نضال الإسرائيليين من اجل دولتهم quot; وأن التشيك على حد قوله يستقبلون بفرح حقيقي العيد الوطني لإسرائيل لان دولة إسرائيل حاملة لنفس القيم التي نتبناها نحن وهي التي تدافع عنها بقوة في المنطقة حيث الحرية والديموقراطية ليست حياتهما سهلة quot;.

واعتبر أثناء تطلعه إلى المستقبل quot; بأن إسرائيل وفي المقام الأول رسول شرق أوسطي لنفس القيم التي تتبناها أوروبا وأن تحالفنا القوي لا يمكن أن يقوم وهو ــ لا يقوم ــ على مظالم الماضي فقط ولا على المساعدة في الكفاح وإنما يقوم على الوعي بان الحرية هي القيمة المشتركة الأعلى لنا، القيمة التي يقاس بها كل شيء ، القيمة التي منحت لنا من قدرة علية quot;

وأضاف :quot; وعندما أتابع الكفاح المتواصل والناجح للإسرائيليين من اجل المحافظة على الحضارة من هجمات البربرية فان ذلك يثير التفاؤل بي.التفاؤل بأنه في هذه المنطقة التي تعيش ألاما يمكن أن تصبح يوما متصلة من خلال قيم مشترك وأنها يمكن أن تصبح مكانا ومجالا للحرية والأمن والازدهار والسلام quot;. واعتبر أن quot; دولة إسرائيل هي جزيرة لحالة شذوذ ايجابي ، جزيرة للحرية والديمقراطية في منطقة معقدة ومتفجرة وأن هذا الأمر هو السبب الرئيسي الذي يتوجب علينا أن ندعمكم ونحن نريد دعمكم quot;. وتابع : quot; إنني أقول دائما بان أوروبا ليس لها حدود جغرافية فأوروبا موجودة في كل مكان تسري فيه القيم المحددة بوضوح ، وبالتالي فان إسرائيل بهذا المعنى هي أوربية كما أن حضارتنا عدا ذلك هي أيضا حضارية يهودية quot;.