مصادر: إدلاؤهم بمعلومات كانت وراء رفع درجة التأهب الأمني
المغرب يحقق مع 16 من الباحثين عن معسكرات القاعدة

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: من المنتظر أن يواصل قاضي التحقيق بملحقة محكمة الإستئناف بسلا، الأسبوع المقبل، الاستنطاق الإعدادي مع 16 شخصًا متهمينبالإنتماء إلى خلية إرهابية كانت تبحث عن طرق للوصول إلى معسكرات التدريبات التابعة لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي التسمية الجديدة لجماعة السفية للدعوة والقتال الجزائرية، حسب ما ذكرته مصادر قضائية لـ quot;إيلافquot;. وأبرزت المصادر أنه تقرر، بعد استنطاقهم للمرة الأولى، ترك شخص واحد في حالة سراح بعد إخضاعه للمراقبة القضائية واعتقال الآخرين.

ويأتي التحقيق مع المتهمين بعد توجيه النيابة العامة للأظناء إتهمات حولquot;تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطر بالنظام العام عن طريق التخويف والترهيب والعنف، وعقد اجتماعات عمومية من دون تصريح مسبق، والانتماء إلى جماعة دينية متطرفةquot;. وكشفت محاضر الأمن أن 12 من المتهمين، الذين أحيلوا أمس الاثنين على القاضي، ينتمون إلى خلية تنشط في منطقة تيط مليل والباقي ينتمون إلى خلية أخرى موجودة بعمالة الحي المحمدي عين السبع.

وذكرت أن أحد عناصر هذه الخلية الأخيرة كان يعمل صلة وصل بين الخليتين ويرتب لقاءات تجمع جميع الأعضاء، وساهم بشكل فعال في ترسيخ الأفكار التخريبية وتحميسهم على اقتراف الأفعال الإرهابية. كما أنهم كانوا يواظبون على ولوج المواقع الخاصة بـ quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربيquot; للبحث عن طرق الوصول إلى معسكرات التداريب التابعة لهذا التنظيم.

وأوضحت أن بعض العناصر تسللت منهم إلى التراب الجزائري مشيًا على الأقدام، خلال شهر أيار (مايو) الماضي، وجرى إيقافهم وترحيلهم إلى أرض الوطن بعد محاكمتهم بتهمة الهجرة السرية. وأبرزت المصادر أن المعتقلين كانوا قد أدلوا بمعلومات،إلتقت من حيث الأهمية مع تقارير استخبارتية أجنبية، دفعت المغرب إلى رفع التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى تحسبًا لوقوع اعتداءات إرهابية خطرة.

عززت السلطات الأمنية إجراءات الحراسة والمراقبة في مختلف المدن المغربية، في حين انتشرت بكثافة قوات الأمن والقوات المساعدة، منذ صباح أول أمس السبت، وسط المدن، وبالقرب من الفنادق والمباني الأجنبية، كما شددت من عمليات التحقق من وثائق الراغبين في ولوج بعض الأماكن السياحية.
وعملت مختلف الإدارات والمصالح الحيوية، خاصة الأمنية، على نصب متاريس حديدية بجانب مقارها، لمنع وقوف أي سيارة بقربها، كما جرى نصب حواجز تفتيش عند مداخل بعض المدن ومخارجها.

وتزامن ارتفاع مستوى هذه التهديدات مع بث quot;أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة ببلاد الملثمينquot; كلمة صوتية للمتحدث الرسمي باسم التنظيم، يؤيد فيها quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، قبل أن يوجه رسالة مساندة وquot;وحدةquot; إلى المدعو أبو مصعب عبد الودود، الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي في الجزائر.

ودعا المتحدث باسم التنظيم إلى quot;نصرة المسلحين والوقوف في صفهمquot;، مع دعوة quot;الشباب في الصحراء إلى الانضمام إليهمquot;، وأضاف قائلاً quot;على رأس أهدافنا كل من يعمل في الجيش والدرك الملكي والشرطةquot;، وكذا quot;المباني الحكومية والتجمعات العسكرية أو ما يصطلح عليه بـ(الكوميساريات)، فإنها هدف لناquot;.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان جان لوي بروغيير، القاضي الفرنسي المتخصص في قضايا الإرهاب، أن درجة التهديد الإرهابي لفرنسا والمغرب العربي، ارتفعت بشكل ملحوظ، وأن هناك تهديدات إرهابية موجهة للمغرب، خصوصًا مع اقتراب إجراء الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في 7أيلول المقبل.

وأوضح القاضي الفرنسي، في ندوة صحافية في مدريد، أن ارتفاع درجة التهديد الإرهابي ضد دول المنطقة يعود بالأساس إلى الأوضاع، التي يجتازها العراق، والتي غذت الشبكات المتطرفة المستقرة في فرنسا، وأن إسبانيا وإيطاليا ضمن قائمة الدول المهددة، إضافة إلى الجزائر طبعًا.

وذكر بروغيير أن العنصر الجديد، الذي يغذي هذه المخاوف، يعود إلى تقوية الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي أعلنت في شتنبر الماضي انضمامها إلى شبكة أسامة بن لادن، وسمت نفسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي أول مرة يصبح فيها للقاعدة وجود تنظيمي محدد في المنطقة. واعتبر القاضي الفرنسي أن هذه البنية التنظيمية من شأنها تمكين القاعدة من استقطاب أتباع في مجموع دول المغرب العربي.