في المغرب: رفع درجة اليقظة الأمنية إلى أعلى مستوى
المواطنون غير آبهين بتهديدات القاعدة
المغرب: وزير الداخلية يجتمع الى المستثمرين
شبح السيارات المفخخة يهدد المغرب |
أحمد نجيم من الدار البيضاء: وزارة الداخلية المغربية تسعى إلى تعبئة جميع المغاربة وتحسيسهم بالتهديدات الإرهابية المحتملة للمغرب. الوزارة تعول على المواطنين، كل حسب موقعه، للتصدي لكل هجوم إرهابي محتمل. فبعد اجتماع أمني رفيع المستوى الجمعة المنصرم أعلن فيه عن رفع درجة التأهب إلى الحد الأقصى، التقى وزير الداخلية المغربي شكيب بنموسى والوزير المنتدب في الداخلية فؤاد عالي الهمة مساء اليوم الاثنين بالعاصمة الرباط مع الفاعلين الاقتصاديين في القطاعين العام والخاص.
ودعا وزير الداخلية المغربي quot;مجموع الفاعلين الاقتصاديين العموميين والخواص إلى الانخراط أكثر في مكافحة الإرهاب عبر تعزيز إجراءات السلامة والأمن على مستوى مؤسساتهمquot;، مؤكدا، حسب بيان للوزارة، أن رفع درجة التأهب إلى الحد الأقصى أدى إلى تعزيز التدابير الأمنية من خلال انتشار أفضل لقوات الأمن. خصص quot;لتحسيسهم بالتهديدات الإرهابية المحتملة التي تتربص ببلادنا وبالتدابير التي يتعين اتخاذها لضمان أمن المواطنين والممتلكاتquot;.
وأضاف البيان أن الاجتماع حضره كريم غلاب وزير التجهيز والنقل وعادل الدويري وزير السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي ورشيد الطالبي العلمي الوزير المنتدب لدى الوزير الأول المكلف بالشؤون الاقتصادية والعامة ومسؤولين بالمصالح الأمنية، بالإضافة إلى رئيس فيدرالية أرباب المقاولات بالمغرب مولاي حفيظ العلوي وعدد كبير من رجال المال والأعمال، وقد قدمت عروضا توضيحية حول تدابير اليقظة المتخذة على مستوى مختلف القطاعات والتي يفرضها قرار رفع مستوى التأهب. الوزارة اعترفت أن التدابير الجديدة قد تربك المواطنين.
المواطنون غير آبهين بتهديدات القاعدة
هذا و لم تتأثر الحياة اليومية في المغرب نهاية الأسبوع الجاري، ولم يغيروا عاداتهم في الخروج إلى التبضع أو إلى قضاء سهرات في مطاعم المدن الكبرى. ليلة السبت في العاصمة الرباط، لم يأبه، كثيرا، المواطنون لتهديد كانت أطلقته وزارة الداخلية المغربية بخصوص quot;احتمال وقوع عمليات إرهابية خطيرةquot;، الوضع نفسه عاشته ليلة الجمعة مدينة مراكش، إذ استمرت جميع الأنشطة، ولم تلاحظ تشديدات أمنية بمواقع حساسة كمحطات القطار والمطاعم التي يحجها السياح والمقاهي الواقعة بشارع محمد السادس وسط المدينة. نهاية الأسبوع الجاري شهدت كذلك، توافد آلاف المغاربة إلى البحر للاستمتاع بمياه البحر وبأجواء الصيف.
يظهر أن المغاربة استجابوا لنداء وزارة الداخلية، إذ أكد محيي الدين أمزازي، المحافظ المدير العام للشؤون الداخلية بوزارة الداخلية، أن الاجتماع الأخير الذي ترأسه وزير الداخلية شكيب بنموسى والوزير المنتدب فؤاد عالي الهمة وكبار المسؤولين الأمنيين بالمغرب أكد على الدور quot;الطلائعي والرائد الذي يلعبه المواطنون في مواجهة مثل هذه الظاهرات الخطيرةquot;، كما أوضح أن الاجتماع quot;تدارس إمكانية تطوير التنسيق والتعبئة بين المصالح الأمنية والإدارات الترابية والنظر في الإمكانيات الكفيلة بتعبئة المواطنينquot;.
وكان المسؤول نفسه أكد رفع quot;درجة اليقظة والحذر إلى أعلى مستوى، وقال في هذا السياق quot;نحن الآن أمام تهديد من مستوى عالquot; ولم يحدد طبيعة هذا المستوى. ووفق معلومات حصلت عليها quot;إيلافquot; فإن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الإرهابي، يسعى إلى تنفيذ اغتيالات لبعض الشخصيات. ولمواجهة هذا التهديد ألغت الإدارة العامة للأمن الوطني كافة عطل مسؤوليها، إذ لن يتمكن هؤلاء من الاستفادة من العطلة الصيفية.
وكان الجيش المغربي قد انتشر نهاية الأسبوع في الجنوب المغربي، تحسبا لانسلال أعضاء تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، كما شهدت المدن الشمالية المغربية حالة تأهب قصوى، وكانت المخابرات المغربية تلقت أنباء من المخابرات الإسرائيلية والأميركية والأوربية بوقوع وشيك لعمليات إرهابية، وقد أعلن عن حالة استنفار قصوى في قوات الجيش والدرك والأمن، كما استدعي جميع أفراد هذه القوات للعودة إلى عملهم ولن يحصل هؤلاء على عطلهم الصيفية لهذه السنة.
وكانت قناة quot;الجزيرةquot; القطرية، بثت قبل أيام جزءا من شريط لتنظيم القاعدة الإرهابي في بلاد المغرب الإسلامي، وظهر في الجزء المتبقي الذي حصلت عليه المخابرات المغربية، أسماء إرهابية لمغاربة كان مبحوثا عنهم. مدن كثيرة مستهدفة من هذه الهجومات الإرهابية المحتملة، وهو ما يجعل صيف هذه السنة ساخنا في المغرب.
ويخشى المغرب تفجيرات إرهابية شبيهة لما حدث في الجزائر قبل أشهر، إذ أجريت الاحتياطات لإحباط كل محاولة إرهابية تستهدف مصالح حيوية للدولة أو سياحية، عبر سيارات مفخخة.
وكان الربيع شهد هو الآخر أحداثا إرهابية، إذ أقدم إرهابي على تفجير نفسه يوم 11 مارس أذار المنصرم بمقهى للأنترنيت بسيدي مومن، بعد ذلك بحوالي شهر، حدثت تفجيرات انتحارية ذهب ضحيتها عميد شرطة بالإضافة إلى أربعة انتحاريين بحي الفرح يوم عاشر نيسان، وبعد ذلك بأربعة أيام شهد شارع مولاي يوسف في الدار البيضاء تفجير أخوين لنفسيهما دون أن يؤدي ذلك إلى قتلى في صفوف المدنيين، وقد نفى وزير الداخلية وجود علاقة بين هذه التفجيرات وبين تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، لكن رفع حالة التأهب الأمني القصوى تثبت عكس ما ذهب إليه الوزير المغربي.
التعليقات