أحمد نجيم من الدار البيضاء:

وصف الوزير الأول المغربي إدريس جطو اليوم الحكم الذاتي المقترح من قبل المغاربة لحل قضية الصحراء بانه quot;عرض شامل غير قابل للانتقاءquot;، وأضاف المسؤول الحكومي أن مبادرة المغرب quot;تعد الإطار الوحيد الممكن للمفاوضات ونقطة الوصول الحتمية لهذا المسلسل التفاوضيquot;.

إدريس جطو
أشار الوزير الأول في تصريح أمام البرلمان، إلى التلاحم القوي بشرعية وحدة كيانه وسيادته الوطنية وحقوقه التاريخية والتحام كل قواه الحية، حول هذا المشروع.

وبخصوص الجولة الثانية من مفاوضات المغرب مع البوليساريو شهر أغسطس آب المقبل بمانهاست، ضاحية نيويورك، قال جطو إن المغرب سيعمل بكل حزم وثقة على التحضير للمفاوضات، ولم يكشف معطيات حول تلك التحضيرات.

من جهته أوضح وزير الداخلية شكيب بنموسى، الذي قاد الوفد المغربي المفاوض، اليوم في اجتماع مجلس الحكومة، بأن مجلس الأمن الدولي يعطي الأسبقية للمبادرة المغربية، ووصفها بـquot;المنطقية والجدية وبقابليتها للإغناء في إطار التفاوض التوافقيquot;. وأكد الوزير المغربي أن مبادرة المغرب تنص على أن مقترح الحكم الذاتي سيطرح على السكان المعنيين خلال استشارة استفتائية حرة تكرس، وفقا للشرعية الدولية، مبدأ الحق في تقرير المصير.

وتحدث بنموسى، حسب تصريح للناطق الرسمي للحكومة، عن الدعم الدولي الكبير الذي لقيته المبادرة، واعتبرها quot;السبيل الوحيد quot;للم شمل كل الصحراويين وإنهاء المأساة الإنسانية التي يعيشها إخواننا في مخيمات تندوفquot;.

وأعاد كبير المفاوضين أن المغاربة توجهوا إلى المفاوضات بنية صادقة ويد ممدودة واثقة بأن المبادرة التي طرحها تشكل حلا واقعيا ومسؤولا لأنها تستند إلى الشرعية الدولية وتستلهم أرقى نماذج الحكم الذاتي المعتمدة في الدول الديمقراطية.

وبخصوص الجولة الثانية من المفاوضات، أكد وزير الداخلية أن الوفد المغربي سيتوجه إلى هذه الجولة مسلحا بمبادئ أساسية قوامها سيادة المغرب على أراضيه، وقويا بوحدته الترابية وسيادته الوطنية، وبالتحام كل قواه الحية تحت القيادة الرشيدة للملك محمد السادس.

وكان العاهل المغربي محمد السادس استقبل بداية الأسبوع الجاري الوفد المفاوض، وطلب منه إطلاع الحكومة ومجلس النواب بتفاصيل المفاوضات.

تجدر الإشارة إلى أن الجولة الأولى من المفاوضات جرت يومي 18 و19 يونيو حزيران بمانهاست، واعتبرها أعضاء من الوفد المغربي إيجابية، في حين تضاربت أحكام وفد البوليساريو بين مشكك ومتفائل.

وكان نزاع الصحراء الغربية قد اندلع منذ العام 1975، بعد خروج المستعمر الإسباني وضم المغرب المحافظات الصحراوية إليه، وبعد أشهر نشأت جبهة البوليساريو بدعم ليبي في البداية ثم جزائري فيما بعد تطالب باستقلال المحافظات وتأسيس quot;الجمهورية العربية الصحراوية الديموقراطية الشعبيةquot;.