الامم المتحدة: ترمي خطة الحكم الذاتي التي طرحها المغرب لانهاء ازمة طويلة الامد حول اراضي الصحراء الغربية الى استمالة مجلس الامن للموافقة عليها مع تقديم تعهدات بمنح الاقليم سلطات موسعة تتراوح من تولي مهام الامن الى جمع الضرائب.وتلقى الخطة التي قدمت الى الامين العام للامم المتحدة بان جي مون يوم الاربعاء قبولا لدى بعض الاعضاء الرئيسيين بالمجلس. ولكنها تستبعد مجددا اقامة دولة ولهذا فانها لا تلبي مطالب جهات اخرى تدعم جبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء الغربية.

وسيتحتم على المجلس مناقشة النزاع المستمر منذ ثلاثة عقود حول المنطقة الغنية بالموارد في وقت لاحق من هذا الشهر عندما يحين تجديد التفويض لبعثة حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والبالغ قوامها 220 فردا.وقد يدعو المجلس الذي يضم 15 دولة الى اجراء مفاوضات بين المغرب وجبهة البوليساريو المدعومة من الجزائر وهي مسألة أوصى بها الامين العام السابق للامم المتحدة كوفي عنان ويقول الجانبان الان انهما مستعدان لها.

وتتمثل المشكلة في ان المسؤولين المغاربة في العاصمة الرباط وجبهة البوليساريو يصدرون اراء متضاربة بشأن الموضوع الذي يجب ان تتناوله هذه المحادثات. فالموضوع بالنسبة للمغرب يتعلق بتفاصيل الحكم الذاتي ولكن بالنسبة لجبهة البوليساريو يتمثل في كيفية اجراء استفتاء يتاح من خلاله للصحراويين الحق في اختيار الاستقلال التام.

ورفض مسؤولو البوليساريو بالفعل المبادرة المغربية في حين قلل دبلوماسيون مغاربة من اهمية اقتراح مضاد قدمته البوليساريو للامم المتحدة قبل يوم من تقديم المغرب لخطته.ويعيش في الصحراء الغربية التي كانت ذات يوم مستعمرة اسبانية نحو 260 الف شخص واصبح النزاع فيها اقدم نزاع على اراض في افريقيا.

وضم المغرب الصحراء الغربية عام 1975 عقب انسحاب الاستعمار الاسباني مما أدى الى نشوب حرب عصابات على نطاق محدود مع جبهة البوليساريو.وتضمن اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه عام 1991 برعاية الامم المتحدة وعدا باجراء استفتاء حول مصير الصحراء الغربية لكنه لم ينفذ قط واصبحت الرباط تستبعده الان قائلة ان الحكم الذاتي هو اقصى ما يمكن ان تقدمه.

وتدعو خطة المغرب للصحراء الغربية التي اطلعت عليها رويترز الى اجراء انتخابات مباشرة يختار فيها الصحراويون برلمانا اقليميا يتولى مهمة اختيار رئيس الحكومة الذي سيقوم بدوره بتعيين مجلس للوزراء.وستتضمن سلطات الادارة المحلية تولي مهام الامن وجمع الضرائب والتنمية الاقتصادية والتعليم والرعاية الاجتماعية. لكنه الخطة لا تزال غير واضحة حول ما اذا كانت قوة الشرطة المحلية قد تخضع لسلطة اعلى في الرباط.

وستحتفظ الحكومة المغربية بالسيطرة على الامن القومي والدفاع والعلاقات الخارجية والعملة والنظام القانوني للمملكة.وليس من الواضح ايضا من الذي ستكون له السيطرة في نهاية المطاف على موارد الصحراء التي تشمل الفوسفات ومصايد اسماك وربما حقول نفط.وتتحدث الخطة عن حصول الصحراء على حصة من الايرادات التي تجمعها الدولة.

ويقول المغرب ان الاشياء المبهمة في الخطة هي احدى مميزاتها.وقال مصطفى ساهل سفير المغرب في الامم المتحدة في مقابلة اجرتها معه رويترز ان الامر لا يتعلق بقبولها او رفضها كلية فالمبادرة منفتحة امام حلول وسط يتم التوصل اليها من خلال التفاوض للسماح للصحراويين باضافة اشياء ذات قيمة.

واعلنت فرنسا الحليف الدائم للمغرب تأييدها للمبادرة. كما رحبت الولايات المتحدة التي تود ان ترى نهاية للمشكلة بالخطة ووصفها وكيل وزارة الخارجية نيكولاس بيرنز بأنها quot;جادة ويعتد بهاquot;.لكن دبلوماسيين يقولون انه لا يوجد ما يشير الى ان الرباط مستعدة لتقديم تنازلات بشأن الاستقلال وهو الموضوع الاساسي بالنسبة للبوليساريو والجهات الداعمة لها في العالم النامي.

ويقول اقتراح البوليساريو الذي اطلعت عليه رويترز ايضا انها مستعدة للتفاوض مع المغرب حول سبل اجراء quot;استفتاء حقيقيquot; يقدم quot;الخيار بين الاستقلال والاندماج في المملكة المغربية والحكم الذاتي.quot;

وقال مسؤول جزائري رفيع ان مجلس الامن لا يستطيع ان يجبر البوليساريو على مفاوضات الحكم الذاتي وانه في حين تدعم باريس وواشنطن المغرب فان اعضاء اخرين بينهم جنوب افريقيا وبيرو وبنما يدعمون حق تقرير المصير.وقال المبعوث الجزائري الخاص عبد الله بعلي انه اذا جرت مفاوضات فستكون على اساس الاقتراحين اللذين طرحهما المغرب وجبهة البوليساريو او لن تكون هناك اي مفاوضات على الاطلاق.