أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: قرر المغرب اعتماد مخطط أمني جديد لمواجهة التهديدات الإرهابية التي ما زال خطرها قائما بعد ان تضاعف خلال الفترة الأخيرة نشاط الخلايا المتطرفة التابعة للقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية.

وحمل وقوف هذا الخطر على الأبواب وتجديد تهديداته في الأيام الأخيرة، الحكومة على التعجيل بعقد اجتماع مهم بالرباط مؤخرا ترأسه الوزير الأول ادريس جطو، وحضره شكيب بن موسى وزير الداخلية، وفتح الله ولعلو وزير المالية والخوصصة وفؤاد عالي الهمة الوزير المنتدب بالداخلية ومسؤولون سامون في الأمن وعدد من مساعدي وزير المالية، وذلك للإعلان عن أن هذه الاستراتيجية الأمنية، التي تمتد لعدة سنوات، و ستنفذ فورا.

وانصب هذا الاجتماع على بحث معمق والمصادقة على المخطط الذي يهدف إلى تعزيز بشكل جوهري الوسائل الموضوعة رهن إشارة مصالح الأمن، وتحديثها في أفق إعادة انتشار فوري يضمن تأطيرا ترابيا ناجحا.

وحظيت هذه الاستراتيجية، التي أعدت بدقة من قبل كافة مصالح الأمن العاملة في تنسيق تام لمواجهة الخطر الإرهابي ومحاربة الجريمة بجميع أشكالها، بانخراط قوي ودعم من الوزير الأول، الذي أشاد بمختلف مصالح الأمن التي أعدتها.

كما ذكر جطو بعبارات واضحة بأن أمن المواطنين لن يكون موضع مساومة، وأن الاقتصاد والأمن يسيران بشكل متواز، مضيفا أن أحدهما لايستقيم دون الآخر.

ويأتي هذا الإجراء بعد أسابيع من إعلان رفع درجة التأهب الأمني إلى الدرجة القصوى بعد تجميع معلومات تفيد عن احتمال قرب تعرض المغرب لاعتداءات إرهابية خطيرة.

وتزامن ارتفاع مستوى هذه التهديدات مع بث quot;أنصار الإسلام في الصحراء المسلمة ببلاد الملثمينquot; كلمة صوتية للمتحدث الرسمي باسم التنظيم، يؤيد فيها تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot;، وهي التسمية الجديدة للجماعة السلفية للدعوة والقتال، قبل أن يوجه رسالة مساندة وquot;وحدةquot; إلى المدعو أبو مصعب عبد الودود، الأمير الوطني للتنظيم الإرهابي في الجزائر.

ودعا المتحدث باسم التنظيم إلى quot;نصرة المسلحين والوقوف في صفهمquot;، مع دعوة quot;الشباب في الصحراء إلى الانضمام إليهمquot;، وزاد قائلا quot;على رأس أهدافنا كل من يعمل في الجيش والدرك الملكي والشرطةquot;، وكذلك quot;المباني الحكومية والتجمعات العسكرية أو ما يصطلح عليه بـ(الكوميساريات)، فإنها هدف لناquot;.

وتأتي هذه التطورات بعد أيام من إعلان جان لوي بروغيير، القاضي الفرنسي المتخصص في قضايا الإرهاب، أن درجة التهديد الإرهابي لفرنسا والمغرب العربي، ارتفعت بشكل ملحوظ، وأن هناك تهديدات إرهابية موجهة للمغرب، خصوصا مع اقتراب إجراء الانتخابات التشريعية المقرر تنظيمها في 7 أيلول المقبل.

وأوضح القاضي الفرنسي، في ندوة صحافية في مدريد، أن ارتفاع درجة التهديد الإرهابي ضد دول المنطقة يعود بالأساس إلى الأوضاع، التي يجتازها العراق، والتي غذت الشبكات المتطرفة المستقرة في فرنسا، معتبرا أن إسبانيا وإيطاليا ضمن قائمة الدول المهددة، إضافة إلى الجزائر طبعا.

وذكر بروغيير أن العنصر الجديد، الذي يغذي هذه المخاوف، يعود إلى تقوية الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، التي أعلنت في ايلول الماضي انضمامها إلى شبكة أسامة بن لادن، وسمت نفسها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وهي أول مرة يصبح فيها للقاعدة وجود تنظيمي محدد في المنطقة. واعتبر القاضي الفرنسي أن هذه البنية التنظيمية من شأنها تمكين القاعدة من استقطاب أتباع في مجموع دول المغرب العربي.

وكان المغرب وإسبانيا أعلنا، مؤخرا عن تعزيز إجراءات المراقبة على حركة انتقال المسافرين بين البلدين عبر مضيق جبل طارق، تحسبا لاعتداءات إرهابية محتملة.