quot;إيلافquot; من بيروت : لمناسبة quot;اليوم العالمي للمفقودينquot; في 30 آب / أغسطس عقدت quot;لجنة اهالي اللبنانيين المعتقلين في السجون السوريةquot; وquot;اللجنة السورية لانقاذ حياة سجناء الرأي والضمير في السجون السوريةquot;، وquot;هيئة دعم المعتقلين والمنفيين اللبنانيين - سوليدquot; مؤتمرا صحافيا لبنانياً - سورياً مشتركاً في حديقة جبران خليل جبران - ساحة رياض الصلح امام مبنى الأمم المتحدة في بيروت.

وتلا غازي عاد باسم quot;سوليدquot; بيان جاء فيه: نجتمع اليوم لإحياء quot;يوم المفقودين العالميquot;، رمزية هذا اليوم لا تعني اننا نتذكر أحباء لنا ليوم واحد فقط بل هو صرخة لنقول انهم في وجداننا ابدا رغم الايام والشهور والسنين المليئة بالقلق والخوف والمعاناة.

وانطلاقا من رمزية هذا المكان حيث ما زال اعتصام اهالي المعتقلين اللبنانيين في السجون السورية مستمرا منذ سنتين وخمسة اشهر امام مبنى الامم المتحدة، نتذكر اليوم كل المعتقلين والمخفيين قسرا ونخص بالذكر اخوتنا وأخواتنا الذين هم ضحايا إخفاء قسري على يد اجهزة المخابرات السورية.

واضاف : quot;انه يوم الذين حُرموا من حريتهم خلافا لإرادتهم وخلافا لكل القوانين الدولية. انه يوم الذين رفضت وترفض السلطات السورية الافصاح عن مصيرهم وأماكن وجودهم والسماح للمؤسسات الدولية بزيارة السجون للكشف على احوالهم الصحية. وتجدر الإشارة هنا الى ان السجون السورية وخصوصا فروع المخابرات والسجون السرية تفتقد الى الحد المقبول انسانيا من الرعاية الصحية مما ادى الى اصابة العديد بأمراض مستعصية وخبيثة تحتاج الى علاج فوري وضروريquot;.

وقال quot;كل التقارير الصادرة عن منظمات حقوق الانسان الدولية ولجنة حقوق الانسان في الامم المتحدة، تؤكد انهم يتعرضون لأدهى اساليب التعذيب الجسدي والنفسي ويُحتجزون في سجون المخابرات تحت ظروف غير انسانية خصوصا ان السياسة العقابية في السجون السورية التي تهدف الى اعادة التأهيل تحولت الى اداة للقصاص والانتقام. انه ايضا يوم الاهل والاصدقاء الذين يعيشون واليأس يأكل نفوسهم وهم ضحايا الألم لأن احباءهم ضائعون ومهمشون. صحيح ان الظروف السياسية، محليا واقليميا، صعبة وخطيرة لكن وبالرغم من كل ذلك تبقى قضية المعتقلين اعتباطا والمخفيين قسرا من الناحيتين القانونية والانسانية من اهم المآسي التي تعيشها المئات من العائلات. فهي قانونية من حيث ان عمليات الاعتقال جرت خارج الاطر والآليات القانونية المعمول بها عالميا، وانسانية من حيث الظروف المأساوية التي يعيشها المعتقلونquot;.

واشار الى انه يوم لإعادة تذكير المجتمع الدولي والمنظمات المحلية والدولية بواجباتها في ايجاد حل عادل لهذه الجرائم المتمادية ضد الانسانية، ولا يمكن القبول بعد اليوم،وفقا للعهد الدولي لحماية كل الاشخاص من الاخفاء القسري، بمنطق التحجج بالظروف السياسية او الامنية للاستمرار في جرائم الاعتقال الاعتباطي والتعذيب والاخفاء القسري على يد الاجهزة الامنية السورية.

وافاد ان التقارير الصادرة عن لجنة حقوق الانسان التابعة للأمم المتحدة في 6 نيسان/ أبريل 2001 وفي 28 تموز 2005 اكدت ان السلطات السورية ما زالت تمارس الاعتقال الاعتباطي والتعذيب والاعدامات غير القانونية في سجونها وإنها لا تقدم معلومات دقيقة وواضحة حول مصير الذين تعتقلهم القوات السورية ثم تنقلهم الى سجونها. هذه التقارير تأتي مناقضة لما يصدر عن السلطات السورية بشكل رسمي.

وبمناسبة يوم المفقودين العالمي يتضامن معنا وفد من من quot;اللجنة السورية لإنقاذ حياة سجناء الرأي والضمير في السجون السوريةquot; ممثلة بالنائب السابق والمعتقل السابق الاستاذ مأمون الحمصي. صحيح ان اللجنة هي في صلب المعارضة السورية لكن وجودها معنا اليوم هو للتضامن الانساني مع قضية محقة وعادلة خصوصا انهم قد اختبروا ويختبرون كل يوم مدى المعاناة وحجم المأساة ومدى الحاجة الى حل.

وقال انه استنادا الى مواد الاعلان العالمي لحقوق الانسان، والعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، ومعاهدة تحريم التعذيب التي تحمي الحق في الحياة والحرية وتمنع الاعتقالات التعسفية، وتضامنا مع مطالب اهالي المعتقلين المعتصمين امام مبنى الامم المتحدة في بيروت منذ 11 نيسان/ أبريل 2005 وحتى اليوم بتشكيل لجنة دولية كاملة الصلاحيات للتحقيق في جرائم الاعتقال الاعتباطي والاخفاء القسري، تعلن اللجنة اضرابا عن الطعام ليوم واحد في خطوة تضامنية تهدف الى التأكيد على ما يأتي:
1
- مطالبة المجتمع الدولي الضغط على السلطات السورية كي تسمح بدخول اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى السجون والمعتقلات السورية كي تشرف بشكل فعال على الاحوال الصحية للمعتقلين ولتقديم العلاج الفوري للذين يعانون من امراض عضال وأمراض مزمنة. عامل الوقت يفرض تحركا فوريا للمصابين بهذه الامراض ولا ينفع الاسف لاحقا.
2
- مطالبة المجتمع الدولي بتشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في جرائم التعذيب والاعتقال الاعتباطي والاخفاء القسري على يد المخابرات السورية والتي تُعدّ جرائم متمادية ضد الانسانية.
خيمة الاعتصام مستمرة وحقنا في ان نعرف المصير وفي ان لا يفلت مَن ارتكب هذه الجرائم من العقاب والمحاسبة، وحقنا في التعويض المعنوي والمادي لضحايا هذه الجرائم ما زالت هي مطالبنا ومن المؤكد ان تضافر جهود كل المعنيين سوف يؤدي بالنتيجة، ومهما طال الزمن، الى احقاق الحق.
الحمصي

ثم تحدث النائب السوري المعارض مأمون الحمصي فضم صوته الى اصوات الامهات لمعرفة مصير ابنائهن. وأكد ان quot;امهات سورية تشارك امهات لبنان معاناتهنquot;، ورأى ان الأوان حان ليقف العالم موقفا انسانيا واضحا، ودعا الى quot;مواقف وقرارات وتأليف لجان دولية فاعلة وليس ان يبقى الدعم دعما كلاميا فقطquot;. وتمنى quot;ان يترجم الحرص على دموع الامهات الى قرارات دولية فاعلة وملزمة للنظام الذي يتمرد على الشرعية الدولية وقراراتهاquot;.

مخيبر

من جهته ، صرح النائب غسان مخيبر، عضو كتلة الجنرال ميشال عون ، أن quot;لبنان من الدول التي عانت مشكلة الاختفاء القسري والعدد الرمزي للاختفاءات القسرية هو 17 آلاف مفقود انما هناك ما يقارب 1740 ملفاً موثقاً على ان هؤلاء المفقودين هم قيد الاختفاء القسري في السجون السورية. وهناك اكثر من 500 من المفقودين في خلال الحرب اللبنانية منذ سنة 1975. وهناك مشكلة اخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه التي تصادف ذكراه هذه الايام. وهناك ملفات صعبة لا يمكن التغاضي عنها واننا نقول ان هناك حاجة للتوصل الى توافق جدي حول سياسة تؤدي الى حل نهائي لهذه القضية لا سيما التوافق على تشكيل لجنة تحقيق دولية لقضية المعتقلين قسرياً في السجون السورية، وانشاء لجنة حقيقة وعدالة ومصالحة بكامل الصلاحيات لإدارة هذا الملف وايجاد حل بالنسبة لكل ملف لجهة آلية نبش المقابر الجماعية، وانشاء بنك معلومات للـ DNA تساعد على التعرف على الرفات حينما توجد وادارة ملف الذاكرة الصعبة وبناء المصالحة الحقيقية بين اللبنانينquot;.