رمضان والدخول المدرسي يشغلان المغاربة عن الانتخابات
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: فيما تستعد الأحزاب إلى رفع حرارة حملاتها للانتخابات التشريعية، المقرر إجرائها في 7 أيلول (سبتمبر) الجاري، بدأ هاجس الدخول المدرسي ورمضان يخيمان على مسار الحياة اليومية للمغاربة الذين قصد عدد منهم المؤسسات البنكية أو الأحباب بهدف الحصول على قروض تمكنهم من تغطية مصاريف هاتين المناسبتين الهامتين.
وظهرت أولى ملامح هذا الانشغال في الأسواق الشعبية، حيث حجت عشرات النساء إلى هذه الفضاءات بحثا عن اللوازم المدرسية والملابس لأبنائها، بينما انصرف الأزواج إلى مقرات عملهم اليومية، والقلق يعلوا رؤوسهم خوفا من عدم تمكنهم من توفير مبالغ مالية إضافية تكفي سد حاجيات العائلة الضرورية في هذه الفترة التي جمعت، على حد تعبير مواطنين التقتهم quot; ، بين quot;ثلاثة مطارق تطرق فوق رأس المواطنquot;، في إشارة إلى الانتخابات ورمضان والدخول المدرسي.
وبالرغم من الوسائل الجديدة، التي ابتكرها المرشحون لجذب اهتمام الناخبين أكثر فأكثر نحوهم مع اقتراب موعد الاقتراع، إلا أن مؤشر الانشغال بدأ يميل بشكل كبير إلى جهة العائلة والأبناء الذين تكلف بداياتهم الدراسية أولياء أمورهم مئات الدولارات.
وفي جولة لها بسوق درب غلف في الدار البيضاء، وقفت quot;إيلافquot; على تجاهل عدد من المواطنين ما يدور حولهم من دعاية ومهرجانات خطابية، إذ ما إن وجهنا سؤال إلى احدى المتبضعات حول المرشح الذي ستصوت عليه حتى ردت علينا بانفعال قائلة quot;مرشح... نحن الآن لا ينقصنا سوى البحث عن المرشح الأفضل.. ألا ترى بأن لدينا مشاكل أهم بكثير من الانتخابات.. كل شيء ارتفع ثمنه ولا نملك الأموال الكافية لتوفير مستلزمات دراسة الأبناء ورمضان، وأنت تقول لي مرشحquot;.
ولم تكن هذه الكلمات كافية لتخفف عن السيدة التوتر الذي يتملكها، إذ استمرت في الحديث بنبرة حادة quot;لا أحد يحس بما نعانيه في حياتنا اليومية.. في كل صباح نستيقض عل زيادة جديدة، فيما رواتب أزواجنا ظلت متسمرة في الرقم نفسه منذ سنوات، والآن يأتون ليقلوا لنا أصواتكم.. ألهذا الحد يحتقروننا ولا يراعون ما نحن فيهquot;.
سعيدة.ر، عاملة نظافة في شركة خاصة، اقتسمت هي الأخرى الهموم نفسها مع خديجة، قبل أن تضيف شارحة quot;الآن يقرعون أبواب منازلنا ليسألوا على أحوالنا، وما أن تظهر النتائج حتى يختفون، وعندما تقصد مكاتبهم يتحججون لك دائما بأنهم غير موجودين أو منشغلينquot;، وزدات قائلة quot;كما كانت لديهم انشغالاتهم، لدينا نحن أيضالا الآن انشغالاتناquot;.
في تلك الأثناء كانت أصوات النساء تتعالى للسؤال عن ثمن المحفظات وبعض اللوزام المدرسية، قبل أن تتفجأ بلائحة الأسعار لتنصرف بحثا عن أخرى أرخص منها، فيما تصر أخريات على الدخول في مفاوضات طويلة وعسير للظفر بما تريد اقتناءه بثمن مناسب.
وتراوحت أسعار المحفظات ما بين 10 دولارات إلى 25، فيما لوحظ أن بعض المقررات أقرت زيادات جديدة في أثمنتها، أما الملابس المدرسية أو العادية فأثمنتها تختلف حسب قدرة كل شخص.
غير أن الزواج لا يقتصر فقط على أسواق بيع المسلتزمات المدرسية، بل انتقل إلى محلات بيع الفواكه الجافة والمواد المستعملة في صنع الحلويات، حيث سارع عدد من النساء إلى اقتناء ما يلزمه قبل أن تتقاطر الحشود على هذه الفضاءات، قبل دخول شهر رمضان.
ولم تكن ملامح رمضان والدخول المدرسي ظاهرة في هذه الفضاءات فقط، بل برزت حتى في المؤسسات البنكية، حيث يتردد عشرات المواطنين يوميا على مكاتبها لتقديم ملفاتهم قصد الحصول على قروض متوسطة لمواجهعة مصاريف هاتين المناسبتين.
يقول عبد القادر. ج، موظف، ل quot;إيلافquot;، quot;قبل شهر فقط قدمت ملفي للحصول على قرض للسفر في العطلية الصيفية مع الأبناء، وها أنا اليوم أعود مجددا للحصول على واحد ثاني.. لقد أصبحت حياتنا مرهونة بالقروض التي تقتطع من راتبي الضعيف جدا، والذي لا يكفي حتى لتوفير مستلزمات الحياة اليوميةquot;.
ويعتبر عدد من قادة الأحزاب السياسية المشاركة في اقتراع سابع أيلول أن الحملة الانتخابية تجري لحد الآن في أجواء عادية تتميز بتنافس ملحوظ بين مختلف المرشحين الذين يقدمون برامج أحزابهم إلى الناخبين، سواء من خلال التواصل المباشر أومن خلال التجمعات التي تنظمها الهيئات التي ينتمون إليها، متوقعين في الوقت نفسه أن تزداد الحملة حدة في الأيام القلية المقبلة.
التعليقات