الجزائر: اسفرت عملية انتحارية استهدفت للمرة الاولى الخميس موكبا رئاسيا لكنها اخفقت في اصابته، عن مقتل خمسة عشر شخصا على الاقل وجرح 74 اخرين في باتنة، وسط حشود كانت تنتظر وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان يزور هذه الولاية في الشرق الجزائري، كما افاد التلفزيون الجزائري.

وقد فجر الانتحاري الذي يعتقد انه اسلامي ولم تعرف هويته، نفسه في وسط مدينة باتنة. ولم يتأكد مقتله رسميا مساء اليوم الخميس. وقد اخفى الانتحاري القنبلة في كيس من البلاستيك كان يحمله وانضم الى تجمع قرب مسجد، منتظرا وصول الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الذي كان ينهي زيارة تفقدية لهذه الولاية.

ولم يكن الرئيس الجزائري في مكان الانفجار لدى وقوع الاعتداء. وروى شهود عيان ان الجموع اكتشفت امر المهاجم الذي كان متوترا فسارع الى تفجير عبوته قبل وصول رئيس الدولة الى المكان.
واصيبت مدينة باتنة بالصدمة اثر الاعتداء الذي اثار الذعر في صفوف السكان. وفور تبلغه نبأ الاعتداء، توجه الرئيس بوتفليقة الى مستشفى المدينة لتفقد الضحايا.

وندد بوتفليقة بquot;المجرمينquot; في مقابلة تلفزيوينة بعيد وقوع العملية الانتحارية، مشددا في الوقت نفسه على سياسة المصالحة الوطنية التي وضعها بنفسه.وقد افادت هذه السياسة حوالى الفي اسلامي اطلق سراحهم فيما استسلم حوالى 300 عنصر.وقال الرئيس بوتفليقة الذي كان يتحدث بصوت واثق quot;لن اتراجع قيد انملة عن المشروع السياسي المبني على المصالحة الوطنية وتوفير الامن لجميع الجزائريينquot;.

وكان بوتفليقة خاطب مجموعة من مجاهدي حرب التحرير الوطنية (1954 - 1962) في مقر الولاية، مؤكدا ان quot;المصالحة الوطنية خيار استراتيجي للشعب الجزائري، خيار لا تراجع عنهquot;.
واشار ايضا الى ان الاعمال الارهابية quot;لا شيء يجمعها مع قيم الاسلام النبيلةquot;.

وشددت السلطات في الايام الاخيرة من لهجتها ضد الاسلاميين المسلحين الذين يرفضون تسليم انفسهم في اطار سياسة المصالحة الوطنية التي يدعمها الرئيس بوتفليقة. واعلن وزير الداخلية يزيد زرهوني اخيرا quot;عليهم الاستسلام او الموتquot;.

وبادر رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لوي ثاباتيرو الى ادانة الهجوم في برقية ارسلها الى الرئيس الجزائري.وقال ثاباتيرو quot;اود ان اعبر لكم باسمي وباسم الحكومة الاسبانية عن تضامني وادانتي الحازمة لهذا العمل الوحشيquot;. كما اعرب عن تعاطفه مع عائلات الضحايا.وتاتي هذه العملية بعد خمسة اشهر تقريبا من هجوم انتحاري دام استهدف في الحادي عشر من نيسان/ابريل القصر الحكومي في العاصمة الجزائرية ومفوضية للشرطة في الضاحية الشرقية ما اوقع 30 قتيلا على الاقل واكثر من 200 جريح.

وفي تموز/يوليو، قتل عشرة عسكريين وجرح 35 اخرون في عملية انتحارية بشاحنة مفخخة استهدفت ثكنة للجيش في منطقة الاخضرية (100 كلم شرق العاصمة).وقد تبنى هذه العمليات الانتحارية quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلاميquot;، وهو الفرع المغربي لتنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن في شمال افريقيا، الذي حل محل التنظيم الجزائري الذي كان يطلق على نفسه تسمية quot;الجماعة السلفية للدعوة والقتالquot;.وتاتي هذه العملية الجديدة قبل اسبوع من بدء شهر رمضان.