أكد إعتقال شيوخ عشائر في الجنوب لإرتباطهم بدولة مجاورة
المالكي: ندرب 14 ألف مسلح إنشقوا عن القاعدة

إصابات الدماغ تبدد مستقبل آلاف الجنود الأميركيين في العراق

مروحيات تقتل 12 مسلحًا للقاعدة في سامراء

أسامة مهدي من لندن: أكد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أن قوات بلاده تقوم حاليًا بتدريب وتسليح 14 ألف شخص إنشقوا عن تنظيم القاعدة، وقال إن نسبة العنف قد انخفضت بنسبة 75%. وأضاف أن حكومته نجحت في منع إنزلاق العراق في حرب طائفية،وإن عشرات الآلاف من منتسبي الجيش والأجهزة الأمنية السابقة قد تم تعيينهم في الجيش والشرطة والأمن والمخابرات، وأقر باعتقال مجموعة من رؤساء عشائر الجنوب لضلوعهم بعلاقات مع دولة مجاورة من أجل زعزعة الأمن.

وأضاف المالكي في كلمة له أمام مجلس النواب، اليوم، أن حكومته بذلت جهودًا كبيرة من أجل دعم وتطوير العملية السياسية التي شهدت جمودًا واضحًا مؤخرًا كاد أن يدفع بالأوضاع في العراق إلىهاويات خطرة، على الرغم من حرص قوى سياسية على الحفاظ على هذه العملية وتوقيعها الإتفاق الرباعي quot;بين الحزبين الشيعيين والحزبين الكرديينquot;. وأكد أن هذا الإتفاق ليس جبهة أو محورًا موجهًا ضد آخرين أو محاولة لتهميشهم وإقصائهم، وإنما هو نواة صلبة لحماية العملية السياسية واشراك قوى أخرى فيها حيث جاء بعده الإتفاق الخماسي كخطوة اخرى لتنشيط مؤسسات الدولة وعملها.

وأوضح المالكي أنه إيمانًا من حكومته بضرورة تطوير العلاقات مع دول الجوار، فإنه قام مؤخرًا بزياراته إلى تركيا وإيران وسوريا حيث بحث هناك تطوير تعزيز هذه الدول مع العراق في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. وقال إنه نتيجة لذلك، فإن العلاقات مع الجوار أصبحت أفضل من السابق وقائمة على أساس عدم التدخل في الشؤون الداخلية.

وشدد على أن حكومته بذلت جهودًا كبيرة من أجل تحقيق المصالحة الوطنية والدفع بها إلى الأمام ... كما منعت إنزلاق العراق نحو حرب طائفية. وأكد أن المصالحة هي خيار حكومته الوحيد نحو بر الأمان، على الرغم من التشويش عليها من قبل أطراف محلية وخارجية. وأوضح أن انجازات تحققت على هذا الطريق من خلال عقد مؤتمرات للمصالحة لمختلف شرائح المجتمع في داخل العراق وخارجه وأشار إلى ان الانفتاح والتعاون مع العشائر حقق انتصارات كبيرة على المجموعات الارهابية . واوضح ان مجالس انقاذ المحافظات هو خيار حكومي يهدف الى عدم الاعتماد على الحل العسكري وحده حيث نجح هذا الخيار في تطهير محافظات عدة من الارهابيين والبدء بالاعمار فيها والحفاظ على سلامة انابيب النفط ومنشآت الكهرباء من التخريب .

واضاف ان الهدف من تسليح العشائر باشراف الحكومة هو ضمان تعاونها مع اجهزة الامن بشكل سليم والاشراف على تطويع ابنائها في اجهزة الامن والشرطة وتسليحهم باشراف حكومي من خلال لجنة حكومية اطلق عليها اسم quot;لجنة المتابعة والتنفيذ للمصالحة الوطنيةquot; . واكد بهذا الصدد ان القوات العراقية تقوم حاليًا بتدريب 14 الف و178 شخصًا انشقوا عن تنظيمات القاعدة وذلك لتهيئتهم في قتالها والمساهمة في حفظ الامن .

وأقر المالكي باعتقال مجموعة من رؤساء ورجال العشائر في جنوب العراق وأشار الى ان ذلك قد تم بعد ثبوت تعاونهم وتلقيهم اموالاً من دولة مجاورة بهدف ارباك الاوضاع في الجنوب . وقال ان التحقيق قد اثبت ارتباط هؤلاء مع تلك الدولة التي لم يسمها فتم اعتقال عدد منهم فيما هرب اخرون الى خارج العراق .

واكد المالكي ان الوضع الامني قد تحسن بنسبة 75% لكن العراق بحاجة الى مزيد من الجهد وتعزيز القوات عدة وعددًا من اجل تسلم الملف الامني في جميع انحاء البلاد . واضاف ان السلطات قامت وبالتعاون مع مجالس انقاذ المحافظات من تطويع وتلسيح 24 الف و500 رجل اشتكوا في العمليات ضد تنظيم القاعدة ومسلحيها .

وعما تحقق بالنسبة إلى الكيانات التي تم حلها بعد سقوط النظام السابق فقد اشار المالكي الى ان 193 الف و998 منهم قد حصلوا على منح طوارئ من الدولة كما تم تعيين 73 الفًا و620 آخرين في وظائف حكومية او حصلوا على التقاعد بينما تمت اعادة تعيين اكثر من 54 الفًا منهم في القوات المسلحة و2586 من منتسبي الاجهزة الامنية السابقة في اجهزة الامن والمخابرات الحالية .

وقدم المالكي حصيلة لعمليات فرض القانون في بغداد منذ المباشرة بها في 14 شباط (يناير) الماضي وحتى الرابع عشر من الشهر الماضي، مؤكدًا عودة الحياة الطبيعية الى مناطق واسعة من العاصمة وعودة 6228 عائلة مهجرة الى مساكنها وقتل 652 ارهابيًا واعتقال 5941 اخرين في حين تم اطلاق سراح 3696 مشتبهًا فيه لم تثبت ادانته . واوضح انه خلال عمليات بغداد هذه فقد تم ابطال مفعول 262 سيارة مفخخة و1914 عبوة ناسفة والاستيلاء على 9320 قطعة سلاح و 5 اطنان من المتفجرات اضافة الى الاف المستودعات من الذخيرة .

واكد توقف عمليات الخطف والتهديد الطائفي وتفكيك خلايا كبيرة للقاعدة وهروب عناصرها لداخل العراق وخارجه .. مشيرًا الى العزم على مواصلة ملاحقة المليشيات المسلحة والمجاميع الخارجة على القانون .

وعن احداث منطقة الزركة في محافظة النجف التي شهدت بداية العام اشتباكات مع تنظيم جند السماء اشار المالكي الى ان محكمة النجف قد نظرت في قضايا 458 متهمًا منهم و اصدرت احكامًا بالاعدام ضد عشرة والسجن المؤبد ضد 81 والسجن لفترات متفاوتة على 313 و اطلقت سراح 54 منهم . واوضح ان التحقيقات اكدت ضلوع جهات خارجية وداخلية بتحريض هؤلاء الاشخاص من دون اعطاء تفاصيل اخرى .

وحول الاحداث الدامية التي شهدتها مدينة كربلاء مؤخرًا اوضح المالكي ان عناصر تنتمي الى عصابات تحمل عناوين مختلفة هي التي قامت بعملياتها المسلحة من دون الرجوع الى مرجعياتها الدينية . واضاف ان التحقيق مستمر وهناك ملاحقات لعناصر قامت بالتحريض على الاعتداءات التي حصلت واصدرت الاوامر بتنفيذها . واشار الى فصل عسكريين قياديين في قيادة عمليات كربلاء لتخاذلهم او تساهلهم في مواجهة العناصر التي نفذت الاعتداءات اضافة الى معاقبة متورطين معهم . واضاف انه تم اعتقال 499 شخصًا عقب الاحداث لكنه اطلق سراح 441 منهم . وعن الخسائر التي نتجت عن الصدامات قال إن 24 مواطنًا قتلوا واصيب 363 كما قتل 6 من افراد الشرطة واصيب 21 اخرين بجروح .


وبعد انتهاء المالكي فقد تم تحويل جلسة مجلس النواب الى سرية للاجابة على اسئلة واستفتارات النواب التي تأتي قبيل ادلاء اكبر مسؤولين اميركيين في العراق هما السفير ايان كروكر وقائد القوات الاميركية ديفيد بتراوس بشهادتيهما حول العراق التي يتوقع ان يشيرا فيهما الى تحقيق تقدم امني مقابل بطء سياسي خاصة على صعيد تحقيق المصالحة الوطنية .