باريس: أعلن نائب وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الأمن الدولي ومنع انتشار السلاح النووي جون رود بعد انتهاء الجولة الثانية من المحادثات حول مشكلة الدفاع المضاد للصواريخ التي جرت في باريس أن الجولة الثالثة من هذه المحادثات ستجري في بداية أكتوبر في موسكو بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع لروسيا والولايات المتحدة.

وذكر رود أن لقاء باريس شهد تبادل الآراء والبيانات بين الجانبين اللذين تمكنا من تقريب مواقفهما. وذكر دبلوماسيون روس بدورهم أن الحديث حول إحراز نتائج ملموسة في المحادثات مع الأميركيين حول مشكلة الدفاع المضاد للصواريخ سابق لأوانه. وترأس نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيسلياك الوفد الروسي إلى المحادثات.

مقترحات اميركية جديدة لروسيا

واعلن مسؤول اميركي كبير ان الولايات المتحدة قدمت لروسيا quot;مقترحات جديدةquot; خلال اجتماع في باريس حول المشروع الاميركي لاقامة درع مضادة للصواريخ في اوروبا، وذلك في محاولة للحد من معارضة موسكو. وصرح رود للصحافيين بعد لقاء مع وفد برئاسة نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي كيلسياك مساء الاثنين quot;اجرينا محادثات قدمنا خلالها مقترحات جديدةquot;. واضاف المسؤول الاميركي بعد هذه الجولة الثانية من المحادثات quot;انه امر وافق زملاؤنا الروس على درسه بعمقquot;.

وكانت جولة اولى من المحادثات جرت في نهاية تموز/يوليو الماضي في واشنطن لكنها لم تسفر عن اي اعلان عملي. ورفض الروس من جانبهم الادلاء باي تعليق. وقال دبلوماسي روسي قبل الاجتماع الذي عقد في السفارة الروسية في باريس ان quot;العمل يتواصل على كل جوانب المسألةquot;. الا ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يقوم بزيارة الى ابوظبي رأى انه ما زال من الممكن التوصل الى اتفاق حول الدرع الصاروخية المضادة للصواريخ.

وقال بوتين لصحافيين روس في تصريحات نقلتها وكالات الانباء الروسية quot;لم ينته بعد وما زلنا متفائلينquot;. وتابع الرئيس الروسي quot;يمكننا السعي للمواجهة ويمكننا التهديد بالاسلحة ويمكننا ان نخيف بعضنا البعض لكننا نستطيع ايضا البحث عن تسويات والاتفاق. نود مواصلة هذا الطريقquot;.

وتأمل الولايات المتحدة نشر عناصر من درعها المضادة للصواريخ في بولندا وتشيكيا، وذلك ردا على تهديد محتمل من دول تعتبرها واشنطن quot;مارقةquot; في مقدمها ايران. لكن موسكو تعتبر هذا المشروع تهديدا مباشرا لامنها واقترحت على واشنطن البحث عن بدائل من بينها اقامة رادار في غابالا في اذربيجان، لكنها لم تنجح في اقناع واشنطن به حتى الآن.

وقال المسؤول الاميركي ان الولايات المتحدة مستعدة quot;لادراج قدرات عسكرية روسيةquot; في خطتها الشاملة، بدون ان يضيف اي تفاصيل. وسيدرس خبراء اذربيجانيون وروس واميركيون اقتراح موسكو في 15 ايلول/سبتمبر في باكو مع ان مسؤولا عسكريا اميركيا انتقد المشروع معتبرا ان اذربيجان قريبة جدا من ايران لذلك لا يمكن ان تستخدم قاعدة بدلا من موقع في وسط اوروبا. وقال اللفتنانت جنرال هنري اوبيرينغ قائد وكالة الدفاع الصاروخي الاميركية ان القاعدة في اذربيجان يمكن ان تستخدم كجزء مكمل للتسهيلات في بولندا وتشيكيا.

من جهته، صرح مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فريديريك ديزانيو quot;نأمل في استمرار هذا الحوار بين الروس والاميركيين وفي ان يسمح بتقريب وجهات النظرquot;. وكان المشروع الاميركي الدفاعي هيمن على الجزء الاكبر من المحادثات التي جرت الجمعة في سيدني بين بوتين والرئيس الاميركي جورج بوش. ولم يشر بوش او بوتين الى اي تقدم حول الملف.

وتنتقد روسيا باستمرار وبحدة المشروع الاميركي الذي يفترض ان ينفذ في 2010 وقالت واشنطن انه محض دفاعي. وهي ترى فيه تهديدا على حدودها وتشعر انها وضعت امام الامر الواقع في منطقة كانت منذ اقل من عشرين سنة تحت سيطرتها. وأدان المستشار الالماني السابق غيرهارد شرودر الذي واجه انتقادات لتفاهمه مع بوتين، المشروع الاميركي السبت في العاصمة الروسية، وعبر عن قلقه من quot;خطر سباق جديد للتسلحquot;.