الياس توما من براغ: بدأت اليوم في وزارة الدفاع التشيكية الجولة الأولى من المحادثات المتعلقة بمضمون الاتفاقية التي ستنظم وضع القوة الأميركية التي ستدير وتشرف على القاعدة الرادارية الأميركية في منطقة بردي العسكرية. ويترأس الجانب التشيكي مدير إدارة قسم السياسة الدفاعية والاستراتيجية في وزارة الدفاع ايفان دفورجاك فيما يترأس الجانب الأميركي مبعوث وزارة الخارجية جاكسون ماك دونالد.

ويأتي انعقاد هذه الجولة بعد أسبوع من عقد جولة مفاوضات أخرى في وزارة الخارجية تركزت حول شروط وضع القاعدة واليه العمل فيها والغرض منها وطبيعة مهامها وقضايا أخرى . ووفق ما أعلنه الجانب التشيكي فقد تم الاتفاق حتى الآن على مضمون 12 فصلا من اصل 18 ستتضمنها الاتفاقية التي يتوجب على البرلمان التشيكي في النهاية أن يصادق عليها كي تدخل حيز السريان.

في هذه الأثناء شدد رئيس الحكومة التشيكية ميريك توبولانيك على أن الانتخابات البرلمانية المبكرة التي ستتم في بولندا المجاورة التي ستوضع فيها القاعدة الصاروخية المضادة التابعة للدرع الصاروخي الأميركي لن تؤثرفي مسألة وضع الرادار الأميركي في تشيكيا.

وأكد أن المحادثات التي تجريها قيادات براغ ووارسو هي مستقلة عن بعضها وبالتالي فان المفاوضات التشيكية الأميركية الخاصة بالرادار ليست موضع تهديد لسبب مالي ولا من جراء الانتخابات المبكرة في بولندا . وشدد على انه في حال ظهور شكوك بان وضع الرادار في تشيكيا سيؤثرفي صحة المواطنين أوفي البيئة فان حكومته لن توافق على وضع الرادار. وعلى خلاف الموقف التشيكي هذا لم يستبعد نائب وزير الخارجية الأميركي دانييل فريد في حديث لموقع إخباري بولندي من إمكانية أن تؤجل الانتخابات المبكرة في بولندا عملية التفاوض الخاصة بوضع القاعدة الصاروخية الأميركية المضادة في بولندا.

من جانبه اعترف نائب وزير الخارجية التشيكي توماش بويار الذي يتولى إدارة المفاوضات مع الأميركيين عن الجانب التشيكي بان الطلب الأميركي من تشيكيا السماح بوضع قاعدة رادارية في تشيكيا قد رافقه إرسال الجانب الأميركي نوعية الإجابات التشيكية غير أن الخارجية التشيكية لم تتبن هذه الاقتراحات وقدمت اقتراحاتها الخاصة بها.

وشدد على أن شروط وضع القاعدة الأميركية في تشيكيا ستكون مشابهة لشروط وضع القوات الأميركية الموجودة في دول أوروبية غربية وان الاتفاقية التي ستنظم وجود القاعدة ستتضمن حق التشيك بالطلب من الأميركيين إنهاء وجود القاعدة مشيرا إلى انه لم يتم الاتفاق بعد فيما إذا كانت الفترة التي ستحدد لتنفيذ ذلك ستكون خلال عام أو عامين. وأكد انه في كل الأحوال لن تكون quot; إقامة موقتة للقوات quot; في إشارة إلى المصطلح الذي كان يستخدم لوجود القوات السوفيتية الطويل الأمد في تشيكوسلوفاكيا أثناء الحقبة الشيوعية.

وحول الموقف الروسي من موضوع الرادار رأى أن الموقف الروسي يتبدل قائلا: إن روسيا في البداية هددت بتوجيه صواريخها نحو الأراضي التشيكية أما اليوم فموسكو تعتبر الرادار مشكلة ولذلك اعتبر أن هناك تحركا في الموقف الروسي .