وزير خارجية فرنسا ينوه بمواقف الموالاة والمعارضة
ملف لبنان يتصدر محادثات كوشنير مع مبارك وموسى
كوشنير يرى تقدمًا نحو تسوية الأزمة اللبنانية
نبيل شرف الدين من القاهرة،وكالات: خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري، عقب لقائه اليوم الخميس بالرئيس حسني مبارك، قال وزير الخارجية الفرنسى برنار كوشنر، إن بلاده لا تدعم أي طرف في لبنان على حساب طرف آخر، وإنما تتصرف كصديق لكافة الأطراف والمجموعات اللبنانية لأسباب تاريخية وثقافية وسياسية منذ سنوات طويلة، مشيرًا إلى أنه سيعود خلال ساعات إلى بيروت للاجتماع مع قادة كل الأطراف والأحزاب اللبنانية .
كما اجتمع الوزير الفرنسي اليوم أيضًا مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، الذي أعرب خلال مؤتمر صحافي مشترك مع كوشنر عن اعتقاده بأن أحدًا من الدول العربية لن يوافق على الحضور في مؤتمر للسلام أجندته غير واضحة وغير متفق على الأطراف المشاركين به، في إشارة إلى المؤتمر الدولي الذي دعا إليه الرئيس الأميركي جورج بوش في الولايات المتحدة خلال تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل .
ورأى الوزير الفرنسي أن الفترة الأخيرة شهدت تحقيق تقدم بسيط على الساحة اللبنانية للمرة الأولى، لا سيما وأن كافة أطياف الشعب اللبناني والمجموعات السياسية يبدو أنها أرهقت من جراء الحرب السياسية، وتريد أن تعود إلى الحياة الطبيعية والاستقرارquot;، على حد تعبيره .
وابدى كوشنير في بيروت بعض التفاؤل في امكانية تقدم الفرقاء اللبنانيين نحو الحوار من اجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية منوها بالمواقف الاخيرة للموالاة والمعارضة. وقال كوشنير في حوار صحافي متلفز بث مباشرة من مقر السفير الفرنسي quot;شعرت ان الامور تتحرك نوعا ما. الجميع وافق على نوع من الحوار واذا قاموا بذلك سينتج عنه ثلاثة او اربعة مرشحين، واذا جرت الانتخابات وفق الدسستور يكون ذلك جيداquot;. واضاف quot;لدي انطباع بان هذه المرحلة سوف تنجح واذا فشلت سابكيquot;.
كوشنير متفائل بانجاز الانتخابات الرئاسية
واعتبر كوشنير ان رد قوى 14 اذار/مارس الموالية على اقتراح رئيس مجلس النواب نبيه بري، احد قادة المعارضة، من اجل التوافق على رئيس جديد للجمهورية رد quot;ايجابيquot; على اقتراح quot;ايجابيquot; مما يعني تحقيق بعض التقدم من اجل الحوار. وقال quot;مبادرة بري بالتخلي عن مطلب حكومة وحدة وطنية (قبل الانتخابات) بادرة سياسية جيدة تبرهن انه رجل دولة .. انها مبادرة ايجابية كما هو رد قوى 14 اذارquot;.وكانت قوى 14 اذار/مارس ردت عشية وصول كوشنير على مبادرة بري مرحبة بquot;مبدأquot; عرض التوافق على ان يتخلى الفريقان عن شروطهما (نصاب الثلثين لانتخاب الرئيس بالنسبة للمعارضة والنصف زائد واحد بالنسبة للاكثرية) وذلك quot;للانكباب جميعا على التفاهم لانقاذ الاستحقاق الرئاسي من المجهولquot;.
وكان بري قد طرح تخلي المعارضة عن مطلب حكومة وحدة وطنية قبل الانتخابات مقابل موافقة الاكثرية على اعتماد نصاب الثلثين من اجل البدء بحوار حول الرئيس التوافقي.من ناحية اخرى دعا كوشنير سوريا، التي تدعم المعارضة، الى عدم التدخل في الانتخابات الرئاسية في لبنان متعهدا بان تعمل بلاده على ان quot;تستعيد (سوريا) دورها في الشرق الاوسطquot; وان تشارك في المؤتمر الدولي الذي دعت اليه الولايات المتحدة في الخريف المقبل من اجل تسوية الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
وقال quot;اذا لم تتدخل (سوريا) وتركت الانتخابات تجري كما يجب ستفاجىء بالانفتاح وبرد فعل فرنسا (...) سوريا يجب ان تلعب دورا بارزا في الشرق الاوسط. اذا احترمت الاستحقاق الرئاسي في لبنان يجب ان تشارك في المؤتمر الدولي واذا احترمت لبنان يجب ان تستعيد دورها في الاسرة الدوليةquot;.واكد ان ايران التي تساند حزب الله ساهمت في حلحلة موقف المعارضة بعد ان اوضحت لها فرنسا اهمية ذلك.
وقال quot;ايران لعبت دورا ايجابيا في تطورات الانتخابات وهو ايجابي اكثر مما يعتقد البعضquot;. واضاف quot; فهموا ان الانتخابات يجب ان تجري وفق الدستور والمهلة الدستورية، استمعوا لبعض ما قلته وقد تكلمت معهم بموافقة اصدقائي اللبنانيينquot;. ودعا بري الى جلسة للبرلمان في 25 ايلول/سبتمبر من اجل الانتخابات الرئاسية التي تبدأ مهلتها الدستورية في 24 ايلول/سبتمبر وتنتهي في 24 تشرين الثاني/نوفمبر، اليوم الاخير من ولاية الرئيس اميل لحود حليف دمشق.
مؤتمر السلام
ومضى كوشنر مؤكدًا تطابق وجهتي النظر المصرية والفرنسية في مساعٍ لتسهيل الأمور وأن تتم الانتخابات الرئاسية على أفضل وجه ممكن، مضيفًا quot;إننا نتفق مع الموقف المصري بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية وفقًا للدستور خلال الفترة بين 24 أيلول (سبتمبر) الجاري، وحتى 24 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبلquot;.
من جانبه، قال أحمد أبوالغيط وزير الخارجية المصري إن المناقشات المطولة التي جرت اليوم الخميس خلال استقبال الرئيس حسني مبارك لوزير الخارجية الفرنسي تناولت عددًا كبيرًا من القضايا محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الوضع في الشرق الأوسط بصفة عامة والمسألة اللبنانية وتسوية الموقف في لبنان، والانتخابات الرئاسية اللبنانية، وموضوع النزاع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى الاجتماع الدولي الخاص بالسلام في الشرق الاوسط الذي دعت الولايات المتحدة إلى عقده في تشرين الثاني (نوفمبر) القادم.
وأوضح أبوالغيط أن المناقشات تناولت كذلك مدى التقدم الذي تحقق على صعيد الاتصالات الفلسطينية ـ الإسرائيلية في الآونة الأخيرة، كما جرت مناقشة الوضع في العراق، وخاصة في ضوء زيارة الوزير الفرنسي لبغداد مؤخرًا، وكذلك تطورات الوضع في إقليم دارفور السوداني، والجهود الدولية لحل الأزمة هناك في ضوء قرار الامم المتحدة الخاص بإيفاد القوة المهجنة إلى هناك.
جولة رايس
وفي سياق رده على سؤال حول أجندة الاجتماع الدولي المقرر عقده بالولايات المتحدة خلال تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، قال أبوالغيط إن الاتصالات بين مصر والولايات المتحدة والاطراف الدولية لم تكشف بعد عن تفاصيل الرؤية الأميركية في هذا الصدد.
وأعرب أبو الغيط عن اعتقاده بأن الزيارة المرتقبة لوزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس، واجتماعها مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي إضافة إلى لقاء الوفود العربية معها في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة يمكن أن يؤدي إلى تكوين صورة وفكرة واضحة عن التفكير الأميركي إزاء عناصر الاجتماع بما في ذلك توقيت ومكان عقده وجدول أعماله.
واختتم أبو الغيط تصريحاته بالقول إنه إذا عقد الاجتماع الدولي ولم يحقق الهدف منه - الذي يتمثل في دفع عملية السلام وإطلاق المفاوضات بين الاطراف المعنية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية - فستكون العواقب صعبة لأن عقد هذا الاجتماع من دون أن يسفر عن نتائج ملموسة ستكون له عواقب وخيمة، معربًا عن أمله في أن يتاح الوقت إلى حين إنعقاد هذا الاجتماع لبلورة الكثير من المواقف.
كوشنير وزيباري غدا في باريس
وسيلتقي وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري الجمعة في باريس نظيره الفرنسي برنار كوشنير قبل محادثات حول العراق مقررة في الامم المتحدة في 22 ايلول/سبتمبر، على ما اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية الخميس.واوضح مساعد الناطق باسم وزارة الخارجية فريدريك دوزانيو ان كوشنير الذي زار بغداد من 19 الى 21 آب/اغسطس quot;سيؤكد استعداده المبدئي واستعداد شركائه الاوروبيين لدعم جهود السلطات العراقية بغية احلال الاستقرار في العراقquot;.
واضاف ان quot;الوزيرين سيبحثان كذلك قبل الاجتماع الرفيع المستوى الذي يعقد في 22 ايلول/سبتمبر حول العراق في نيويورك برعاية الامين العام للامم المتحدة، في تعزيز الحوار الاقليمي وترتيبات المساعدة التي يمكن ان تقدمها الامم المتحدة والمجتمع الدوليquot;.
وستجرى هذه المحادثات على هامش الجمعية العامة للامم المتحدة التي تبدأ في 25 ايلول/سبتمبر وتنتهي في الثالث من تشرين الاول/اكتوبر وينتظر مشاركة العديد من رؤساء الدول والحكومات او وزراء الخارجية فيها. وكانت زيارة كوشنير لبغداد الاولى لاحد اعضاء الحكومة الفرنسية منذ الاجتياح الاميركي للعراق في 2003 الذي عارضته باريس.
التعليقات